حماس ترحب بمبادرة الصين الداعية إلى رفع الحصار عن غزة
القاهرة 4 أغسطس 2014/طرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي أنهى اليوم (الاثنين) زيارة دامت يومين للقاهرة، مبادرةمن خمس نقاط، لوقف اطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل، واستئناف مفاوضات السلام بين الطرفين.
وقال وانغ يي ،فى مؤتمر صحفي، إن المبادرة تنص على: أولا: " الوقف الفوري لاطلاق النار من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني خاصة القصف الجوي والعمليات البرية والصواريخ". ثانيا : " تدعم الصين مبادرة مصر لوقف اطلاق النار فى غزة، ودعوة الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني إلى العمل لايجاد حل يحقق الأمل المشترك من خلال المفاوضات، إضافة إلى رفع اسرائيل الحصار عن قطاع غزة والإفراج عن الفلسطينيين المعتقلين حاليا". ثالثا: " تكمن جذور الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين فى بقاء القضية الفلسطينية عالقة دون حل، وفى هذا الصدد تدعم الصين حق فلسطين فى اقامة دولة مستقلة، وتدعو الطرفين إلى سرعة استئناف مفاوضات السلام". رابعا: " تحميل مجلس الأمن الدولي المسئولية عن حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وعلى المجتمع الدولي التوصل إلى توافق والتعاون حتى يتم تشكيل قوة مشتركة تدفع لاستئناف التفاوض" بين الجانبين. خامسا: " ضرورة الاهتمام البالغ بالأوضاع الانسانية فى فلسطين خاصة غزة، حيث سيقدم الجانب الصيني مليون ونصف المليون دولار مساعدات إنسانية طارئة لاهالي غزة، كما قدم الصليب الأحمر الصيني مساعدات إنسانية لغزة".
وأبدى الوزير الصيني استعداد بلاده للعمل مع المجتمع الدولي وتقديم اسهامات لانهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وأكد ان الاستخدام المفرط للقوة أمر غير مقبول، وأن بلاده تأسف لانهيار الهدنة بين الجانبين، ولعدم إرسال إسرائيل ممثليها للمشاركة في المفاوضات بالقاهرة.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن المبادرة التي أطلقتها بكين للمساهمة في احتواء أزمة غزة لها أهميتها نظرا لثقل الصين ومكانتها، بالإضافة إلى عضويتها الدائمة بمجلس الأمن وما تحظى به من مصداقية كبيرة ومواقف مبدئية تتوافق مع الرؤى المصرية. وكانت مصر طرحت في منتصف يوليو الماضي مبادرة لوقف اطلاق النار في غزة قبلتها إسرائيل، إلا أن حركة حماس رفضتها، ووصفتها بأنها ليست شاملة، وبدون ضمانات لرفع الحصار الاسرائيلي على غزة. وتستضيف القاهرة حاليا وفدا موحدا لمختلف الفصائل الفلسطينية، لاجراء محادثات حول كيفية وقف اطلاق النار فى قطاع غزة. ورأى شكري أن المبادرة الصينية تدعم الجهد المصري المبذول لاحتواء أزمة غزة، وكذلك المبادرة المصرية، وتصب أيضا فى تفعيلها، كما تتفق مع الهدف من المبادرة المصرية. ولفت إلى أن المبادرة المصرية لا ترمى فقط إلى احتواء الأزمة، لكن أيضا إلى استئناف مفاوضات السلام و الوصول إلى حل جذري للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي سلسلة مباحثات خلال زيارته للقاهرة، حيث استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره المصري سامح شكري، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير إيهاب بدوي، بأن الوزير الصيني نقل "رسالة شفهية" من الرئيس الصيني إلى نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، تضمنت " تجديد التهنئة على توليه منصب رئيس الجمهورية، والإشادة بدوره في هذه المرحلة الحيوية الفارقة من عمر الدولة المصرية، وبجهوده الحاسمة لتحقيق الاستقرار في مصر، موجها الدعوة للرئيس لزيارة الصين".
وأضاف أن الوزير الصيني أوضح أن بلاده ترى أن تطوير علاقاتها مع مصر يتعين أن يتركز على منظور استراتيجي بعيد المدى، واستعرض تجربة بلاده خلال العقود الثلاثة الماضية لإرساء الاستقرار السياسي الضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية. ونقل عن السيسي قوله " إننا نقدر التزام الصين بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، ونبادلها ذات الالتزام، كما أننا ننظر إليها باعتبارها شريكاً في تحقيق التقدم الاقتصادي في مصر، خاصة في ضوء العديد من المشروعات الوطنية المصرية التي سيتم تدشينها في المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها مشروع تنمية محور قناة السويس الذي يتوافق مع مشروع طريق الحرير الذي تخطط الصين لتنفيذه، والمتمثل في إحياء طريق تجارة الحرير القديم الذي يضم 40 دولة بداية من الصين وحتى فرنسا مرورا بمصر ودول المشرق العربي".
ولفت إلى أن اللقاء تناول الأوضاع في الشرق الأوسط، لاسيما في ليبيا والعراق وسوريا، فضلا عن بعض دول القارة الإفريقية التي تعاني من ويلات الإرهاب، ونوه بأن الوزير الصيني أثنى على الدور الذي قدمه السيسي لتجنيب مصر مصير مماثل، وأبدى تفهم بلاده للاهتمام المصري بمكافحة الإرهاب.
من جهته، أشاد وزير الخارجية المصري سامح شكري بموقف الصين الداعم لإرادة الشعب المصرى فى رسم مستقبله ودعم "خريطة المستقبل"، التي أعلنت في الثالث من يوليو العام الماضي. وأشار إلى أنه أحاط الوزير الصيني بالخطط المستقبلية الاستثمارية فى مصر، وأن الجانب الصينى أبدى اهتمامه خاصة فى مجالات توليد الطاقة وتطوير قطاع النقل والمساهمة في البنية التحتية، منوها بأن وزير الكهرباء المصري سوف يزور بكين خلال الأسابيع القادمة.
وشدد على انه تم الاتفاق بين الجانبين المصرى والصينى على" العمل الدؤوب للارتقاء بمستوى العمل لتعزيز العلاقات إلى مستوى يلبى طموحات الشعبين، ويرتقى إلى مستوى العلاقات التاريخية بين البلدين". كما التقى الوزير الصيني الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، واتفقا على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والعمل على وقف إطلاق النار. وعبر العربي عن أمله في أن تقوم الصين بدور فاعل كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والتصدي لما يحدث في غزة . وأشاد بالعلاقات العربية - الصينية، ووصفها بأنها "ناجحة جدا"، وقال "إن المحادثات مع الجانب الصيني تقوم على قناعة الجانب العربي بأن الصين هي الدولة الكبرى الوحيدة التي تدافع عن الحقوق العربية،مشيرا إلى أن الصين ليست الدولة الوحيدة في مجلس الأمن ، لكن نأمل أن تدفع في اتجاه دعم القضايا العربية".
من جانبها رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الإثنين)، بمبادرة الصين الداعية إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة ضمن اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن حركته تثمن الموقف الصيني وغيره من المواقف الدولية الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في حياة كريمة دون حصار وإغلاق للمعابر. وأضاف أبو زهري، أن حماس " تدعو إلى تطوير الموقف الصيني وغيره من المواقف الدولية تجاه الضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب الفلسطينيين الإنسانية والعادلة".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn