تعليق:لماذا نقضت المكسيك فجأة عقد القطارات الصينية؟

قالت وسائل إعلام أجنبية، أن المكسيك قامت بإلغاء نتيجة مناقصة القطار السريع التي فازت بها الشركة الصينية للقطارات، تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، وتعد هذه الصفقة الأولى من نوعها بالنسبة لأمريكا اللاتينية في مجال القطارات السريعة، وأول عقد أجنبي يمضيه القطار الصيني السريع. وفي هذا السياق، قال وزير المواصلات المكسيكي، بأن رئيس المكسيك قام في 6 نوفمبر الجاري بإلغاء نتيجة المناقصة التي أقيمت في 3 نوفمبر الجاري، وقرر إعادة إجرائها مجددا. وقال أن إلغاء العقد يهدف إلى "ضمان شرعية المناقصة، وتجنب حدوث أي مشاكل متعلقة بالشفافية".

في المقابل، قال المتحدث بإسم وزارة التجارة الصينية شن دان يانغ معلقا على خبر إلغاء المكسيك للعقد، أن الوزارة لم تتلقى إلى الآن إشعار في هذا الشأن. في ذات السياق قال المهندس بالأكاديمية الصينية للهندية وانغ منغ شو، أنه يجب التريث قليلا، لأن خلفية إلغاء المكسيك لعقد القطارات السريعة، ليس المؤكد أن تكون معقدة. وأشار في الوقت الحالي"هناك العديد من الدول بمافي ذلك أمريكا، ترغب في إستعمال القطارات الصينية، وهذه المشاريع بصدد التفاوض في الوقت الحالي." وأضاف "إن القطارات السريعة الصينية عالية الجودة، ومن لا يختارها فهو الخاسر في النهاية."

في هذا الصدد، قال الخبراء المهنيون، أن القطارات الصينية منذ بداية خروجها إلى الأسواق الأجنبية، تميزت بأفضلية كبيرة مقارنة بالشركات الأجنبية على مستوى التقنية، والتحكم في التكلفة وإنتاجية اليد العاملة. وتظهر البيانات، أن تكلفة إنشاء كيلومتر واحد من سكك حديد القطارات السريعة، تصل عند الشركات الأجنبية إلى 50 مليون دولار، في حين تحتاج الشركات الصينية إلى 33 مليون دولار فقط، وهذا وفقا لمعايير سرعة بـ 350 كلم في الساعة.

"حتى لو أعيدت المناقصة، فمجرد أن تجري في منتهى الشفافية والعلنية، فإن القطارات الصينية ستتمكن دون شك من الفوز بالصفقة." يقول وانغ منغ شو بكل ثقة في خروج الشركات الصينية إلى الأسواق الأجنبية.

لكن، هناك بعض الخبراء يرون بأن قيام المكسيك بإلغاء العقد بشكل فجئي، لايعود إلى مشاكل تجارية فحسب، بل هناك خلفية معقدة تتداخل فيها عوامل الصراع السياسي والإقتصادي بين الدول. وبالنسبة للعديد من الدول النامية، تعد هشاشة الأسس الإقتصادية والإضطرابات السياسية، إحدى العيوب الفطرية، في حين تعود هذه العيوب الفطرية، إلى عدم توفر بيئة جيدة للنمو الإقتصادي، وإستمرت هذه الدول في الترنح على مستوى منخفض على مدى طويل، فإن التناقضات الإجتماعية ستستمر، وهذا سيؤدي من جديد إلى إعاقة التنمية الإقتصادية.