نيويورك 7 نوفمبر 2014 / إن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الصين ستعزز الفهم المتبادل والتعاون بين البلدين، هكذا صرح الدبلوماسي المخضرم هنري كيسنجر.
وقال إنه نظرا لكون الصين دولة صاعدة والولايات المتحدة "بشكل أو بآخر دولة عظمي تقليدية"، فإنه من الأهمية بمكان أن يتبادلا الأفكار حتى يفهم كل من الجانبين كيف سينظرا إلى الآخر وما يستلزم فعله لتبديد التوترات وتحسين الأوضاع .
وأشار كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا في مكتبه بنيويورك، إلى أن أوباما والرئيس الصيني شي جين بينغ من المتوقع أن يتحدثا حول نطاق كامل من القضايا لتعزيز الفهم والتعاون.
وفي معرض حديثه عن "الاهتمام الكبير" الذي يوليه لاجتماعات شي - أوباما المرتقبة في بكين، أكد كيسنجر قائلا "إننى متفائل جدا إزاء هذه الزيارة التي سيقوم بها رئيسنا إلى الصين".
وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن أوباما سيقوم بزيارة دولة إلى الصين وسيحضر أيضا اجتماع قادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا - الباسيفيك (الأبيك) في بكين من الاثنين حتى الأربعاء. وستكون هذه ثاني زيارة يقوم بها للصين بصفته رئيسا للولايات المتحدة والأولى له منذ توليه فترة رئاسته الثانية.
وذكر كيسنجر "أظن أن أمام دولتينا فرصة خاصة ومسؤولية تجاه العمل معا من أجل السلام والتقدم في العالم"، معربا عن اعتقاده بأنه بدون التعاون الصيني - الأمريكي، لن يتسنى حل القضايا الكبرى التي تؤثر على العالم.
وأضاف كيسنجر أن الموضوعات التي قد يتناولها الزعيمان خلال محادثاتهما تشمل تغير المناخ، والانتشار النووي، وشمال شرق آسيا، والحوادث في البحار، وكيفية تخفيف توترات إقليمية محددة.
وقد أعلنت الصين في وقت سابق أن شي وأوباما سيبحثان أيضا التعاون والتنسيق في المكافحة العالمية للإرهاب، والفساد، وتفشي أوبئة مثل الإيبولا .
وخلال المقابلة التي استمرت 30 دقيقة، بدا الدبلوماسي ذو الشعر الأبيض البالغ من العمر 91 عاما سريع البديهة وأجاب على جميع الأسئلة بشكل مختصر ولكنها كانت في الصميم.
وقال "أعلم أنه في أمريكا وربما في الصين، هناك بعض من سيقولون أن كلا الجانبين يحاول فقط كسب الوقت حتى يتمكن من أن يصبح أقوى من الآخر. وأظن أن هذا سيكون موقفا كارثيا".
وأكد كيسنجر، الذي يناصر بشدة "النمط الجديد للعلاقات بين البلدان الكبري" الذي تحاول الدولتان إقامته، "إنها ليست نظرية عويصة، فقد أوجدتها الحاجة إلى التكنولوجية الحديثة وحجم المشكلات التي تواجهنا".
وباعتبارها رائدا في إقامة العلاقات الثنائية والذي كسرت زيارته السرية للصين عام 1971 الجليد ومهدت الطريق لإقامة العلاقات الدبلوماسية الأمريكية - الصينية في عام 1979، لا يجد كيسنجر صعوبة في إيجاد الدعم التاريخي لرؤيته حول الصين.
"لدينا حتى الآن ثماني إدارات أمريكية منذ الانفتاح على الصين-- أي منذ الزيارة السرية التي قمت بها في يوليو عام 1971. ورغم أن هذه الإدارات تقلبت قليلا في مواقفها في بعض الأحيان، إلا أنها خرجت جميعا بنفس النتيجة المتمثلة في أهمية وجود علاقات وثيقة (مع الصين)، هكذا قال كيسنجر، مضيفا "واعتقد أن الرئيس أوباما يدرك ذلك دوما".
وأشار إلى أن انتخابات التجديد النصفي التي اختتمت لتوجها في الولايات المتحدة والتي سيطر فيها الجمهوريون على مجلسي الكونغرس لن يكون لها أي تأثير سلبي على التنمية المستقبلية للعلاقات الأمريكية - الصينية.
واختتم حديثه قائلا "أظن أننا الآن في بداية مرحلة جديدة من العلاقات الصينية-الأمريكية وآمل في أن تمضى على أكمل وجه، وأتمنى للشعب الصيني كل النجاح في الجهود التي يبذلها الآن من أجل بلاده ومن أجل شعوب العالم".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn