بكين 4 ديسمبر2014 / " لم أكن أتوقع وأنا أحمل فيروس الايدز منذ أكثر من عشر سنوات أني سأقدر على الوقوف وأزاول العمل لكسب المال", قال لي قوه (اسم مستعار) وهو عامل بموقع بناء في مدخل قرية زاوتشوتسون الواقعة بمحافظة ويشي بمدينة كايفنغ بمقاطعة خنان بوسط الصين وقد ذكر بسعادة لمراسل شينخوا وملابسه ملطخه بالطين ولكن مع بسمة يملأها الرضى.
قبل 13 عاما, انتقل مرض الإيدز إلى لي قوه بسبب بيع الدم. وفي ذلك الوقت كان لي البالغ من العمر 33 عاما يستعد لملاقاة الموت. "حتى عند النهوض لم أكن أقوى الوقوف, فقط أزحف على الأرض واستلقي طيلة اليوم وأنا أنتظر الموت".
وتحققت "ولادة" لي قوه مرة أخرى وعاد إلى الحياة مع المشروع التجريبي لعلاج الايدز بالطب التقليدي الصيني. ومع سعي خبراء الطب التقليدي الصيني وراء إيجاد العلاج بعناية لم تدب الحياة في قلب لي فقط بل عادت طاقته للعمل.
وقال لي وهو مبتسما, "أستطيع العمل حاليا, ويمكنني أن أحصل في اليوم على 180 يوان ومازلت أطمح لكسب المزيد من المال من أجل أن أزوج ابني بالمرأة التي يريدها".
حاليا, ظل معدل الوفيات عاليا جراء الإصابة بالفيروس الذي لا يوجد له علاج فعال بعد, حيث مازالت البشرية اليوم تواجه مشكلات صحية ومجتمعية كبيرة.
وبدأت الصين في استكشاف طرق فعالة للوقاية من وعلاج مرض الايدز باستخدام الطب التقليدي الصيني بدءا من منتصف الثمانيات من القرن العشرين, ونفذت الهيئة الوطنية للطب التقليدي الصيني ووزارة الصحة سابقا ووزارة المالية في خمس مقاطعات صينية عام 2004 مشروعا تجريبيا لعلاج الايدز بالطب التقليدي الصيني, فيما أنشأت الحكومة المركزية صندوقا خاصا لتقديم العلاج المجاني لمرضى وحاملي فيروس الايدز بهذه الأساليب.
وقد صارت مقاطعة خنان التي تعد "المنطقة الأكثر تضررا" من الايدز أول نقطة تجريبية لإجراء مشروع علاج المرض بالطب التقليدي الصيني في عام 2004 بين المقاطعات الأخرى بالبلاد .
ومع من هم مثل لي قوه, منذ انطلاق المشروع , تزايد أعداد مرضى الايدز الذي ظلوا يعانون من عذاب وآلام المرض وكادوا يفقدون القدرة على رعاية أنفسهم, ولكن بعد أن جربوا العلاج الطبي التقليدي الصيني عادت لهم الطاقة للعمل كما ارتفع مستوى معيشتهم بشكل ملحوظ.
وبخلاف الطب الغربي الذي يهدف إلى علاج الفيروس نفسه, يعتبر العلاج بالطب الصيني للجسم البشري ككل, مستهدفا علاج أعراض الأمراض, وقد أوجد شفاء فعالة للأمراض مثل نزلات البرد وانخفاض درجة حرارة الجسم على المدى الطويل إضافة إلى نحافة الجسم .
وقالت جي آي يينغ, كبيرة أطباء قسم أمراض الجهاز الهضمي للمستشفى رقم 1 التابع للمستشفى التعليمي للطب الصيني في خنان, أن علاج الايدز بعقاقير الطب التقليدي الصيني لا يقتل فيروس المرض بل يثبط نشاطه ويحسن من نمط حياة المريض ما يجعله قادرا على تحمل المرض لوقت أطول".
"بعد مرور 10 أعوام على تطبيق البرنامج, اتخذ معدل الوفيات السنوي للمرضى الذين انضموا وتلقوا العلاج اتخذ اتجاه الانخفاض عاما بعد عام, إذ ارتفع بصورة تدريجية وسلسة مستوى خلايا كتلة التمايز 4 للخلايا التائية اللمفاوية ((الخلايا المناعية بالجسم)), كما انخفض تدريجيا مستوى العبء
الفيروسي, وتراجع معدل الوفيات السنوي شيئا فشيئا. وفي نفس الوقت, قلت بصورة واضحة عدد مرات حدوث أعراض البرد والحمى والإسهال وغيرها من أنواع الأخماج الناهزة", حسبما قال شيوي لي ران, مسؤول بمكتب البرنامج التجريبي لعلاج الأيدز بالطب التقليدي الصيني في مقاطعة خنان.
وأضاف " كان يبدو بعض المرضى كالعصي من شدة النحالة وأصبحوا الآن ممتلئي الجسم, فقد انفتحت شهيتهم بعد أن كانو غير قادرين على الأكل, بل هنالك من اكتسب طاقة للعمل بعد تعافيه."
ووفقا للإحصاءات , تراجع معدل وفيات مرضى الايدز في خنان حاليا من 9.23 بالمئة إلى 3.39 بالمئة ما يعد أقل من المستوى العالمي.
وأشار شيا زو تشانغ, رئيس معهد الطب التقليدي الصيني في مقاطعة خنان, إلى أنه مقارنة بطرق العلاج الغربية, تتفوق طرق العلاج بالطب التقليدي الصيني لمرض الايدز بأنها تتمتع بميزة اقتصادية واضحة فمرضى الايدز يقبلون بسرعة على العقاقير الصينية حيث تقل تكلفة الدواء للشخص الواحد يوميا عن 10 يوانات ( نحو دولار أمريكي ونصف).
وحتى يومنا هذا, إلى جانب الاستفادة من عقاقير مثل كبسولات "إيآيكانغ", وحبوب "تشايهودايوان", ودواء "جيا بياو تشينغ لي خجي" التي قد استخدمت بالفعل في الاختبارات السريرية بالمشروع التجريبي في خنان, يوجد هنالك دواء صيني تقليدي جديد اسمه "حبوب تشينغ في بي يوان" قيد التطوير.
وتابع شيا قائلا "نأمل أن تجد هذه العقاقير طريقها خارج خنان لتفيد المزيد من مرضى الايدز, وتخفف من آلام المصابين بالمرض في أنحاء الصين والعالم".
وأظهرت الإحصاءات الصادرة عن الهيئة الوطنية للطب التقليدي الصيني, أن عدد النقاط التجريبية بالبلاد على مستوى المقاطعات والبلديات والمناطق الذاتية الحكم زاد من 5 إلى 19, إذ ضخت الحكومة المركزية من ميزانيتها السنوية 82.26 مليون يوان, بحجم تراكمي يبلغ حوالي 530 مليون يوان. وبحلول يوم 30 سبتمبر من عام 2014, كان هناك 26276 مصابا ومريضا بالأيدز ممن تلقوا العلاج الطبي التقليدي الصيني المجاني.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn