الرباط 8 نوفمبر 2014 / أكدت المملكة المغربية اليوم (السبت) تشبثها بقرار تأجيل استضافة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم بسبب مخاطر انتشار فيروس "إيبولا".
وأفاد بيان لوزارة الشباب والرياضة المغربية بأن هذا القرار أملته دواع صحية ذات خطورة قصوى ترتبط بالمخاطر الجدية لانتشار وباء إيبولا القاتل.
وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قد منح المغرب مهلة تنتهي اليوم لتحديد موقف نهائي من تنظيم الكأس بعد أن عبر عن رفض طلب التأجيل المقدم من الرباط.
وشدد البيان على أن المملكة قررت التشبث بطلبها تأجيل موعد هذه التظاهرة الكروية إلى سنة 2016.
وأضاف البيان أن المملكة المغربية "أثبتت، في واقع الأمر، التزامها الراسخ باحتضان هذه المنافسة المتميزة وطموحها في جعل كأس أمم إفريقيا لسنة 2015 دورة استثنائية"، مبرزا أن المملكة قامت بعمل جبار من أجل إعداد ترشيحها، وبذلت، على إثر ذلك، مجهودا استثنائيا من أجل تأهيل بنياتها التحتية الرياضية والإنهاء الدقيق للجوانب التنظيمية.
وفضلا عن الحمولة الرياضية لهذا الحدث، أشار البيان إلى أن المغرب "يجدد التأكيد على رغبته في تعزيز علاقاته التاريخية والعميقة، بشكل أكبر مع البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة وترسيخ القيم والمبادئ الكونية المتعلقة بالتسامح والانفتاح والاحترام والتضامن التي تتقاسمها الشعوب الإفريقية".
غير أنه بحسب البيان ، "ونظرا لوجود قوة قاهرة ذات طبيعة صحية محضة، والمتمثلة في الخطر الوبائي لمرض فيروس الإيبولا وانعكاساته الكارثية والخارجة عن السيطرة التي قد تترتب عنه، لاسيما على مستوى الخسائر البشرية، قرر المغرب تقديم طلب تأجيل موعد كأس الأمم الإفريقية لسنة 2015 إلى سنة 2016، وذلك بعد تفكير متأن يستند إلى وقائع صحية صرفة".
وأبرز البيان أن هذا المرض خلف أزيد من 5000 قتيل خلال بضعة أشهر وأزيد من 13 ألف مصاب، وهو الرقم الذي تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتجاوز 20 ألف شخص في غضون الشهور المقبلة.
وأشار إلى أن هذا القرار يعزى أساسا إلى المخاطر الطبية التي يمكن أن يشكلها بالنسبة لصحة المواطنين الأفارقة، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية تقر بشكل واضح أن من شأن التجمعات الجماهيرية الكبيرة الرفع من خطر تفشي الأمراض المعدية لكونها تتشكل من عدد كبير من الزوار القادمين من مختلف البلدان.
وأبرز البيان أنه "بغض النظر عن الأسباب الصحية، فإن هذا القرار يعزى أيضا إلى دواعي إنسانية حيث أنه من مسئوليتنا استقبال جميع المشجعين والضيوف في أفضل الظروف تماشيا مع ثقافة كرم الضيافة والتقاليد المغربية" مضيفا أن المغرب يرى أنه من غير اللائق أن يرى نفسه مجبرا، في إطار تفعيل التدابير الوقائية، على رفض استقبال مواطنين أفارقة، خصوصا منهم القادمين من البلدان المصابة بالوباء، وذلك نظرا لعلاقات الصداقة وحسن الجوار المتميزة التي تربط المغرب بالبلدان الإفريقية.
وبخصوص استضافة المغرب لكأس العالم للأندية الشهر المقبل، سجل البيان أن هذه المنافسة تسجل حضورا قليلا نسبيا من المشجعين العالميين، عكس كأس أمم إفريقيا، التي تستقطب عشرات الآلاف من المشجعين، هذا الرقم يمكن أن يكون أكبر من ذلك نظرا للقرب الجغرافي للمغرب وجاذبيته السياحية.
وذكر بأن المغرب استضاف لقاءات المنتخبات الوطنية الغينية (أقل من 17 سنة والكبار) وذلك في إطار سياسة التضامن ودعم البلدان الصديقة التي مسها الوباء مبرزا أن هذه المباريات استقطبت عددا قليلا من المشجعين وظل الوضع متحكما فيه من طرف جهاز المراقبة الصحية ضد "إيبولا" كما أن تدفق المسافرين عبر الخطوط الجوية ملكية المغربية ظل تحت السيطرة من طرف جهاز المراقبة الصحية الموجود.
وأكد أن هذا الجهاز أظهر فعاليته في تغطية خطر "إيبولا"، ولكن سيكون من الصعب جدا السيطرة على هذا الخطر أمام الرقم الكبير للمشجعين المتوقعين، وذلك بالنظر أساسا إلى المدة الطويلة التي تستغرقها مدة الحجر الصحي لهذا المرض (21 يوما) مضيفا أن الاقبال المهم على حضور كأس أمم إفريقيا ينذر بخطر تغذية المخاوف والهواجس الموجودة بسبب الارتفاع المقلق لوباء "إيبولا" مما قد يتسبب في عدم توجه المشجعين إلى الملاعب بالرغم من كل مجهودات التحسيس والتعبئة، وهذا ما من شأنه التأثير على الصورة الاعتبارية لكأس الأمم الأفريقية والتي تطلب بناؤها مدة طويلة.
من جهة أخرى، ذكر البيان أنه بالنظر إلى أسباب تقنية محضة مرتبطة بملاءمة الجدول الزمني العالمي، تم تنظيم دورتين متتاليتين لكأس أمم إفريقيا سنتي 2012 و2013 مشيرا إلى أنه نظرا لأسباب أخرى مفهومة، يمكن أن يطرأ تغيير على تاريخ تنظيم كأس العالم لسنة 2022 لأسباب مناخية مرتبطة أساسا بدرجات الحرارة المرتفعة.
وبالنظر لدواع صحية ذات خطورة قصوى ترتبط بالمخاطر الجدية لانتشار وباء إيبولا القاتل، شدد البيان على أن قرار المغرب يكتسي طابعا منطقيا من أجل تعديل الجدول الزمني لكأس الأمم الافريقية لكرة القدم من خلال إعادة اعتماد نظام دورتي 2012 و2013 خلال سنتي 2016 و2017.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn