صنعاء 8 نوفمبر 2014 / اعقب الاعلان عن تشكيل حكومة جديدة في اليمن ردود فعل محلية متباينة وسط ترحيب دولي واسع في خطوة قد تساعد في نزع فتيل الأزمة السياسية التي يشهدها هذا البلد المضطرب.
وأصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس (الخميس) قرارا بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاح وتسمية أعضائها.
وتألفت الحكومة الى جانب بحاح، من 35 عضوا بينهم سبعة وزراء سابقين وأربع سيدات.
وتولى اللواء محمود سالم الصبيحي حقيبة الدفاع ، وكان يشغل قبل ذلك منصب قائد المنطقة العسكرية الرابعة ومقرها عدن وذلك منذ ابريل 2013 ، بينما تولى اللواء جلال الرويشان حقيبة الداخلية وكان رئيسا لجهاز الأمن السياسي.
وشغل عبدالله الصايدي منصب وزير الخارجية وهو سفير يمني سابق لدى الأمم المتحدة.
وتعد الحكومة الجديدة اول حكومة كفاءات وطنية في تاريخ البلاد.
وكانت الأطراف السياسية اليمنية وقعت في العاصمة صنعاء مطلع شهر نوفمبر الجاري على وثيقة تقضي بتفويض رئيس البلاد هادي ورئيس الوزراء المكلف بحاح بتشكيل "حكومة كفاءات" بعيدا عن المحاصصة السياسية التي سادت خلال الفترة الماضية.
وتعهدت القوى السياسية "بعدم الطعن فيما سيتوصل إليه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف، وبتقديم كافة الدعم اللازم، بما فيه الدعم الإعلامي، للحكومة الجديدة التي سيتم الإعلان عنها".
ووقعت الأطراف السياسية اليمنية في 21 سبتمبر الماضي اتفاقا حمل اسم "اتفاق السلم والشراكة الوطنية" لإنهاء أزمة اندلعت في البلاد بعد سيطرة جماعة الحوثي الشيعية على معظم المنشآت الحيوية في صنعاء.
وجاء تعيين وزير الدفاع الجديد ليثير ردود واسعة خاصة وان تعيين الصبيحي جاء بعد ايام من تصريحات صحيفة اكد فيها بانه لن يسمح لمسلحي جماعة الحوثي بدخول مدينة تعز ومدن الجنوب، كما نشرت وسائل اعلام بانه رفض قبول بالمنصب .
واكدت وزارة الدفاع اليمنية ، بان وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي قبل بمنصبه الجديد في حكومة الكفاءات، نافيا بذلك ما ذكرته بعض وسائل الإعلام عن رفضه للمنصب.
ونقل موقع (26 سبتمبر) الناطق باسم الوزارة، عن الصبيحي قوله " إنه قبل بهذا المنصب وفاء للوطن وللرئيس عبدربه منصور هادي، وأكد أنه سيعمل كل ما بوسعه بتعاون جميع قادة وضباط وصف وأفراد القوات المسلحة على تطوير وتحديث المؤسسة الدفاعية وبما يجنبها الصراعات السياسية ويجعلها تؤدي مهامها بكل حيادية.
ودعا الصبيحي الجميع إلى التعاون الكامل مع الحكومة الجديدة وبما يسهم في تعزيز أمن واستقرار الوطن والحفاظ على وحدته والسكينة العامة للمجتمع.
واعلن حزب المؤتمر الشعبي العام ، الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، عدم مشاركة اي من كوادره في الحكومة الجديدة.
وقال بيان صادر عن اللجنة الدائمة للحزب الحاكم سابقا في البلاد، مساء اليوم ، بان الحزب يعتذر عن مشاركة اي من كوادره في الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن هناك تهميشا للحزب على الرغم بانه اكبر مكون سياسي في البلاد.
من جانبها، اعلنت جماعة الحوثي "أنصار الله"، أن التشكيل الحكومي كان مخيبا للآمال، مطالبا بضرورة تعديل التشكيلة.
وقال بيان صادر عن المجلس السياسي للجماعة، تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، أن التشكيل الحكومي الذي أعلن عنه مساء أمس; كان مخيبا للآمال كونه لم يلتزم بالمعايير المتفق عليها".
وأضاف " التشكيلة اشتملت على عدد من الأسماء التي لا تنطبق عليها المعايير وعملت على إعادة إنتاج بعض الوجوه والدفع بأخرى على الرغم من تورطها في ملفات فساد البعض منها لدى الأجهزة الرقابية".
وأوضح البيان " التشكيل مخالف لاتفاق السلم والشراكة وعرقلة واضحة لمسار العملية السياسية لحساب مصالح خاصة وضيقة، ويعكس عدم الجدية في تنفيذ استحقاقات المرحلة ".
وأكد ضرورة تعديل هذه التشكيلة وإزاحة من لم تنطبق عليه المعايير المنصوص عليها وفي مقدمتها الكفاءة والنزاهة والحيادية في إدارة شئون البلاد، ومن عليهم ملفات فساد".
وكانت ضمت الحكومة الجديدة اعضاء لهم انتماءات سياسية صنفوا على انهم "كفاءات" ومشاركتهم ليست باسم احزابهم بل لكفاءتهم.
وفي اطار ردود الفعل المحلية، اعتذر وزيران في التشكيلة الحكومية الجديدة عن تسلم منصبيهما.
وقال مصدر حكومي لوكالة أنباء (شينخوا) إن وزير الدولة لشئون مجلس النواب والشورى احمد الكحلاني ، وهو ينتمى الى حزب المؤتمر الشعبي العام اعتذر عن المشاركة في الحكومة.
كما اعتذار احمد لقمان عن المشاركة في الحكومة بمنصب وزير الخدمة المدنية، حسب المصدر، حيث كان لقمان احد ابرز المرشحين لمنصب رئيس الحكومة قبل تكليف بحاح.
وفي اطار الردود المحلية، رحبت الاوساط الشبابية اليمنية بتشكيل الحكومة الجديدة باعتبارها اول حكومة كفاءات في البلاد، ويمكن ان تسهم في ايجاد حلول لإخراج البلاد من ازماته المستمرة.
وعلى المستوى الخارجي، رحبت الامم المتحدة والدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن، وامريكا بتشكيل حكومة جديدة في اليمن.
واعلن الأمين العام للأمم المتحدة بن كي مون بان تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة خطوة إيجابية نحو الاستقرار السياسي والسلام في البلاد.
وذكر بيان بثته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رحب بإعلان تشكيل حكومة السلم والشراكة الوطنية في اليمن، وانه هنأ الرئيس ورئيس الوزراء بحاح لدورهما القيادي في تشكيل هذه الحكومة.
وأثنى مون على تعهد الاطراف والأحزاب اليمنية مسبقا بقبول اختيارات الرئيس هادي ورئيس الوزراء، بالإضافة تأكيد دعمها اللامحدود للحكومة الجديدة.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة إعلان تشكيل الحكومة الجديدة خطوة إيجابية نحو الاستقرار السياسي والسلام في البلاد، خاصة خلال هذه المرحلة الحساسة والمضطربة التي يشهدها اليمن، مذكرا الأحزاب بالالتزامات السياسية بموجب اتفاق السلم والشراكة.
واستطرد قائلا " في الوقت الراهن، يواجه اليمن تحديات هائلة، حيث لا يمكن تخطي العقبات بدون ان تعمل كافة الاطراف سويا من أجل المصلحة الوطنية العليا عبر تنفيذ اتفاق السلم والشراكة دون أي تأخير".
كما اعلنت الدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن بان تشكيل الحكومة خطوة مهمة لتحقيق تطلعات الشعب اليمني.
ورحبت الدول العشر والتي تتمثل بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في بيان صحفي – تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه - بإعلان تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة.
وقال سفراء المجموعة المعتمدون في بيان مشترك "إن إعلان تشكيل الحكومة، يعتبر خطوة هامة لتحقيق تطلعات الشعب اليمني عبر حكومة مكونة من الكفاءات التي ستعمل على مواجهة التحديات الاقتصادية، والإنسانية، والسياسية، والأمنية المتعددة التي تواجه اليمن".
وأكد السفراء تشجيع بلدانهم لجميع الأطراف، والعناصر السياسية في اليمن على تقديم دعمهم الكامل للحكومة الجديدة انسجاما مع التزامهم الكامل المحدد سابقا للرئيس هادي ورئيس الوزراء خلال عملية تشكيل الحكومة.. معبرين عن تطلع مجموعة السفراء العشرة إلى العمل مع الحكومة الجديدة.
وحسب البيان " لدينا ثقة بأن الوزراء الجدد سيفعلون كل ما بوسعهم خلال الأيام القادمة لتنفيذ إتفاق السلم والشراكة الوطنية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية".
من جانبه، قال المبعوث الاممي لليمن جمال بن عمر إن تشكيل الحكومة خطوة مفصلية نحو تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
وذكرت (سبأ) أن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة و مستشاره الخاص لشئون اليمن جمال بن عمر، انهى اليوم زيارته الـ 34 للعاصمة صنعاء.
وقال بن عمر في تصريح للوكالة، لدى مغادرته صنعاء مساء اليوم " في هذه الزيارة التي استغرقت 15 يوما، ركزنا على التسريع في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية بما فيها العمل على توافق الأطراف السياسية على آلية تشكيل الحكومة".
وأضاف " وقد عملت الأطراف السياسية جميعها أثناء هذه الزيارة بجدية وبروح بناءة للتوصل إلى صيغة مرضية للجميع بخصوص تشكيل حكومة كفاءات وطنية"، مشيرا إلى أنه قام بتمديد فترة زيارته لليمن من اجل العمل مع كل الأطراف على تيسير هذه المشاورات التي دارت بين الأطراف الموقعة على وثيقة السلم والشراكة الوطنية.
وفي حين، رحب المبعوث الأممي بإعلان حكومة السلم والشراكة الوطنية، وتمنى لها كل التوفيق لما فيه الخير لليمن، اعتبر في ذات الوقت تشكيل الحكومة الجديدة، خطوة مفصلية نحو تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
وثمن بن عمر تعاون جميع الأطراف السياسية مع الرئيس هادي ورئيس الوزراء المكلف، داعيا كافة الأطراف إلى تنفيذ التزامهم بتقديم كافة أشكال الدعم الضروري لمساعدة حكومة السلم والشراكة الوطنية على تنفيذ المهام المناطة بها واستكمال استحقاقات المرحلة في سبيل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وصولا إلى التحضير للاستفتاء على الدستور الجديد والانتخابات القادمة.
وأكد أن التحديات التي تواجه اليمن ما تزال قائمة، وتقتضي من كل اليمنيين التعامل معها بروح وطنية من أجل تغليب المصلحة العليا لليمن"، مهيبا بكافة الأطراف السياسية مواصلة الجهود لتنفيذ باقي بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية، الذي عده " الوسيلة الأمثل لإخراج اليمن من أزمته الراهنة"، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستواصل دعمها الدؤوب لليمن في مسيرته الانتقالية.
بدورها، رحبت واشنطن بتسمية أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة بحاح ، والتي اكدت أهمية ان تعكس قوة وحدة الصف اليمني وليس المصالح الفردية والحزبية التي قد تسعى إلى إفشال أهداف المجتمع اليمني.
وقال الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برناديت ميهان في بيان صحفي أصدره اليوم ، ترحب الولايات المتحدة بتسمية حكومة يمنية جديدة وتشيد بجهود الرئيس هادي ورئيس الوزراء بحاح وبالقيادة السياسية في البلاد وباطياف المجتمع اليمني الذين عملوا سوياً لتشكيل حكومة جامعة قادرة على تلبية تطلعات الشعب اليمني بشكل افضل.
وأكد المسئول الأمريكي التزام بلاده بمواصلة "دعم كل اليمنيين وهم بصدد تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع في 21 سبتمبر 2014 ، وكذا مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية ".. معتبرا أن تنفيذ ذلك بصورة مجتمعة يشكل أساس السلام والازدهار في اليمن.
وشدد ميهان على أهمية أن تسهم "كافة اطياف المجتمع اليمني بدور هام في المرحلة الانتقالية السياسية السلمية".
وقال " ينبغي على هذه الحكومة التي تمثل عدد من الأحزاب ان تعكس قوة وحدة الصف اليمني وليس المصالح الفردية والحزبية التي قد تسعى إلى إفشال أهداف المجتمع اليمني".
وأضاف " تؤكد الولايات المتحدة مجددا شراكتها المتواصلة مع الشعب اليمني في دعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية الملموسة ومجابهة التهديد الإرهابي المشترك الصادر عن تنظيم قاعدة جزيرة العرب".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn