بكين 11 أغسطس 2014 / شهدت نهاية الأسبوع الجاري خلافا بين وزيري خارجية أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي.
فقد دحض وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى "تجميد الأعمال الاستفزازية " في بحر الصين الجنوبي خلال اجتماع لوزراء خارجية الآسيان في ميانمار.
يبدو مقترح كيري جيدا ولكن قد تكون له في الواقع نتائج عكسية. أنه ببساطة فكرة غير بناءة.
فإنه في المقام الأول يضخم من حجم التوترات البحرية في المنطقة وسوف يعقد الجهود التي تبذلها حاليا الأطراف المعنية لتهدئة الأمواج في بحر الصين الجنوبي.
ورغم أن مواجهة وقعت مؤخرا بين بكين وهانوي بشأن نشر الصين لمنصة نفطية في مياهها الخاصة، إلا أن الوضع العام في البحر مازال مستقرا ولا يمثل أي تهديد بأن يخرج عن السيطرة.
وإن القلق الأمريكي بالتحديد إزاء السلامة البحرية ليس له مبرر لأن حرية الملاحة مكفولة تماما.
ومن خلال تذكيتها للنيران، تشجع واشنطن دولا مثل الفلبين وفيتنام على اتخاذ موقف متشدد ضد الصين، الأمر الذين يثير الريبة إزاء النية الحقيقية للولايات المتحدة ويجعل من التوصل إلى حل ودي أمر أكثر صعوبة.
ومن الصعب قبول أن بحر الصين الجنوبي الذي كان هادئا من قبل فقد من قبيل المصادفة هدوءه منذ شروع الولايات المتحدة في إستراتيجية محور آسيا.
ولا يعني رفض المقترح الامريكي أن الصين لن تتصرف بشكل جيد. بل على النقيض، تمارس الصين حتى الآن أقصى درجات ضبط النفس في نزاعاتها الإقليمية والبحرية مع بعض دول الآسيان وتتمسك بالسعى إلى إيجاد حل تفاوضي على أساس ثنائي.
وتعمل بكين أيضا مع الآسيان على صياغة ميثاق السلوك لضمان السلام والاستقرار الإقليميين، الأمر الذي يخدم مصالح جميع الدول في المنطقة وكذا الولايات المتحدة.
وإن جميع تلك الجهود التي تبذلها الدول المعنية بشكل مباشر هي أفضل سبيل لحل النزاعات وليس مقترحا يقدمه طرف خارجي له مصلحة يدعى الحيادية ولكنه يتبني دائما المعايير المزدوجة في النزاعات.
وترحب الصين دائما بأن تلعب الولايات المتحدة دورا بناء، ولكن ما قالته واشنطن وفعلته كان في بعض الأحيان غير بناء.
والجدير بالذكر أن العلاقات بين الصين والآسيان عموما صلبة وآخذة في الازدهار، ما يعود بمنافع هائلة على الشعب الصيني وشعوب دول الآسيان.
وهناك إدراك مشترك بأنه قوة الدفع الجيدة هذه لا ينبغى أن تعرقلها النزاعات بين الصين وبعض أعضاء الآسيان.
وإنها لحقيقة مؤلمة أن العم سام ترك العديد من الأماكن في فوضى بعد تدخله في شؤونها، مثل الحال الذي تعيشه الآن الشعوب في العراق وسوريا وليبيا.
ولا ينبغى أن يكون بحر الصين الجنوبي هو وجهته القادمة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn