تنظيم داعش يواصل نقل النفط من حقل عجيل بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد

تكريت 4 ديسمبر 2014 / أفادت مصادر أمنية وشهود عيان بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، أن تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) يواصل نقل النفط الخام من حقل عجيل النفطي بمنطقة العلم (10 كم) شرق تكريت، فيما قام بتفكيك أحد مصاف النفط بالقرب من مدينة بيجي (30 كم) شمال تكريت مركز المحافظة.

وقال مصدر أمني طلب عدم ذكر اسمه لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الخميس) إن تنظيم (داعش) يواصل عمليات نقل النفط الخام من حقل عجيل النفطي شمال شرق منطقة العلم، إلى جهات مجهولة داخل العراق وخارجه.

وأضاف أن عمليات نقل النفط تتم بواسطة صهاريج متوسطة الحجم تبلغ حمولتها 20 الف لتر، وغالبا ما تستخدم طرق ترابية غير معروفة تحاشيا لاستهدافها من قبل الطيران العراقي والدولي.

وفي ذات السياق، قدر خبير نفطي بمحافظة صلاح الدين كميات النفط التي يقوم تنظيم (داعش) بتهريبها يوميا بـ 10 الاف يرميل، مبينا أن بعض هذه الكمية يذهب للتصفية وتحويلة إلى مشتقات نفطية في مصافي بدائية في سوريا، فيما يذهب الجزء الاخر إلى مهربين يقومون بنقله وبيعه إلى عدد من دول الجوار.

وتابع أن هذا النفط المهرب يباع ما بين 20 إلى 30 دولارا أمريكيا للبرميل الواحد، ويعتبر من أهم موارد التنظيم المالية، مطالبا بضرورة تدمير قدرات تنظيم (داعش) على تهريب النفط من حقل عجيل النفطي وغيره من الحقول، لتجفيف منابع تمويله.

ومن جانبه قال، خلف عبود (سائق صهريج لنقل النفط) إن عمليات نقل النفط تتم في اتجاهين الأول يسلك طريق قرية الصفرة شمال العلم باتجاه منطقة الرياض (60 كم) جنوب غرب مدينة كركوك، ومن هناك إلى محافظة ننيوى ثم الى سوريا.

وأضاف أن الطريق الثاني يتجه إلى منطقة الطوز (90 كم) شرق تكريت، ثم يدخل إلى مناطق تسيطر عليها قوات الأمن الكردية، حيث يتم تفريغ النفط بصهاريج أخرى لا نعلم إلى أين تتجه.

وأكد عبود أنه يشاهد يوميا عشرات الصهاريج التي تقوم بنقل النفط من حقل عجيل لحساب تنظيم (داعش)، مبينا أنهم يسلكون في الغالب طرق ترابية غير معروفة لدى القوات الأمنية لتجنب استهدافهم من قبل الطيران.

ويبلغ الاحتياطي النفطي المؤكد لحقل عجيل الذي يعد من أكبر الحقول المستغلة بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد أكثر من ثلاث مليارات برميل، وتبلغ طاقته الانتاجية 35 الف برميل يوميا كانت تنقل بواسطة الأنابيب إلى مصفى بيجي، قبل سيطرة داعش على الحقل في يونيو الماضي.

إلى ذلك، قال ضابط برتبة رائد في الجيش العراقي، أن تنظيم (داعش) قام بتفكيك أجزاء من مصفى الصينية غرب مدينة بيجي ونقلها بواسطة شاحنات باتجاه محافظة نينوى شمالي العراق، مرجحا إمكانية نقل هذه الاجزاء إلى سوريا للاستفادة منها في عمليات تصفية النفط.

وأوضح أن شاحنات كبيرة شوهدت وهي تنقل اجزاء من مصفى الصينية عبر طرق ترابية باتجاه محافظة نينوى، مبينا أن هذه العملية مستمرة منذ يوم امس، لافتا إلى أن المنطقة التي يقع فيها المصفى تخضع لسيطرة مسلحي (داعش) بشكل كامل.

ويقع مصفى الصينية الذي ينتج 10 الاف برميل يوميا، في منطقة الصينية (10 كم) غرب مدينة بيجي، ويتبع اداريا لشركة نفط الشمال، وهو متوقف عن العمل حاليا بسبب سيطرة مسلحي (داعش) عليه.

تجدر الاشارة إلى أن العراق الذي يحتل المرتبة الثالثة من حيث كميات الاحتياطي النفطي بعد المملكة العربية السعودية وايران ويمتلك احتياطي مؤكد يصل إلى أكثر من 143 مليار برميل، لا زال يعاني من مشاكل كبيرة في صناعته النفطية بسبب الحروب المتعاقبة وعمليات التخريب التي تتعرض لها أنابيب نقل النفط الخام.