مقتل أبرز الدعاة الإسلاميين في ليبيا وخمسة أشخاص آخرين في أعمال اغتيال متفرقة في مدينة بنغازي

بنغازي (ليبيا) 19 سبتمبر 2014 / لقى ستة أشخاص مصرعهم يومي الخميس والجمعة في مدينة بنغازي شرق ليبيا نتيجة أعمال اغتيال متفرقة بينما نجا آخر من محاولة لاغتياله في المدينة ذاتها التي تشهد انفلاتا أمنيا وأعمال قتل شبه يومي، علي حسب ما أفادت مصادر طبية وأمنية لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وقال مصدر أمني إن "مسلحين مجهولين اغتالوا الداعية الإسلامي المعروف الشيخ نبيل ساطي مساء الخميس أمام مسجد قيس بن عمر في منطقة سيدي يونس وسط المدينة بعد إمامته للناس في صلاة العشاء".

وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "مسلحين إثنين ترصدا ساطي عقب خروجه من المسجد وأمطروه بوابل من الرصاص أمام مرأى ومسمع الجميع ولاذوا بالفرار".

وقال مسؤول الإعلام في مستشفى الهواري العام هاني العريبي إن "المستشفى استقبل ساطي جثة هامدة بعد ان اخترقت عدة رصاصات رأسه وأنحاء متفرقة من جسده".

والشيخ نبيل ساطي من مواليد العام 1977، ويشغل صفة رئيس قسم الشؤون الثقافية والدعوية بفرع وزارة الأوقاف الليبية في مدينة بنغازي، كما أنه عضو في دار الإفتاء الليبية ورابطة علماء ليبيا، إضافة إلى عمله كخطيب وإمام ومحفظ للقرآن الكريم في المسجد الذي قتل فيه.

ويقدم ساطي الذي يعد من أبرز الدعاة الإسلاميين في الساحة الليبية نظرا لفصاحته وبلاغته ، يقدم العديد من البرامج الدعوية الدينية في عدد من الإذاعات والشاشات الليبية، كما أنه اشتهر خطيبا لساحة الحرية التي شهدت اعتصامات ثورة السابع عشر من فبراير من العام 2011 والتي سقط على إثرها نظام القذافي.

وقال شهود عيان إن "سيارة جيب رباعية الدفع رصاصية اللون ترجل منها شابا يحمل رشاش (بي كي تي) واتجه إلى سيارة الشيخ ساطي الذي كان يستعد لمغادرة موقف المسجد وأمطره بوابل من الرصاص بينما كان سائق السيارة المهاجمة يطلق رصاصا عشوائيا لإخافة المتواجدين قبل أن يلوذا بالفرار".

وقال المصدر الأمني إن "من في السيارة ذاتها اتجهوا نحو منطقة حي السلام الملاصقة لمنطقة سيدي يونس واغتالوا المواطن حسين فضل العبيدي"، دون أن يحدد تبعيته.

وأشار إلى أن "مسلحين آخرين قتلوا ليل الخميس - الجمعة المواطن أحمد الحسوني أمام بيته في منطقة راس عبيدة وسط المدينة"، دون أن يحدد الجهة التي يعمل بها .

وتستهدف الاغتيالات في مجملها عدة شخصيات عامة ورجال قضاء وإعلاميين ورجال تدين كما تتركز في استهداف رجال الجيش والشرطة حتى وإن كانوا متقاعدين خارج الخدمة.

في الخميس أيضا، قتل في ساعات مبكرة العقيد المتقاعد من الشرطة الليبية مسعود العبد العريبي نتيجة استهدافه من قبل مسلحين بوابل من الرصاص حسبما أفاد المصدر الأمني.

في سياق متصل، لقي مواطن مصري مسيحي الديانة مصرعه في مدينة بنغازي بعد أن اغتاله مسلحون مجهولون داخل محل للحياكة يعمل فيه ويقع في شارع الطيرة بمنطقة البركة وسط المدينة.

وقال المصدر الأمني إن "فريق الهلال الأحمر الليبي تلقى بلاغا عن مقتل مواطن مصري مسيحي الديانة يدعى عادل إسحاق شعبان داخل محله صباح الخميس".

ووفقا لشهود فإن شعبان يعمل حائكا منذ نحو 20 عاما في ليبيا، مرجحين أن يكون سبب اغتياله راجع لاعتناقه الديانة المسيحية التي قتل عدد من معتنقيها وخصوصا الأقباط المصريين في أعمال قتل مماثلة في ليبيا.

وتزايد حدة عمليات الاغتيالات في مدينة بنغازي على مدى الأيام الماضية بعد أن توقف لأسابيع نتيجة للمعارك بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومجلس شورى ثوار بنغازي المتكون في مجمله من الإسلاميين.

ويقود حفتر معارك "كرامة ليبيا" ضد الإسلاميين في المدينة، فيما تعاني ليبيا من فوضى عارمة تصاعدت حدتها منذ شهر مع سيطرة مليشيات مسلحة على العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، إضافة إلى فقدان السلطات الليبية زمام الأمور في تلك المدن التي تشهد اشتباكات شبه يومية مع قوات عسكرية وشبه عسكرية موالية للسلطات./نهاية الخبر/