بكين 27 أغسطس 2014 / تواجه الصين والبرازيل مهمة إعادة التركيز في التبادل التجاري بينهما على منتجات أكثر تطورا وعلى الاستثمارات في ظل قيام الاقتصادين الصاعدين بتحديث البنية الصناعية لديهما وتباطؤ الطلب منهما على الموارد الطبيعية.
ظلت الصين أكبر شريك تجاري للبرازيل منذ عام 2009 في حين أن البرازيل هي تاسع أكبر شريك تجاري للصين على مستوى العالم وأكبر شريك تجاري لها في أمريكا اللاتينية. لكن نمو التبادل التجاري بينهما يتباطأ.
وخلال النصف الأول من العام الحالي زاد حجم صادرات وواردات البضائع بين البلدين بنسبة 7% على أساس سنوي، وهو انخفاض حاد مقارنة بنفس الفترة منذ 3 أعوام عندما بلغ 43.6%.
وأرجع سن يان فنغ الباحث في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة سبب التباطؤ بشكل رئيسي إلى تأثير إعادة الهيكلة الاقتصادية في الصين.
وقال سن "تقوم الصين تدريجيا بالتخلص من الصناعات كثيفة استخدام الطاقة وتحديث وتيرة نموها الاقتصادي. وهذا تم ترجمته إلى انخفاض الطلب على الموارد الطبيعية البرازيلية".
وتركز التبادل التجاري بين البلدين منذ أمد طويل على المواد الخام.
وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 2014 بلغت نسبة المنتجات المعدنية والنباتية 86.5% من إجمالي الصادرات البرازيلية إلى الصين.
وعلى الرغم من توقع استمرار انخفاض وتيرة نمو التبادل التجارى، يرى سن فرصا للسلطات الصينية والبرازيلية كي تولي المزيد من الاهتمام للقيمة المضافة للمنتجات وأيضا استكشاف مجالات جديدة للتجارة.
وتابع قائلا إذا أخذنا خام الحديد كمثال "سنجد أن طلب الصين على خام الحديد سينخفض مع انكماش صناعاتها كثيفة استخدام الطاقة لكنها ستكون في حاجة لمزيد من منتجات خام الحديد المعالجة التي يمكن للبرازيل أن تصدرها".
وقال تشو تشي وي الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية إن انخفاض طلب الصين على الموارد الطبيعية يأتي أيضا في وقت تتطلع البرازيل للابتعاد عن الصناعات المتمركزة على الموارد.
في الوقت نفسه يمكن أن تتجاوز العلاقات الاقتصادية بين الاقتصادين التجارة فقط لتشمل المزيد من المشروعات والاستثمارات المشتركة حيث تحتاج البرازيل للتمويل الصيني لمشروعات البناء. ويمكن أن تساعد الشركات الصينية الثرية نسبيا في تعويض نقص التمويل في البرازيل.
وقال تشو إن التحول الاقتصادي في البرازيل متمركز حول تحديث صناعاتها وتشجيع الاستثمارات وبناء البنية التحتية. وقال "هذه فقط من المجالات التي تمتلك الصين خبرة واسعة فيها".
وشدد سن على أن التجارة لا تكفي وحدها لدفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأن "الأهم هو التعاون في الاستثمار وتمويل المشروعات المشتركة التي يمكن ان تصبح المحركات الجديدة للعلاقات الاقتصادية".
وخلال العام الماضي أعلنت الحكومة البرازيلية عن خطط لمجموعة كبيرة من مشروعات البنية التحتية تشمل توسيع المطارات والموانئ وبناء 11 ألف كيلو متر من السكك الحديدية و7 آلاف كيلو متر من الطرق السريعة.
وخلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للبرازيل في يوليو الماضي رحبت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف باستثمارات صينية أوسع في بلادها، خاصة في مجالات النقل والبنية التحتية والزراعة والمعلومات واللوجستيات والإبداع في العلوم والتكنولوجيا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn