الرباط 25 أكتوبر 2014 / دعت نخبة من الخبراء والشخصيات الدولية البارزة اليوم (السبت) بمراكش جنوبي المغرب إلى فتح نقاش جدي بشأن رهان الأمن الغذائي والإرهاب والمخدرات والاتجار بالبشر التي تتهدد بالخصوص البلدان الافريقية المطلة على الأطلسي.
وجاءت هذه الدعوة في افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى الحوارات الأطلسية بحضور حوالي 350 شخصية من المسئولين السامين والوزراء السابقين والخبراء، الذي يناقش على مدى يومين مختلف الموضوعات الدولية، المرتبطة بشكل وثيق بالأحداث الدولية، من قبيل قضية التنمية المعقدة والمخاطر الأمنية والمبادلات التجارية والتغيرات المناخية ونماذج التعاون الملائمة.
واعتبر المشاركون أن رهان الأمن الغذائي يفرض نفسه بالنظر لكون ساكنة المعمور ستتجاوز 9 مليارات شخص في غضون العقود القليلة المقبلة ما سيؤثر على الطلب على التغذية ويؤدي بالتالي إلى ضغط قوي على الأراضي الصالحة للزراعة.
وفي هذا الصدد، يتعين على القارة الإفريقية، بحسب المشاركين، التي تتوفر على مزايا طبيعية لا جدال حولها، تعزيز أسس ثروتها الزراعية، مؤكدين أيضا أن بلدان أمريكا الجنوبية ستواجه من جهتها ضرورة تحويل قطاعاتها الفلاحية إلى مقاولات تجارية قابلة للحياة، فيما تركز بلدان الشمال اهتماماتها الزراعية نحو واجبات الحفاظ على الموارد الطبيعية واعتبارات مناخية وطاقية.
ودعا المشاركون إلى بناء وإرساء شراكات حقيقية وتعود بالنفع المتبادل على دول الضفتين الجنوبية والشمالية للمتوسط.
وأجمع المشاركون على أن الواجهة الأطلسية الإفريقية اليوم هي أكثر تعرضا للمخاطر وتقف وحيدة في وجه المخاطر التي تتهددها، موضحين أن القرصنة تضعف سواحلها، خاصة في محيط خليج غينيا، وتهريب المخدرات يضعف عدة دول بإفريقيا الغربية، وتهريب السلاح والبشر الذي ينخر الساحل يصدر إلى أبواب بلدان الشمال، وأخيرا إيبولا الذي لم يتم التصدي له بشكل كاف وفي الوقت المناسب في موطنه الأصلي وصار خطرا عالميا.
ودعا المشاركون لأن تقاسم المجموعة الاوروبية الأطلسية هذه التحديات مع دول القارة الافريقية وان تعمل معها سويا للوصول إلى حلول مشتركة بهدف إتاحة الفرصة لبروز عصر جديد من الازدهار والتنمية المشتركة المتمحورة حول ضفتي الأطلسي.
ولبلوغ هذه الأهداف، أوصى الخبراء بأن تقوم المجموعة الأطلسية بالنهوض بثلاثة أبعاد أساسية على البلدان أن تحققها لساكنتها وتتمثل في البعد البشري والبعد الاقتصادي والبعد الأمني.
وأكدوا أنه يتعين على القوى الكبرى أن تتحرر من النظرة المركزة على الشمال، والمتأتية من حقيقة جيوبوليتيكية تم تجاوزها (شرق - غرب) ، من أجل التفكير في تنمية شمولية تتكتل فيها جهود الشمال والجنوب نحو الأهداف ذاتها، خاصة مكافحة الفقر والفوارق.
وتجمع لقاءات التبادل والحوارات هذه، التي بلغت سنتها الثالثة، نخبة واسعة من الشخصيات والخبراء المرموقين بلغ عددهم 350 شخصية تنقلت إلى مراكش من أجل المشاركة في مختلف الجلسات العمومية وأعمال هذا المنتدى الذي يمثل 45 بلدا من أوروبا وأمريكا الجنوبية والكرايبي وإفريقيا، علاوة على الولايات المتحدة وكندا والصين والهند.
ويشمل برنامج دورة 2014 مختلف الموضوعات الأطلسية، المرتبطة ارتباطا وثيقا بالواقع الدولي.
وفي هذا الصدد، يبحث المجتمعون بلورة خطط وديناميات مشتركة من أجل التطور الاقتصادي والتنمية البشرية لبلدان الحوض الأطلسي وسبل إشراك قوى كبرى من خارج الفضاء الأطلسي في هذا العمل، بما فيها الصين والهند واليابان.
وسيناقش المشاركون في هذا اللقاء رفيع المستوى أيضا إشكاليات الطاقة والتنمية المستدامة وفق استراتيجية مندمجة تأخذ بالاعتبار التغيرات المناخية.
ومن المنتظر أن يبلور المنتدى العديد من الافكار الهادفة إلى مد جسور الحوار بين ضفتي الأطلسي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn