مجلس الأمن يخفق في الوصول الى توافق بشأن قافلة المساعدات الروسية

الأمم المتحدة 22 أغسطس 2014 /عقد مجلس الأمن للأمم المتحدة يوم الجمعة مشاورات طارئة حول المستجدات الأخيرة في شرق أوكرانيا-- دخول قافلة المساعدات الإنسانية الروسية-- دون الوصول الى موقف موحد بشأن أي إجراء او حتى تصريح للصحافة.

وطلبت ليتوانيا رسميا عقد الجلسة بعد دخول قافلة روسية محملة بالمساعدات الى أوكرانيا دون الحصول على إذن كييف في وقت سابق من الجمعة، وبالتزامن مع تقارير منشورة قالت إن منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) اتهمت روسيا بمساعدة الانفصاليين.

وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت، رئيس المجلس لهذا الشهر، إن " مجلس الأمن عقد لتوه مشاورات حول الوضع في شرق أوكرانيا وتلقينا تقريرا من اوسكار فرنانديز تيرانكو، مساعد الأمين العام في إدارة الشئون السياسية".

وقال للصحفيين خارج غرف المجلس بعد الجلسة التي دامت لأكثر من ساعتين " في المناقشة اللاحقة لم يكن هناك أي إجماع للرأي لكن الكثيرين أعربوا عن القلق إزاء ما وصفوه بالعمل غير قانوني والأحادي من قبل الاتحاد الروسي، معترفا في الوقت ذاته بالفجوة بين الشرق والغرب.

وقال " روسيا دافعت عن إجراءاتها على أساس الحاجة الإنسانية وسلوك أوكرانيا غير المعقول الذي أدى الى تعطيل قافلة المساعدات".

ومن جانبه، قال مندوب روسيا لدي الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين إن " أعضا ء المجلس لم يشعروا بالقلق إزاء حقيقية أن المئات من المدنيين يموتون، ولم يشعروا بالقلق إزاء الكارثة الإنسانية في شرق أوكرانيا. ولكنهم شعروا بالقلق إزاء قافلة إنسانية -كما تعلمون- قافلة انسانية".

وذكرهم تشوركين بأن كييف أرسلت الى موسكو " إذنا رسميا من الحكومة الأوكرانية فقط بعدما بدأنا في التحرك".

وردا على خوف كييف من احتواء القافلة على مواد مثل الأسلحة أو الذخيرة للانفصاليين، قال المبعوث إن القافلة تضمنت " أساسا 280 شاحنة و 69 مولدا و400 طن من الحبوب و340 طنا من اللحوم المعلبة و30 طنا من الملح و ألف طن من السكر و 60 طنا من منتجات الألبان المعلبة و 80 كجم من الشاي و نحو 679 طنا من المياه المعبأة وأكثر من 62 طنا من أغذية الأطفال و54 طنا من الإمدادات الطبية المختلفة وأكثر من 12 ألف كيس للنوم".

وأضاف أن تفتيشا أجراه صحافيون دوليون أكد عدم وجود أي شئ سوى البضائع على الشاحنات.

وبعد خطوة روسيا أحادية الجانب، كتبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تويتر أن " طريقة وصول المساعدة الروسية الى لوغانسك اليوم عقدت هذه العملية الإنسانية".

وقال ليال غرانت متحدثا بصفته الوطنية سفيرا لبريطانيا، إن بلاده " تشعر بقلق عميق إزاء الإجراء الأحادي والاستفزازي، والانتهاك الصارخ الذي لا يمكن انكاره للسيادة الأوكرانية والخرق الواضح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وأضاف " الأمر لا علاقة له بالانسانية.. الجهد الانساني ينسق من قبل الأمم المتحدة وإذا أراد الاتحاد الروسي المشاركه في ذلك يستطيع أن يفعل بطريقة جماعية بدلا من التصرف بشكل أحادي".

وتابع بقوله " ما حدث هو مثال أخر على الفجوة بين أقوال روسيا وأفعالها. قالوا انهم سيعملون مع السلطات في كييف وتحت رعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثم قاموا بالمضي قدما وتصرفوا بشكل أحادي".

وقالت رايموندا ميرموكايت مبعوثة ليتوانيا، إحدي الدول العشر الأعضاء غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، " الجميع يتفقون على الحاجة لتقديم المساعدة للانسانية للنازحين داخليا في أوكرانيا. وهناك جهود جارية في هذا الصدد بدعم نشط من قبل المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوربية والاتحاد الأوربي والجهات المانحة الفردية والثنائية".

وقالت إن " الجهود الإنسانية يتعين أن تعزز.. ولا ينبغي التلاعب بالمساعدات الإنسانية لتحقيق غايات سياسية أو عسكرية"، مشيرة الى أن حكومتها دانت دخول القافلة الروسية الى أوكرانيا دون موافقة السلطات في كييف ودون مشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر معتبره ذلك انتهاكا فادحا للقانون الدولي.