غزة 14 أغسطس 2014 /على الرغم من توقف الحرب بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، في قطاع غزة من خلال تهدئة مؤقتة، برعاية مصرية إلا أن ضحايا هذا الصراع ما زال مستمرا بفعل انتشار المئات من القذائف والصواريخ الإسرائيلية التي لم تنفجر في مناطق مختلقة، لدرجة أنها باتت تهدد حياة المزيد من السكان.
وعلى مدى شهر تقريبا من الهجمات الإسرائيلية المكثفة تعرض قطاع غزة إلى ضربات مكثفة وقاسية، أدت إلى تدمير منازل ومنشآت، وخراب كبير في البني التحتية.
وتقدر وزارة الداخلية في غزة، حجم القذائف التي أطلقها الجيش الإسرائيلي بأكثر من 15 ألف طن سواء كان بالقصف المدفعي أو الجوي أو البحري.
وبدأ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من الشهر الماضي وأدى حتى الآن الى مقتل 1955 فلسطينيا وجرح زهاء 10 ألاف آخرين عدا عن تدمير واسع في المنازل والبني التحتية.
ويقول الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة إياد البزم لوكالة أنباء (شينخوا) خلال هذه الهجمات "رصدنا مئات القذائف والصواريخ، التي سقطت على أهدافها لكن عشرات منها لم تنفجر، وما تزال عالقة في منازل سكنية ومقرات عامة وأماكن مفتوحة".
واضاف انه يجري التعامل مع هذه المخلفات المتراكمة عبر طاقم فلسطيني متخصص في شرطة هندسة المتفجرات.
ويوجه هذا الطاقم البالغ عدد افراده 65 فردا مهمة محفوفة بالمخاطر، خلال عمله بإبطال مفعول تلك القذائف والصواريخ وتجنيب المدنيين خطر الموت جراء انفجارها المفاجئ.
وكان اخر ضحايا هذه المخلفات ثلاثة من افرد الطاقم نفسه، وبالاضافة إلى صحفيين ومدني، وإصابة عدد آخر بجراح حرجة.
ووقع الحادث مساء امس عندما وصل طاقم شرطة الهندسة لتفكيك احد الصواريخ التي لم تنفجر، شمال قطاع غزة وبمجرد قيام عناصر الشرطة بفحص الصاروخ وقع انفجار هائل ادى الى مقتل ثلاثة منهم على الفور، اضافة الى مقتل صحفي إيطالي يدعى كاميلي سيمون (35 عاما) وأخر فلسطيني يدعى علي شحدة أبو عفش، فيما أصيب صحافيين آخرين بجروح من بينهم مصور يعمل لصالح وكالة (الاسوشيتدبرس).
وبعد ساعات من الحادثة قتل شاب فلسطيني اخر وأصيب عشرات بجروح بالغة جراء انفجار قذيفة اخرى من مخلفات الهجمات الإسرائيلية في أطراف مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وجاءت الحادثتان خلال اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل جرى تمديده الليلة الماضية بوساطة مصرية على أن يستمر لخمسة أيام.
ويقول البزم بهذا الصدد إن طاقم هندسة المتفجرات، محدود الأفراد وإمكانياته بسيطة جدا، لكنه يعمل منذ بدء الهجمات في مهمته رغم ظروف الخطر وصعوبة التنقل، وتمكن من انجاز مئات المهمات المتعلقة بذلك.
وأضاف البزم ان طاقم هندسة المتفجرات يعمل على انتشال سريع للقذائف الممكن نقلها إلى مكان مخصص، بعيدا عن المنازل السكنية والمناطق المأهولة للعمل على إتلافها.
ويظهر في ساحة تجميع تلك القذائف والصواريخ عشرات الأنواع من بينها صاروخ "هيل فاير" موجهة لم ينفجر، كانت قد أطلقته إحدى الطائرات الحربية الإسرائيلية ويزن 139 كيلو غرام.
ومن الملاحظ أن طاقم هندسة المتفجرات لا يمتلك ملابس واقية كتلك التي تستخدم في مثل هذه الظروف فيما يفتقرون الى المعدات الحديثة.
وقال البزم إن أخر مرة تلقى فيها افراد الطاقم التدريب كانت قبل سبعة أعوام من قبل مجموعة خبراء دوليين، داعيا الأمم المتحدة بالمساعدة على إبطال مفعول هذه المخلفات والزام إسرائيل بإيضاح أنواعها ومدى خطورتها.
وسبق أن عمل فريق تابع للأمم المتحدة لنزع الألغام في منتصف مارس من العام 2010 على إتلاف عددا من قذائف الفسفور الأبيض التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل ذلك بعام.
واشترك في حينه فريق تابع لوحدة هندسة المتفجرات بشرطة حكومة (حماس) في غزة بالتعاون مع مؤسسة "ماغ" البريطانية وهيئة الأمم المتحدة بوضع القذائف في حفر عميقة والعمل على تفجيرها.
ودفع هذه المخاطر مؤسسات حقوقية الناشطة في غزة إلى دعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لإرسال خبراء بالمتفجرات بأقصى سرعة ممكنة للتخلص من مخلفات الهجمات الإسرائيلية التي لم تنفجر.
وقال خليل ابو شمالة مدير مؤسسة (الضمير لحقوق الإنسان) ان كل يوم يمر بدون التخلص من هذه القذائف والصواريخ والاجسام المشبوهه يعني سقوط المزيد من الضحايا.
وأضاف في تصريح ل(شينخوا) يتعين التخلص من هذه المخلفات بأسرع وقت ممكن، محملا إسرائيل المسئولية تجاه انتشار هذه القذائف والصواريخ.
وحث ابو شمالة الجهات المختصة في غزة على حظر الاقتراب من الأماكن التي يكتشف فيها مثل هذه الأجسام وإحاطة المكان لمساحة لا تقل عن مائة متر مربع ونشر التوعية بين السكان بشأن مخاطرها.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn