بكين 14 أكتوبر 2014 /مما لا شك فيه أن الكوادر الفاسدة "كبار كانوا أو صغار" من القمة إلى القاع هم الخاسرين في حملة مكافحة الفساد في الصين، لكن من هم الفائزين في تلك الحملة؟
منذ تولي الرئيس شي جين بينغ منصبه أعتبر مكافحة الفساد مسألة تؤثر على استمرارية الحزب والبلاد.
وقال إن أساس مكافحة الفساد دائما هو الحفاظ على العلاقة الوثيقة بين الحزب والشعب وتجنب الإنعزال عنهم.
والآن بعد أكثر من 22 شهرا منذ نهاية عام 2012 لا زالت الحملة قوية ومن المرجح استمرارها. وسقط خلالها العشرات من "النمور" أعلى من مستوى الوزراء ومن بينهم عضو سابق للجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وقال شين مينغ الأستاذ في مدرسة الحزب للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إن عن طريق اقتلاع "التفاح الفاسد" ستظل الغالبية الساحقة من أعضاء الحزب نظيفي اليد وهو ما يضمن الحفاظ على نقاء الحزب.
وقال شين إن الحملة أكدت عزم الحزب الشيوعي الصيني على تعزيز ثقة الجماهير وتحسين قدرة الحزب على إدارة البلاد.
لكن أهمية الحملة تزيد عن مجرد دورها في الحفاظ على الحزب الشيوعي الصيني وتعزيز مكانته، إنها تتعلق أيضا بالقضاء على الاتجاهات الفاسدة في المجتمع مثل سيطرة القواعد الشفهية وثقافة منح الهدايا.
وتحرر المسؤولون من الأنشطة الاجتماعية التي لا تنتهي ووجد عامة الناس من الأسهل عليهم تسجيل أطفالهم في المدارس دون دفع رشى للمسؤولين. والذين عانوا من ثقافة الفساد تشجعوا على مكافحته.
وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في وقت سابق الشهر الجاري أن ملاك المطاعم في عدة أماكن طالبوا الحكومات المحلية بسداد ديونهم المتراكمة وعلى حساب دافعي الضرائب.
وحتى الكابوريا وهي أحد الأكلات المترفة التي كان يقبل عليها المسؤولين الحكوميين عادة شهدت أول انخفاض في سعرها منذ 12 عاما في سبتمبر الماضي ويمكن الآن لعامة الناس شرائها.
وقال يانغ وي لونغ رئيس رابطة صناعة الكابوريا المحلية في منطقة يانغتشينغهو في مقاطعة جيانغسو إن انخفاض السعر متصل بالحملة الحالية لمكافحة الفساد حسبما ذكرت تقارير إعلامية.
إضافة إلى ذلك جعلت حملة مكافحة الفساد من الأسهل القيام بمشروعات في الصين. وقال جورج ووتك رئيس الغرفة الأوروبية التجارية في الصين إن الحملة ترفع مستوى مجال العمل في الصين.
تعكس تعليقات جورج حقيقة أن الفساد في الصين له صلة بالسلطة غير الخاضعة للرقابة للمسؤولين في تحديد أسعار البضائع واعتماد المشروعات وتحقيقات الاحتكار. وبدون تقديم رشى من الصعب أحيانا الحصول على موافقة لإقامة مشروعات، وتلك السلطة تكون بشكل أساس في أيدي المسؤولين الإداريين على مختلف المستويات.
لذا ليس من المبالغة القول إن مكافحة الفساد تساعد في دفع تعهد رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ بتسيير العمل الإداري في الدولة وتفويض السلطات لمستويات أقل وخفض عدد الموافقات الإدارية المطلوبة.
وقال تشينغ يونغ نيان خبير الدراسات الصينية بالجامعة الوطنية في سنغافورة إن حملة مكافحة الفساد تزيد على كونها مجرد جمع "النمور والذباب" أي كبار وصغار المسؤولين الفاسدين لأنها تتعلق أيضا بمنح فرص الإصلاح للمسؤولين أصحاب الأيدي النظيفة والمصداقية.
وقال تشينغ "التخلص من المسؤولين الفاسدين ودفع إجراءات الإصلاح هو الهدف النهائي للحملة".
وقال شين مينغ الأستاذ في مدرسة الحزب إن الحملة من الممكن أن تساعد الصين في تفادي "مصيدة الدخل المتوسط" وهي مشكلة حكومية تتصف باتساع فجوة الدخل وتؤثر على العديد من الدول النامية.
وقال شين "لا يجب أن يكون اقتصاد السوق اقتصادا فاسدا، ولم يتم تحقيق النمو الاقتصادي في الصين عن طريق الفرص التي خلقها الفساد"، وأضاف أن الاقتصاد الكلي يجب أن يتطور بدون فساد.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn