اعلنت وزارة الدفاع الأميركية مساء يوم الاثنين بدء الضربات الجوية ضد مواقع تنظيم "داعش" في سوريا بمساعدة حلفائها في الشرق الاوسط. وقد قامت القوات الأميركية وقوات الدول الشركاء بعملية عسكرية ضد مقاتلي تنظيم "داعش" في سوريا بواسطة طائرات مقاتلة F-22 وصواريخ "التوماهاوك". وكان باراك اوباما قد اعلن في وقت سابق بأن ضرب مواقع تنظيم "داعش" سوف يستمر حتى نهاية ولايته.
الحكومة الامريكية لم تحصل على موافقة مجلس الامن في الامم المتحدة لشن ضربات جوية على مواقع تنظيم "داعش" في سوريا. وذكرت سوريا أن ممثلها في الأمم المتحدة تلقى إبلاغا من أمريكا بقرارها لشن ضربات جوية على مواقع تنظيم "داعش" في سوريا قبل يوم من بداية امريكا تنفيذ العملية. كما أن سوريا لم توافق على ذلك.
الاستراتيجية الامريكية حاليا هي ضرب مواقع تنظيم "داعش" المتطرفة ونظام بشار الاسد الديكتاتوري في سوريا. ويعتبر الاختيار الامريكي صعب للغاية ، حيث أنه مهما كثر الدعم الخارجي لعمليتها، إن التخلي عن المزيد من القوى الداخلية في سوريا هو اختيار للأقلية. ويبدو أنه لا يوجد امام اوباما أي خيار آخر ، في الوقت الذي تشهد فيه السياسة الامريكية موتا بطيئا في منطقة الشرق الاوسط. كما أن موقف امريكا المعادي لبشار الاسد الذي يعتبر احد اسباب زيادة قوة وتوسع تنظيم " داعش" من الصعب تغييره الان.
وإذا تعاونت امريكا مع قوات الحكومة السورية سوف يسهل كثيرا عملية القضاء على تنظيم " داعش". كما أن شن امريكا حرب جديدة في اللحظة الحاسمة يبين عدم مقدرتها على تحديد من هو " العدو" بين اعدائها الكثيرين في منطقة الشرق الاوسط.
ومع ذلك، فإن تنظيم "داعش" عدو العالم المتحضر، ولمحاربته معنى ايجابي رغم التداخلات الاخرى غير الواضحة. والذي لا يمكن تاكيده الان هو عدم قدرة واشنطن على تركيز على محاربة تنظيم "داعش" فقط، وعدم الاعداء على نظام بشار الاسد، وبالتالي تجنب المزيد من التعقيدات في " الحرب على الإرهاب ".
حذر اوباما سوريا ألا التحرش بالطائرات الامريكية، مما اغلق مرة اخرى باب التعاون بأي شكل من الاشكال مع نظام بشار الاسد. وفي ظل غياب التعاون بين الطرفين على ارض الحرب فإنه من الصعب تجنب احتمالات الاحتكاك بين امريكا وسوريا.
وقد وعد اوباما بعدم عودة القوات الامريكية الى ساحة المعركة في منطقة الشرق الاوسط وعدم شن حرب برية على الاراضي السورية. وخطر شن الضربات الجوية على مواقع تنظيم " داعش" ليس كبيرا على امريكا، ولكن احتمالات بقاء تنظيم " داعش" على قيد الحياة كبير. واذا شن امريكا الحرب على نظام الأسد والداعش في نفس الوقت، سوف يحول هدفها الاستراتيجي الى فوضى.
لقد اعلنت الحكومة الصينية عدم معارضتها ضرب امريكا لمواقع تنظيم "داعش" وفي الوقت الذي تشجع فيه امريكا تذكرها باحترام السيادة السورية والعمل وفقا لميثاق الامم المتحدة. لكن ينبغي على الصين تعديل موقفها إذا ما تغيير طبيعة الضربات الامريكية على تنظيم " داعش" لتشمل قوات الحكومة السورية.
لم تمر على رئاسة اوباما اكثر من عاميين، وكان دائما حذر أمام خيارات الحرب، لكن اختيار الحرب على مواقع تنظيم " داعش" في سوريا قد يصبح بداية لحرب اكبر، وسوف يكون التقييم التاريخي لاوباما بالنسبة للحرب عاملا حاسما. وإذا استطاع اوباما الصمود امام ضغط الصقور الامريكية فإنه سوف يترك علامة شخصية للأمريكيين، وليس تأثير اليمين واليسار عليه.
يعتبر تنظيم " داعش" تنظيم دموي ووحشي، ويتجاوز تنظيم " القاعدة" في التطرف. ويجب ألا يصبح الضرب على تنظيم " داعش" الى خلق ارضية لزراعة تنظيم ارهابي جديد في منطقة الشرق الاوسط.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn