مقابلة: نائب رئيس الوزراء اليوناني: زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني تساهم في توطيد العلاقات بين البلدين

   أثينا 19 يونيو 2014/ صرح ايفانجيلوس فينيزيلوس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليوناني بأن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لليونان ستضخ قوة دافعة جديدة في الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

وقال فينيزيلوس فى مقابلة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء (شينخوا)إنه يأمل أن تؤكد الصين على اضطلاعها بدور أكبر في الانتعاش الاقتصادي لليونان، وأضاف "أعتقد أن تلك الزيارة سينتج عنها نتائج ملموسة لشراكتنا المتنامية".

وتابع إنه من الناحية التاريخية تمتلك كل من اليونان والصين حضارة قديمة، ولعبت كل منهما دورا هاما في تطوير الحضارة الإنسانية.

وواصل قائلا "لذلك فإن تراثنا القديم شكل علاقة من الاحترام المتبادل والإعجاب والصداقة بين الشعبين".

وأضاف أن العلاقة الراهنة القائمة على علاقات سياسية قوية وتبادلات ثقافية قوية تتميز بتبادل المصالح في مجموعة من المجالات مثل الاستثمار والنقل البحرى والبنية التحتية والتبادل التجاري.

وقال إن زيارة رئيس الوزراء اليوناني انتونيس ساماراس للصين في العام الماضي والزيارات الأخرى رفيعة المستوى في الأعوام الأخيرة تعكس الرغبة المشتركة للجانبين في توسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية وتعميقها.

وأشار إلى أن توقيت زيارة لي مبشر للغاية حيث أن اليونان تتعافى من أزمتها الاقتصادية وبها سوق يشجع بشدة الاستثمارات والمزيد من المشروعات.

وتحدث الوزير عن عدة فرص استثمارية مثل ميناء بيريه وميناء سالونيكا وشركة ترينوس الوطنية للسكك الحديدية ومطار أثينا الدولي ومركز ترياسيو للشحن، وجميع تلك المشروعات أبدت شركات صينية اهتماما كبيرا بها.

وقال "يوفر برنامج الخصخصة الموسع لدينا العديد من الفرص الرائعة للاستثمارات الصينية التي ستجلب منفعة متبادلة وستحسن دخول الصين للسوق الأوروبية وستساعد اليونان عن طريق ضخ استثمارات أجنبية وخلق فرص عمل جديدة".

وأحد الأمثلة الناجحة للتعاون بين الصين واليونان تشغيل ميناء بيريه، أحد أكبر الموانيء البحرية في حوض البحر المتوسط وقامت شركة الشحن الصينية العملاقة "كوسكو" باستئجار جزء منه في عام 2009.

    وقال فينيزيلوس "في ظل إدارة شركة كوسكو أصبح ميناء بيريه أحد أسرع الموانيء الأوروبية نموا".

وأشار إلى أن الصين واليونان بينهما تعاون واسع النطاق في مجال النقل البحرى، وأضاف أن أكثر من نصف النفط وواردات المواد الخام الصينية تُنقل على متن سفن مملوكة لليونان.

وقال الوزير إنه خلال زيارة لي سيتم توقيع مجموعة من الاتفاقيات المتبادلة، بما في ذلك مذكرة تفاهم حول التعاون البحري التي تتعلق بحماية البيئة البحرية والقضايا المتصلة بقانون البحر.

وأضاف إن هناك قضايا عالمية يمكن أن تلعب اليونان والصين فيها دورا حاسما بصفتهما من الدول العالمية في مجال الشحن، وأن التعاون بينهما قد يفيد المجتمع الدولي بأكمله.

وقال "لذلك فإن تلك الزيارة ستضيف المزيد من القوة الدافعة لشراكتنا الاستراتيجية".

وكما ترى اليونان نفسها "سفيرة" للصين لدى الاتحاد الأوروبي قال نائب رئيس الوزراء إن هناك إمكانات واسعة للتعاون الاقتصادي بين الصين والاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن الصين هي المصدر الأول لواردات الاتحاد الأوروبي وانها سوق سريع النمو للصادرات الأوروبية، وأن المعاملات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين تتجاوز مليار يورو يوميا .

وقال "نحن في حاجة لمواصلة العمل مع الصين على مستوى الاتحاد الأوروبي من أجل إزالة العقبات وتحسين وصول المنتجات الأوروبية إلى السوق الصينية وبالتالي الدخول الى الامكانات الواسعة للاستثمار المتبادل ".

وفيما يتعلق بالتعاون المتبادل على الساحة الدولية، أشار فينيزيلوس إلى أن اليونان ممتنة للغاية لموقف الصين الثابت من قضية قبرص، وانها تواصل التشاور مع الصين في إطار الأمم المتحدة إضافة إلى عقد اجتماعات عديدة بين الصين والاتحاد الأوروبي.

كما أعرب أيضا عن امتنانه لزيادة عدد الزوار الصينيين سنويا إلى بلده حيث تعد السياحة أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد.

وقال إن تزايد عدد زيارات السائحين الصينيين لا يعزز الاقتصاد اليوناني فقط وانما تساهم ايضا زيادة عدد الزيارات التي يقوم بها السائحون ومنظمو الاعمال اليونانيون والصينيون في تعزيز الروابط بين الثقافتين القديمتين .

    واختتم الوزير كلامه بالقول "أرغب في نقل رسالة صداقة حقيقية للشعب الصيني من الشعب اليوناني".