دمشق 19 اغسطس 2014 / أبصر اتفاق المصالحة الوطنية في حي القدم بدمشق (جنوبا) يوم الثلاثاء النور، بعد أن باشرت ورشات الصيانة الحكومية بالعمل داخل الحي إيذانا بعودة الأهالي الى الحي الذي شهد أعتى الاشتباكات العنيفة ، بعد تعثر دام أكثر من خمسة أشهر بسبب محاولة بعض الفصائل المسلحة وضع عراقيل أمام إنجاح هذه المصالحة.
وباشرت ورشات الصيانة في محافظة دمشق عمليات إعادة تأهيل البنى التحتية في حي القدم لإعادة خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات وغيرها تنفيذا لاتفاق المصالحة الوطنية في الحي الذي دخل حيز التطبيق يوم الاثنين وذلك تمهيدا لعودة الأهالي المهجرين إلى منازلهم.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن محمد حمامية رئيس دائرة الآليات في مديرية الصيانة قوله إن " أول الخطوات كانت فتح الطرقات من دوار البوابة باتجاه القدم مرورا بقسم الشرطة "، لافتا إلى أن هذه الأعمال تسير بوتيرة عالية وعلى مدار الساعة لتقديم جميع الخدمات من ترحيل الركام والأتربة وتجهيز الأرصفة وترميم القميص الإسفلتي للطرقات وبالتنسيق مع ورشات الكهرباء باستبدال أعمدة الكهرباء المتضررة وصيانة خطوط مياه الشرب إضافة إلى مساعدة الأهالي بترحيل بقايا آثار التخريب التي لحقت بمنازلهم .
وعرض تلفزيون ( سما ) المقرب من الحكومة السورية تقريرا مصورا عن حي القدم اليوم ، بين من خلاله حجم الدمار والخراب الذي لحق بالحي من جراء الاشتباكات العنيفة التي وقعت فيه بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة، اضافة لسقوط قذائف الهاون على الحي من قبل مسلحي مخيم اليرموك بدمشق ( جنوبا) والملاصق تماما لحي القدم، ويجاوره كذلك حي الحجر الأسود الذي لا يزال يقع تحت سيطرة المسلحين .
ومن جانبه قال ماهر مرهج أمين عام حزب الشباب الوطني السوري لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم إن "مصالحة حي القدم بدمشق هي مصالحة حقيقية بدليل أن اهالي الحي بدأوا يعودون تدريجيا اليه لتفقد منازلهم كخطوة أولى " ، مشيرا الى أن مصالحة حي القدم " أكثر نجاحا من المصالحة التي حدثت في حي برزة بدمشق ( شمالا ) " ، مبررا أن كل المسلحين الموجودين في الحي تم طردهم منه، وتم تشكيل لجان شعبية من الوجهاء للمحافظة على التهدئة والاتفاقية لفترة أطول .
وأشار مرهج إلى أن دخول اتفاق المصالحة في حي القدم بين الدولة السورية ومقاتلي حي القدم يعني أن البوابة الجنوبية لدمشق ستكون هادئة ، وستبعد دمشق عن أي تهديد لها ، لا سيما وان الجيش السوري قطع طرق الامداد عن مقاتلي المعارضة المسلحة المتمركزة في مخيم اليرموك والحجر الأسود منذ عدة أسابيع .
وأعرب عن أمله في أن تمتد المصالحات الى الاحياء الأخرى ، مثل الحجر الأسود ومخيم اليرموك ، ومنها الى منطقة داريا والمعضمية جنوب غرب دمشق .
واوضح مرهج الى أن الخراب الكبير في حي القدم يعود لكون حي القدم شهد أكبر المعارك الضارية بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة، إضافة لسقوط قذائف الهاون عليه من عدة مناطق، ما جعل الحي مدمرا بشكل كبير .
وارتفع العلم السوري على مئذنة جامع الحي، وقام محافظ دمشق بزيارة للحي، وصافح عددا ممن حملوا السلاح بوجه الدولة السورية .
تثبيت أركان التسوية في حيي القدم والعسالي يخدم شقين تعزيز أمن العاصمة السورية من جهة وتطويق المسلحين في الحجر الأسود، احد اهم بؤرهم في الجنوب الدمشقي، من جهة اخرى.
ويشمل الاتفاق، بحسب جابر عيسى رئيس اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية "تسليم قوائم بأسماء المسلحين داخل الحي لتسوية أوضاعهم وأخرى بأسماء المختطفين وإزالة السواتر الترابية لفتح الطرقات وإعادة الخدمات إلى الحي وتأمين عودة الأهالي" إلى هذا الحي الواقع على الطريق المؤدية إلى مدينة درعا (جنوب سوريا).
ويأتي الاتفاق بعد سيطرة القوات النظامية الخميس الماضي على بلدة المليحة جنوب شرق العاصمة بعد معارك شرسة مع مقاتلي المعارضة استمرت أشهرا.
وجرت اتفاقات متتالية للمصالحة منذ أكثر من عام في العديد من المناطق القريبة من العاصمة السورية مثل قدسيا والمعضمية وبرزة وبيت سحم وببيلا، بعد أشهر من المعارك اليومية.
وأدى النزاع السوري منذ اندلاعه في منتصف مارس 2011 إلى مقتل أكثر من 170 ألف شخص، ونزوح أكثر من تسعة ملايين داخل البلاد وخارجها.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn