تعليق: المقترح الامريكي بشأن بحر الصين الجنوبي "غير بناء"

بكين 10 اغسطس 2014 /انها ببساطة خطوة غير بناءة قام بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري بدعوته الى تجميد الانشطة في بحر الصين الجنوبي خلال اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) المنعقد في ميانمار خلال نهاية الاسبوع. ويبدو المقترح الامريكي جيدا الا انه قد يكون له نتائج عكسية في الحقيقة.

ففي المقام الاول، هو يضخم التوترات البحرية في المنطقة وسيعقد جهود الاطراف المعنية الحالية لتهدئة الامواج في بحر الصين الجنوبي. ورغم المواجهة الاخيرة بين بكين وهانوي بشأن نشر الصين منصة نفط في مياهها، فان الوضع العام في البحر مازال مستقرا ولا يمثل اي تهديد بان يخرج عن السيطرة. والقلق الامريكي بشأن الامن البحري غير مبرر بصفة خاصة حيث ان حرية الملاحة مضمونة تماما. وواشنطن تسكب البنزين على النار، بتشجيعها دولا مثل الفلبين وفيتنام على اتخاذ موقف متشدد ضد الصين وتثير الشكوك بشأن النية الحقيقية للولايات المتحدة وتجعل الحل السلمي اكثر صعوبة. ومن الصعب قبول أن بحر الصين الجنوبي فقد هدوءه منذ بدء الولايات المتحدة استراتيجية محور اسيا، من قبيل المصادفة.

ولا يعني رفض المقترح الامريكي ان الصين لن تتصرف بشكل جيد، فعلى النقيض، مارست الصين حتى الان اقصى درجات ضبط النفس مع بعض الدول الاعضاء في الاسيان وتمسكت بالسعي نحو التوصل لحل على اساس ثنائي عبر التفاوض. كما تعمل بكين مع رابطة الاسيان بشأن صيغة اعلان سلوك الاطراف لضمان السلام والاستقرار الاقليمي، والذي يخدم مصالح كافة الدول في المنطقة والولايات المتحدة ايضا. ان كافة تلك الجهود التي تبذلها الدول المعنية مباشرة، هي الطريق الافضل لحل النزاعات بدلا من مقترح يطرحه طرف خارجي ذو مصلحة يدعي الحيادية الا انه يتبنى غالبا معايير مزدوجة بشأن النزاعات.

وترحب الصين دائما بمشاركة الولايات المتحدة بدور بناء الا ان ما قالته واشنطن وفعلته كان غير بناء الى حد ما. وجدير بالذكر ان العلاقة الشاملة بين الصين والاسيان قوية ومزدهرة، وحققت منافع هائلة لشعبى البلدين. وهناك ادراك متبادل بأنه لا ينبغي افساد هذا الزخم الجيد بالنزاعات بين الصين وبعض دول الاسيان. وانها لحقيقة مؤلمة ان العم سام ترك العديد من الاماكن في فوضى بعد تدخله في شؤونها، كما يرى الناس الان في العراق وسوريا وليبيا. ولا ينبغي ان يكون بحر الصين الجنوبي هو وجهته القادمة.