بكين 9 نوفمبر 2014 /تجذب بكين انظار العالم في وقت يلتقي فيه زعماء اقتصادات منطقة آسيا-الباسيفيك بمنتجع يطل على احدى بحيراتها حيث تأتي مبادرتهم للتعاون الإقليمي عند مفترق طرق لإعادة تشكيلها.
وتحت ضيافة الرئيس الصيني شي جين بينغ، من المتوقع ان يشهد اللقاء رفيع المستوى على بحيرة يانتشي، الذي سيجمع شخصيات سياسية دولية من الوزن الثقيل ومنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحظة فخر ولا يمكن محوها في تاريخ منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك (الأبيك).
ويتصدر جدول اعمال الاجتماع اطلاق عملية منطقة التجارة الحرة الاقليمية وتعزيز الترابط الاقليمي من خلال البنية الأساسية.
واذا سارت الامور على ما يرام، فسيخدم اجتماع بكين كفرصة أخرى لأكبر اقتصاد نام في العالم لتقديم اسهامات أكبر للتنمية الاقليمية والعالمية.
واقترح الرئيس شي حلما لمنطقة آسيا-الباسيفيك اثناء كلمته التي القاها امام قمة المدراء التنفيذيين للأبيك وقال لأكثر من 1500 رجل اعمال "يتوقف مستقبل تنمية منطقتنا على القرارات والاعمال التي نتخذها اليوم."
واضاف شي "نحن ملزمون بخلق حلم آسيا-الباسيفيك وتنفيذه من أجل شعوبنا."
وتلك هي المرة الثانية التي تستضيف فيها الصين قادة دول الأبيك بعد انضمامها للكتلة الاقليمية في 1991.
فقد استضافت الصين قمة الأبيك لعام 2001 في شانغهاي بعد فترة قصيرة من ضمان بكين حق استضافتها للالعاب الاوليمبية في 2008 عندما كانت البلاد على وشك الانضمام لمنظمة التجارة العالمية.
وتٌرجم تطلعها للتكامل الأوثق مع العالم وتوقعها لمستقبل أكثر اشراقا في ذلك الوقت، لفخر وبهجة شعرت بهما الأمة كلها نحو قمة الأبيك في شانغهاي.
وطرأت تغييرات عميقة منذ ذلك الحين على المستوى الجيوسياسي والاقتصادي والتكنولوجي. فتمثل اقتصادات الأبيك حاليا نحو 40 بالمائة من التعداد السكاني العالمي و57 بالمائة من اجمالي الناتج المحلي العالمي و48 بالمائة من التجارة العالمية.
وتعتبر المنطقة على نطاق واسع محركا للنمو العالمي بامكانياتها التنموية التي لم يسبق لها مثيل في حين يتم الاعتراف باهميتها الاستراتيجية على نحو متزايد.
واصبحت الصين نفسها ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومن المتوقع ان تتحمل مزيدا من المسؤولية الدولية على الساحة الدولية على عاتقها.
ومن الطبيعي ان يصبح السعي لإقامة نظام دولي عادل ومسؤول يتناغم مع المصالح المشتركة للجميع تعهدا رئيسيا لدول منطقة آسيا-الباسيفيك.
ومن أجل القيام بذلك، اقترحت الصين رسم خارطة طريق لإطلاق منطقة تجارة حرة لآسيا-الباسيفيك ومخططا لتطوير الترابط بين الدول الاعضاء في الأبيك.
وقد أعطت الأزمة في جولة محادثات التجارة العالمية متعددة الاطراف في الدوحة زخما لانتشار اتفاقيات التجارة الحرة الاصغر بالمنطقة. فقد حققت بعض المنافع الا انها احدثت بعض المشكلات غير المرغوب بها مثل برامج الرسوم الجمركية المختلفة وقواعد بلاد المنشأ المعقدة والتمييز التجاري الذي يمارس على دول مستبعدة من اتفاقيات التجارة الحرة.
ولذلك، فمن المفهوم حماسة اقتصادات الأبيك للدخول في اتفاقيات تجارة حرة متنوعة ومتداخلة.
وفي حال توصلت دول الأبيك لتوافق حول إطلاق عملية اتفاقية التجارة الحرة في آسيا-الباسيفيك خلال الاجتماع المقبل للقادة الاقتصاديين للأبيك، فستضع اساسا سليما لإقامة منطقة تجارة حرة إقليمية وسترسل رسالة مشجعة لزخم التجارة الحرة العالمية.
وفي الوقت ذاته ومع نطاقها الاقتصادي الهائل تتخوف الدول الاعضاء بالأبيك من الفجوات الشاسعة فيما بينها ومازالت العديد منها اقتصادات نامية.
وتتوقف التنمية الاقتصادية الإقليمية على ترابط البنية الاساسية وعلى مستويات التكنولوجيا بالاضافة للعاملين في حين تكمن المشكلة الكبرى في نقص الاموال.
والخبر الجيد هو ان 21 دولة آسيوية ومنها الصين والهند وقعت مذكرة تفاهم لإقامة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الاساسية الشهر الماضي.
كما تعهدت الصين بتقديم 40 مليار دولار لإقامة صندوق طريق الحرير من أجل تقوية الترابط وتحسين التعاون مع دول الجوار.
وتدعو الآفاق المدهشة مع ذلك الفرد إلى النظر للوراء بحثا عن الالهام.
وقد مر 25 عاما على تأسيس الأبيك في 1989 بهدف تعزيز النمو والازدهار الاقتصادي للمنطقة ولتقوية مجتمع آسيا-الباسيفيك.
وعلى مدار العقدين ونصف الماضيين، ازدهرت الكتلة الشابة بل والنشطة قياما على الانفتاح والاشتمالية وعلى الاحتفال بالاختلافات في الوقت الذي سعت فيه للوصول الى ارضيات مشتركة.
وقد ارتبطت الصين بالمنظمة بقوة منذ انضمامها اليها، بفضل فلسلفة التعاون المشتركة والسعي لتحقيق النمو والازدهار.
ولمدة 23 عاما، منحت الأبيك الصين مرحلة واسعة من التكامل الاقليمي شاركت فيها معها ثمار مسيرة الاصلاح والانفتاح مع منطقة آسيا-الباسيفيك بأسرها وما ورائها.
فقد أثارت البلاد اعجاب العالم خلال الازمتين الماليتين في 1997 و2008 ومشاركتها بشجاعة في السراء والضراء مع الاقتصادات الأخرى واتخاذها إجراءات حازمة. واستضافت مئات الفعاليات والاجتماعات لتيسير التعاون الإقليمي في مجالات الاتصال والتعدين والزراعة والعلوم والتكنولوجيا. ومع اعمالها العملية وجهودها المخلصة، اوفت الصين بوعدها ببناء مجتمع المصير المشترك في منطقة آسيا-الباسيفيك.
وبالطبع انه ستكون هناك تحديات ومعوقات في الطرق لتحقيق التكامل الإقليمي.
لكن كما يقول المثل الصيني، "فلا يوجد جبل اعلى من قدرة الرجل على تسلقه، ولا توجد رحلة اطول من قدرة الرجل على السفر."
وفي الواقع، تمكن الجميع بالكاد قبل 25 عاما من تخيل حيوية الباسيفيك التي نتباهى بها اليوم.
وسيترك مسعى بكين لاعادة تشكيل مبادرة الأبيك، في وقت يتعثر فيه التعافي الاقتصادي العالمي، عبر توسيع التجارة الحرة وتطوير الترابط، اثرا لا يمحى في مسيرة التعاون الاقليمي والتنمية الاقتصادية العالمية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn