غزة 24 ديسمبر 2014 / ارتدت مدينة بيت لحم اليوم (الأربعاء) حلتها وازدانت شوارعها وأشجارها بالأنوار والمجسمات الملونة احتفالا ببدء أعياد ميلاد السيد المسيح.
ووصل بعد عصر اليوم إلى ساحة كنيسة المهد في بيت لحم غبطة البطريرك فؤاد طوال بطريرك كنيسة اللاتين في القدس وسائر الأراضي المقدسة إلى ساحة كنيسة المهد لبدء احتفالات عيد الميلاد المجيد للطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي.
وكان عدد من الوزراء الفلسطينيين ومحافظ بيت لحم ومسئولي بلديتها وعدد من قادة الأجهزة الأمنية في استقبال البطريرك الذي وتوجه بعد وصوله لساحة الكنيسة إلى داخلها لأداء الصلوات فيها إيذانا ببدء الاحتفالات بأعياد الميلاد.
وانطلقت الاحتفالات منذ التاسعة صباحا بفرق الكشافة التي سارت في أزقة مدينة بيت لحم وصولا إلى ساحة كنيسة المهد، فيما تزينت شوارع المدينة بالصور الخاصة بأعياد الميلاد، وزينت الأشجار بالزينة والأنوار الخاصة بهذه المناسبة.
وتوافد عشرات آلاف المحتفلين إلى ساحة المهد التي أقيمت فيها شجرة الميلاد ملتقطين الصور الخاصة لهم بجانبها، فيما ارتدى الأطفال اللباس الجديد وقد طغى اللون الأحمر وهو لون بدلة بابا نويل على المشهد في ساحة المهد.
وعبرت الطفلة لينا بينما كانت ترتدي قبة بابا نويل وهي في طريقها بصحبة ذويها إلى ساحة كنيسة المهد لوكالة أنباء ((شينخوا))، عن سعادتها بالاحتفال بعيد الميلاد، متمنية أن تعود في العام القادم وقد عم السلام الأراضي الفلسطينية.
بدورها، قالت نيفين يوسف وهي مسلمة كانت برفقة أطفالها في أحد شوارع بيت لحم ل((شينخوا))، "نحن كمسلمين ومسيحيين في المدينة نعيش بتآخي إسلامي ومسيحي، ونحتفل مع بعضنا البعض بهذا العيد من دون النظر إلى الديانة".
وأضافت " نحتفل بأعياد الميلاد ونفرح بأجواء المدينة التي تعج بالحجيج من كل أنحاء العالم لأنها مدينة تاريخية ودينية عالمية أيضا ".
ووصل في وقت لاحق اليوم إلى المدينة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من كبار الشخصيات الفلسطينية لحضور مأدبة العشاء وقداس منتصف الليل بحضور البطريرك طوال وعدد من رجال الدين المسيحي ومسئولين في السلطة الفلسطينية.
وقال الرئيس عباس في كلمة له خلال مأدبة العشاء التي تقام كل عام بالمناسبة، "نقول لكل الأخوة بمناسبة عيد الميلاد المجيد كل عام وأنتم بخير ندعو الله أن يعود العام القادم وقد شاع السلام في هذه البلاد العزيزة".
وشدد على أن "فلسطين من دون مسيحيين ليست بلدا والبلاد العربية كذلك"، مضيفا أنه "منذ أن كانت المسيحية هنا ومنذ أن كان الإسلام هنا وهم يعيشون أخوة وأحبة".
وأعرب عباس، عن الأسف الشديد "لما حصل في العراق لإخواننا المسيحيين"، معربا عن أمله "بأن لا يتكرر ذلك وأن يعود الوئام لهذا البلد".
وأردف قائلا "لكن أريد أن أقول بأن الذين ارتكبوا هذه الجرائم لا علاقة لهم بالإسلام لأن الدين الإسلامي دين السلام والمحبة والتعايش وهذا غريب عنا كل الغرابة".
وتحدث عباس في كلمته عن الظروف السياسية والأوضاع التي مرت بها القضية الفلسطينية العام الجاري، لافتا إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والتي استمرت 50 يوما.
وقال عباس، "نحن اليوم بحاجة ماسة لإعادة إعمار قطاع غزة بعد ما تعرض له من دمار جراء الحرب، ونحن بحاجة كذلك للمصالحة الوطنية أي كانت الظروف والعقبات التي تقف في طريقها".
وأضاف "نريد كذلك السلام مع جيراننا (إسرائيل) ونريد الأمن معهم والعدالة منهم وتنفيذ قرارالجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر عام 2012 بأن هذه الأرض التي احتلت عام 1967 هي أرض الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ولا نقبل عن ذلك بديلا".
وتابع عباس "إذا وافقوا فنحن أيدينا ممدودة وستبقى ممدودة للسلام ولن نغير موقفنا وسنستمر في الدعوة للسلام وستستمر أيدينا ممدودة للسلام لانه ليس لدينا خيارات أخري ولا نحب أن نلجأ إلى خيارات أخري".
وأردف أن "كل الخيارات الأخرى ليست في أجندتنا فنحن فقط نريد السلام ولذلك نأمل أن يسمعوا بقلوب واعية لندائنا هذا من أجل ان يعم السلام في أرض السلام".
وخاطب عباس الإسرائيليين قائلا "إذا كانت القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية فيجب أن تكون مفتوحة لكل الأديان بحرية تامة ليمارس كل إنسان ديانته وتقاليدته وطقوسه بكل حرية", معربا عن أمله أن يأتي هذا الوقت قريبا ليحل السلام هنا ويعم في أرض السلام وفي أرض السيد المسيح عليه السلام.
وكانت محافظة بيت لحم قد شكلت لجانا خاصة واتخذت كافة الإجراءات لتأمين الأعياد من الناحية الامنية ووصول المحتفلين بالأعياد إلى ساحة المهد.
وقال محافظ بيت لحم جبرين البكري ل((شينخوا))، إن الوضع الأمني مستقر بالمدينة بعد اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستقبال أعياد الميلاد المجيدة".
وانتشر حوالي 500 عنصر من الشرطة والأمن الفلسطيني، فيما أعلنت حالة الاستنفار الكامل لتوفير الأجواء الملائمة واتمام فرحة العيد المجيد.
من جانبها، اتخذت البلدية عدة خطوات لتسهيل الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد وقالت رئيس البلدية فيرا بابون ل((شينخوا))، إن البلدية وفرت حافلات خاصة لنقل المحتفلين من مدن قريبة على بيت لحم مجانا من أجل تسهيل وصولهم للكنسية.
وأعلن من الجهات الرسمية إغلاق عدد من الطرقات الفرعية ومنع سير المركبات الخاصة فيها خصوصا المؤدية إلى كنيسة المهد لمنع الازدحام وتسهيل حكة المحتفلين.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عن توفير عشرات المسعفين في ساحة المهد وسيارة اسعاف خاصة في حالة حدوث أي طارئ.
وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح.
ويعتقد أن كنيسة (المهد) هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريب يعتقد أن القديس جيروم الذي كلفه البابا داماسوس أسقف روما عام 383 م بترجمة الأناجيل من الآرامية والعبرية إلى اللاتينية، قد قضى 30 عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.
وفقا لاتفاقية (أوسلو) التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل عام 1993 تم نقل السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الفلسطينية عام 1995.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn