بكين 8 يوليو 2014 / يوشك الاقتصادان الأول والثاني في العالم على ضخ حيوية جديدة في تعاونهما مع بدء الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الأمريكي -الصيني والمقرر أن تبدأ غدا الأربعاء.
ولكن قبل رفع الستار، سكب البعض في الجانب الأمريكي بالفعل الماء البارد على المحادثات، مع تصريحات مجافية للحقائق ومضللة سياسيا لوزير الخزانة الأمريكي جاك لو بأن قيمة الرنمينبي المنخفضة سوف تتصدر الحوار، مؤكدا أنها" قضية أساسية للثقة المتبادلة".
وتبدو شكوى لو تشير إلى حقيقة أن الرنمينبي انخفض أكثر من 2 بالمئة أمام الدولار الأمريكي في الأشهر الستة الأولى من هذا العام.
مع ذلك، هذا يقارن بارتفاع مذهل بـ 36 بالمئة منذ يوليو 2005عندما بدأت الصين إصلاحات جريئة تدريجيا لآلية سعر صرف عملتها.
لا يستهدف التراجع الأخير في قيمة العملة في الحقيقة زيادة الصادرات. على النقيض، كان خطوة أخري باتجاه سعر صرف أكثر مرونة حيث شجع البنك المركزي الصينى تذبذب سعر صرف الرنمينبي في اتجاهين.
علاوة على ذلك، وسعت السلطات الصينية نطاق التداول اليومي للعملة في مارس بزيادة كمية الرنمينبي المسموحة بالارتفاع والانخفاض يوميا من 1 إلى 2 بالمئة.
غير انه تم التغاضي عن كل هذه الخطوات الملموسة في الاتجاه الصحيح من قبل ساسة الولايات المتحدة، الذين أصبح تركيزهم على قيمة الرنمينبي أمرا متعبا وعفا عليه الزمن سواء من الناحية الفنية أو السياسية.
فقد انخفض فائض الحساب الجاري الصيني الذي يقول المشرعون الأمريكيون أنه يعكس إلى حد كبير بخس قيمة الرنمينبي، انخفض من أكثر من 10 بالمئة من نسبة الناتج المحلي الإجمالي الصيني في عام 2007 إلى 2 بالمئة في عام 2013 .
وتقترب الآن قيمة الرنمينبي جدا من التوازن. فانخفاض قيمة العملة في هذه المرحلة من التنمية الاقتصادية الصينية لم يعد أداة سياسية جذابة فسحب، بل يعرقل الإصلاحات الهيكلية وتفاقم الاختلال التجارية أيضا.
وعلى الرغم من التزام بكين بإصلاحات العملة، غير أن هذه المهمة هائلة لا يمكن أن تكتمل بين عشية وضحاها. ولن ترضخ الصين للضغوط الخارجية ولكن ستمضي بخطى ثابتة للسماح بمزيد من المرونة للرنمينبي.
في الوقت نفسه، قد أصبح اللعب بقضية العملة الصينية تكتيكا سياسيا مفضلا للسياسيين الأمريكيين لجمع المزيد من الأصوات وتشتيت الانتباه عن المشكلات الداخلية.
بيد أن الكثير من المواطنين الأمريكيين أصبحوا على دراية بأن العجز التجاري الأمريكي والبطالة ليس لهما علاقة بالعملة الصينية. فالولايات المتحدة وحدها هي التي يمكن أن ترتب بيتها الداخلي.
لقد دخلت العلاقات الصينية -الأمريكية عصرا جديدا من الفرص والتعاون. ومن أجل إقامة نمط جديد من العلاقات بين القوتين الكبيرتين، تحتاج الدولتان كما قال الرئيس الصيني شي جين بينع لوزير الخزانة الأمريكي السابق هنري بولسون الأسبوع الماضي، إلى " زرع ورود جديدة وليس أشواكا" في علاقتهما .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn