غزة 3 أغسطس 2014 / تنطلق في العاصمة المصرية القاهرة اليوم (الأحد)، مباحثات رسمية لإعلان اتفاق وقف إطلاق للنار في قطاع غزة وسط ضغوط دولية لإنهاء القتال المستمر منذ أربعة أسابيع.
وسيجري وفد فلسطيني موحد من منظمة التحرير الفلسطينية وحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي مباحثات مع الجانب المصري الذي أطلق مبادرة وقف إطلاق النار في غزة في 14 من الشهر الماضي ووافقت عليها إسرائيل، فيما تحفظت عليها حماس.
وذكر مصدر فلسطيني مقرب من الوفد الفلسطيني الموحد، أن الوفد سيطلع الجانب المصري على عدة نقاط جرى الاتفاق عليها بالإجماع خلال اجتماع وصف "بالإيجابي جدا" عقد اليوم في القاهرة.
وأضاف المصدر، أن الورقة التي اتفق عليها الوفد وستقدم للجانب المصري تتضمن وقف اطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي الفوري من قطاع غزة، وإنهاء الحصار على القطاع وفتح المعابر وتامين دخول الافراد والبضائع.
كما تتضمن الورقة الفلسطينية حرية العمل والصيد في المياه الاقليمية إلى حدود 12 ميلا بحريا، وإنهاء المنطقة العازلة التي تفرضها إسرائيل على قطاع غزة، والتزام اسرائيل بتنفيذ صفقة (شاليط) والإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا مؤخرا.
وتتضمن الورقة كذلك،بحسب المصدر، ضرورة تنفيذ إسرائيل الصفقة الرابعة للافراج عن الاسرى التي تمت مع السلطة الفلسطينية، ووقف "اعتداءات المستوطنين التي اعقبت أحداث 11 يونيو الماضي (بعد إعلان إسرائيل عن خطف ثلاثة مستوطنين بالضفة قالت بعد ذلك إنهم قتلوا) في الضفة الغربية.
كما تتضمن الورقة الفلسطينية الاتفاق على اعادة الاعمار وتأمين المساعدات العاجلة عبر حكومة الوفاق الفلسطينية وكذلك أن تكون إعادة الاعمار من خلال مؤتمر دولي للمانحين تنفذه ذات الحكومة.
وكانت إسرائيل أعلنت السبت أنها لن ترسل وفدا للمباحثات إلى القاهرة، إلا أن وسائل إعلان إسرائيلية نقلت عن أميرة أورون مديرة إدارة مصر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها إن موقف تل أبيب من عدم المشاركة في مباحثات القاهرة "لم يتغير، لكن ربما يتغير ذلك غدا، وهو ما يتوقف على الوضع على الأرض".
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "فرصة حقيقية لوقف نزيف الدماء، ولا بديل آخر لها".
وقال السيسي في مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة مع رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي، إن المبادرة المصرية فرصة حقيقية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وأنها تتيح التهدئة ودخول مساعدات إلى قطاع غزة، وإطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وحذر في الوقت نفسه، من عواقب فقدان الوقت الذي من الممكن أن يؤدي إلى مزيد من تعقيد الموقف في غزة أكثر، داعيا إلى سرعة استثمار الوقت لإيقاف إطلاق النار ووقف نزيف الدم الفلسطيني.
وشدد السيسى، على أنه "لا يوجد بديل آخر للمبادرة المصرية"، مؤكدا أن "هناك فرصة حقيقية لابد أن نبنى عليها لايجاد حل للفضية الفلسطينية بالرغم من الظروف الصعبة".
ووجه الرئيس المصري نداء لإيقاف إطلاق النار وإنهاء العنف في قطاع غزة، وإعطاء فرصة حقيقية للتهدئة ودخول المساعدات.
وأعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق الذي يقود وفد الحركة في مباحثات القاهرة، أن مباحثات الوفد الفلسطيني ستجري فقط مع المسؤولين المصريين.
ونقلت صحيفة ((القدس)) المحلية على موقعها الإلكتروني عن أبو مرزوق قوله، إن هذه المباحثات ستكون "وفق معطيات جديدة"، مؤكدا اهتمام حماس بالتهدئة ورفع الحصار عن غزة.
واتهم أبو مرزوق إسرائيل، برفض إعلان تهدئة جديدة لمدة 72 ساعة، مؤكدا أن الوفد الفلسطيني يحمل في القاهرة مطالب معينة ومتفق عليها أبرزها رفع كافة أشكال حصار قطاع غزة.
وكان مقررا أن تنطلق مباحثات القاهرة أول أمس الجمعة، إلا أنها تأجلت بعد انهيار اتفاق تهدئة أعلنته الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية لمدة 72 ساعة بعد نحو ساعتين فقط من بدء دخوله حيز التنفيذ.
وفي حينه اتهمت إسرائيل حركة حماس بقتل اثنين من جنودها وخطف ثالث شرقي رفح في جنوب قطاع غزة وردت على ذلك بقصف مدفعي كثيف على المدينة خلف عشرات القتلى والجرحى.
وعقب ذلك حمل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حركة حماس المسؤولية عن انهيار وقف إطلاق النار المؤقت.
ونفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس علمها بمصير الجندي الذي قالت إسرائيل إنه مفقود، مشيرة إلى أنه ربما قتل مع مجموعتها التي اشتبكت مع القوة الإسرائيلية خلال توغلها في رفح.
ومساء السبت ، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا، أن الجندي المفقود قتل في الاشتباكات مع نشطاء حماس.
وبهذا الصدد اتهمت حركة حماس على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري اليوم إسرائيل ب"خداع العالم حينما ادعت خطف جندي ثم اعترفت لا حقا أنه قتل في اشتباك واستغلت ذلك لخرق التهدئة وارتكاب مجزرة رفح".
ودعا أبو زهري الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأطراف الدولية، إلى "تصحيح مواقفهم بعد اكتشاف الكذب والتضليل الإسرائيلي".
من جهته ، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية إلى تدخل دولي من الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وباقي دول العالم، ل"إلزام إسرائيل بوقف عدوانها والتجاوب مع المبادرة المصرية" للتهدئة في غزة.
وحمل عباس في تصريح صحفي مكتوب بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إسرائيل ب"موقفها الرافض ، المسؤولية عن التداعيات الخطيرة التي تترتب على استمرار حربها على الشعب الفلسطيني".
وقال عباس "إن إسرائيل تواصل عدوانها وجرائمها وحربها المفتوحة ضد شعبنا الفلسطيني"، مضيفا أنها "تقتل طفلا فلسطينيا كل ثلاث ساعات منذ بدء العدوان " على غزة قبل 28 يوما.
وتواصل إسرائيل شن عملية (الجرف الصامد) العسكرية في قطاع غزة منذ 28 يوما والتي قررت توسيعها في 17 من الشهر الماضي بهجوم بري ردا على إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل ولتدمير الأنفاق الممتدة من القطاع إلى الأراضي الإسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس سحب قواته من مناطق واسعة في أطراف قطاع غزة ضمن عملية إعادة تمركز بعد انتهائه مما وصفه عمليات تدمير الأنفاق التي تقيمها حماس ويمتد بعضها من القطاع إلى داخل إسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم عن ارتفاع حصيلة عدد القتلى في غزة إلى 1766 مع تواصل الهجمات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في القطاع، في المقابل قتل نحو 52 جنديا إسرائيليا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn