مقالة خاصة: لماذا ينبغي على الصين أن تتذكر دنغ شياو بنغ؟

بكين 22 أغسطس 2014 / لترى كيف تمكن رجل عظيم من تشكيل مستقبل بلد حتى بعد مماته، فليس هناك وقت أفضل من اليوم، الذى يوافق الذكرى الـ110 لميلاد دنغ شياو بنغ. وفي ظل الاعتراف بفضله وإحياء ذكرى رحيله، ربما يثير البعض وبخاصة اولئك الذين ولدوا بعد وفاته في 1997، تساؤلا: لماذا ينبغي على الأمة تذكره على أية حال؟

تقليديا، يميل الصينيون الى تذكر أى عقد أو مئوية ، الا ان الذكرى ال110 لميلاد دنغ أكثر من مجرد تقليد شعبي يتعلق بالأرقام. انها تتعلق بالوضع السياسي والعملي الحالي الذي تمر به الصين اليوم. والموجة الحالية من احياء ذكراه هي لأمة تلتمس الإلهام من الماضي من اجل فهم الحاضر على نحو أفضل والتحرك نحو مستقبل افضل.

كان دنغ صغير الحجم لكنه كان زعيما عملاقا بأغلب المقاييس. فعندما بدأ عودته الشهيرة لإنقاذ البلاد في 1978، كانت الصين على حافة الانهيار الاقتصادي والدمار السياسي في أعقاب الثورة الثقافية الكارثية . وبانفتاحه على الافكار الجديدة وبصيرته فى التغيير، قدم دنغ مسيرة الاصلاح والانفتاح التي جعلت الصين على ماهى عليه اليوم. وعند رحيله في 1997، خلف وراءه دولة وعالما متغيرين، ساعد على تغييرهما بإيمانه بالشعب والحزب وبشجاعته السياسية في الابتكار وبرؤيته الاستراتيجية. وبعد مرور اكثر من ثلاثة عقود، فإن الصين اليوم مختلفة في العديد من الاشكال عن اليوم الذى مرر فيه دنغ عصا القيادة ، ولكن الشجاعة والرؤية للاصلاح مازالتا كما هما الى حد كبير.

قد تكون الصين ثاني اكبر اقتصاد في العالم، لكنه مازال هناك الكثير للقيام به لتصبح الصين دولة أفضل. فالجولة الجديدة من الاصلاح والانفتاح الجريئين اكثر من ضرورية. وفي وقت للطموح والإحباط معا، فان الاصلاحات الجديدة على وشك دعم أمة من 1.3 مليار نسمة على عدة جبهات: اقتصادية وقضائية واجتماعية وبيئية. وبينما مازل 100 مليون شخص يعيشون في فقر، فإن الأمة الآن تركب موجة توقعات عالية، تماما كما حدث في الأيام التي بدأ فيها دنغ مسيرة الانفتاح والاصلاح. وربما يكون عزرا اف. فوجل مؤلف كتاب "دنغ شياو بنغ وتحول الصين"، افضل من صور كيفية تصرف الرجل العظيم لو كان هنا اليوم :" بالنسبة لدنغ: فإن الاصلاح عملية مستمرة...فكان سيتحرك دائما بجرأة للأمام ". ذلك السلوك، من بين موروثات أخرى لدنغ، هو بالضبط ما تحتاجه الصين لتجديد شباب أمتها الآن.