بكين 19 يونيو 2014 / بينما تبذل القوى الكبرى جهودها من اجل استعادة امجادها السابقة، فإن الصين وبريطانيا ستعملان معا بشكل اوثق من اجل الارتقاء بالعلاقات الصينية - البريطانية الى مستوى اعلى.
وتم توقيع عدد من الاتفاقيات الهامة بقيمة مليارات الجنيهات البريطانية خلال الزيارة الاولى التي يقوم بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ للمملكة المتحدة، والاكثر اهمية من ذلك هو ان الاتفاقيات بشأن السكك الحديدية والطاقة النووية والمالية اظهرت جدية الجانبين واستعدادهما للتعاون.
وشهد رئيس مجلس الدولة الزائر ونظيره ديفيد كاميرون الاربعاء توقيع مذكرة تفاهم تتعلق بتعاون اوثق في تصميم السكك الحديدية والهندسة والبناء والامدادات والتشغيل والصيانة.
ومن المتوقع ان تفتح المذكرة الباب امام الشركات الصينية الطموحة للمشاركة في خط القطارات السريعة رقم 2 من لندن الى الشمال، والذي من المقرر افتتاحه في العقد الثالث من القرن ال21.
ولا تعد تلك المرة الاولى التي يظهر فيها التعاون في مجال السكك الحديدية.
فقبل زيارة كاميرون للصين العام الماضي، اوضح رئيس مجلس الدولة الصيني انه مهتم بما يتم فيما يتعلق بالقطارات فائقة السرعة في الصين وانه يرحب بالاستثمارات الصينية في البنية الاساسية البريطانية ولا سيما خط القطارات السريعة الثاني.
ولتبديد المخاوف في الداخل بشأن ازدياد ملكية الصين للبنية الاساسية البريطانية، قال كاميرون انها "اشارة ايجابية على القوة الاقتصادية" حيث ان الاستثمار الصيني سيكون دافعا للمشروعات الرئيسية مثل الطرق والسكك الحديدية والمشروعات الاخرى.
وأكدت مذكرة التفاهم الموقعة امس بشكل رسمى، على خطة التعاون رغم انها لم تقدم اية تفاصيل. كما اعتبرت خطوة كبيرة لشركات السكك الحديدية الصينية في الوصول للعالمية.
وقد شجع لي تكنولوجيا القطارات فائقة السرعة في الصين في مناسبات عدة بينما تحاول البلاد الانتقال من الصناعة الاساسية الى قطاعات ذات هامش اعلى.
ويقول ما تشن قانغ السفير الصيني السابق لدى بريطانيا "اصبحت البنية الاساسية في اجزاء من بريطانيا في حاجة للتحديث. وللشركات الصينية وبخاصة شركات السكك الحديدية، فرص كبيرة هناك"، مضيفا ان تكنولوجيا السكك الحديدية الصينية تقدمت ورخيصة نسبيا.
وبالاضافة للسكك الحديدية، فقد وقع البلدان خلال نفس اليوم اتفاقية نووية مدينة تصل قيمتها الى مئات الملايين من الجنيهات للشركات البريطانية.
وتمهد الاتفاقية، الاولى من نوعها، الطريق امام الشركات الصينية للاستثمار في (هينكلي بوينت)، اول محطة نووية تقام في بريطانيا لتوليد الطاقة.
وستمتلك شركتان صينيتان تمتلكهما الدولة هما مجموعة الطاقة النووية العامة الصينية وشركة الصين النووية الوطنية، حصة من 30 الى 40 بالمئة في المشروع النووي الذي تصل قيمته 16 مليار جنيه.
واشار بيان صيني - بريطاني مشترك "ان كلا الجانبين مستعدان للعمل معا من اجل ضمان نجاح محطة هينكلي بوينت في اقرب وقت ممكن".
كما تجني العلاقات المالية ثمارها. وتحدد بنك التعمير الصيني كأول بنك مقاصة بالرنمينبى خارج آسيا في لندن. وتلك خطوة هامة وتعزز موقف بريطانيا باعتبارها المركز الغربي للموارد المالية الصينية.
وتهدف سلسلة اجراءات اخرى، من بينها التداول المباشر بالعملتين البريطانية والصينية ومنح مزيد من الرخص للشركات البريطانية لتمكينها من الاستثمار مباشرة في الاسواق الصينية، الى الارتقاء بمكانة بريطانية لتصبح مركزا خارجيا للعملة والاستثمارات الصينية.
روابط اقتصادية اوثق وتعتبر حرب الافيون الاولى في القرن التاسع عشر، الناجمة عن نزاعات تجارية بين الصين وبريطانيا، بداية تاريخ الصين الحديث. وبعد عقود من التقلبات، اقامت البلدان شراكة استراتيجية مع توسع التجارة والاستثمارات بسرعة.
وتعد بريطانيا ثالث اكبر شريك تجاري للصين في الاتحاد الاوروبي، وثاني اكبر مصدر للاستثمارات وكذلك مقصدا كبيرا للاستثمارات الخارجية.
وتمتلك شركة الصين للاستثمارات، صندوق الثروة السيادية في البلاد، اسهما في شركة التايمز للمياه ومطار هيثرو. كما من المقرر ان تقيم شركة داليان واندا، احد اكبر الشركات الخاصة في الصين، فندقا فخما على نهر التايمز بعد شرائها شركة صن سيكر البريطانية لصناعة اليخوت مقابل 320 مليون جنيه.
ومن اجل تعزيز الاستثمارات في بريطانيا، اصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح، اكبر مخطط اقتصادي في الصين، توجيهات في مارس لمساعدة الشركات المحلية لتناسب البيئة الاجنبية.
كما تتزايد الاستثمارات البريطانية في الصين.وارتفعت الصادرات والاستثمارات المباشرة في الصين بنسبة 39.6 بالمئة و62.2 بالمئة خلال الشهور الخمسة الاولى من 2014، بوتيرة اسرع من معظم شركاء الصين الكبار الاخرين.
وقال لي في بيان نشرته صحيفة ((ذى تايمز)) قبل رحلته "تتمتع المملكة المتحدة باقتصاد قوى، وقطاع مالى ديناميكى وعلوم وتكنولوجيا متقدمة وتقود العالم في الحفاظ على الطاقة وحماية البيئة. ومن جانبها،تتمتع الصين بسوق كبير واحتياطي ضخم من النقد الاجبي وقطاع صناعة تنافسي".
وكتب لي "بالاعتماد على مواطن قوتنا المتكاملة، سيكون هناك الكثير من المجالات للتعاون".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn