بكين 11 يونيو 2014 / يستعد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لزيارة بريطانيا واليونان الأسبوع المقبل، وهى الجولة الثالثة له إلى أوروبا منذ توليه منصبه فى مارس العام الماضي.
من وسط إلى شرق اوروبا ومن الشمال إلى الجنوب والغرب فى أوروبا ومن القارة الأوروبية إلى بريطانيا، تبرهن خطوات القادة الصينيين على الأهمية الكبيرة التى توليها بكين للعلاقات الصينية-الأوروبية.
العلاقات الصيينية-البريطانية: ازالة الحواجز والدفع قدما
على صعيد العلاقات بين الصين وبريطانيا على وجه الخصوص، تتمتع زيارة لي المقبلة بأهمية خاصة.
فهي تشير إلى ان الجانبين نجحا فى الخروج من مرحلة صعبة من علاقاتهما ووضعا التفاعل الثنائي على المسار الصحيح مرة أخرى.
ففى نوفمبر 2010، بعد نصف عام فقط من توليه منصب رئيس وزراء بريطانيا، سافر ديفيد كاميرون إلى الصين.
وكانت العلاقات بين القوتين الكبيرتين توترت فى مايو 2012 حينما أصر كاميرون على الاجتماع مع الدلاى لاما رغم اعتراض بكين.
ولم يمر عام ونصف حتى بدأ جليد العلاقات الثنائية بين الصين وبريطانيا فى الذوبان.
وفى اكتوبر زار وفد بريطاني رفيع المستوى برئاسة وزير الخزانة البريطاني جورج اوسبورن الصين، وفى ديسمبر استضافت بكين كاميرون.
وقال ما تشن قانغ، سفير صيني سابق لبريطانيا، ان زيارة كاميرون للصين "تمثل علامة على عودة العلاقات الصينية-البريطانية إلى طبيعتها. "
وتأتي زيارة لي لتعزيز قوة دفع العلاقات وبث حيوية جديدة فى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وبريطانيا، حيث توافق الذكرى الـ10 لها هذا العام وتتمتع بزيادة أهميتها الاستراتيجية والتبادلية والعالمية.
وتخطت التجارة الثنائية علامة 70 مليار دولار أمريكي التاريخية فى عام 2013 وسجلت زيادة بنسبة 11 فى المائة على أساس سنوي، أكبر بكثير من نمو اجمالي التجارة بين الصين واوروبا البالغ 2.1 فى المائة. والأمر الأكثر تشجيعا من تلك البيانات هو جودة التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث حلت الصين محل المانيا كأكبر مصدر لواردات بريطانيا من الالات والمنتجات الالكترونية، كما شهدت الاستثمارات الصينية فى بريطانيا زيادة. وعلاوة على ذلك، فإن الصين تشارك فى بناء محطة للطاقة النووية فى بريطانيا وتتطلع إلى الاستثمار فى مشروعات السكك الحديد البريطانية فائقة السرعة.
والجدير بالذكر أيضا هو التعاون المالي بين البلدين. حيث نمت مدينة لندن، التى شهدت زيادة بنسبة 50 فى المائة فى الصفقات المحسوبة بالرينمنبي العام الماضي، لتصبح ثاني أكبر سوق خارجي للرينمنبي بعد هونج كونج. كما سيلتقي رئيس مجلس الدولة الصيني مع كبار رجال المال البريطانيين خلال إقامته فى لندن.
ويتمتع التعاون بين الصين وبريطانيا بفرص هائلة، حسبما قال السفير السابق، مشيرا إلى ان نسبة البنية التحتية التى أصبحت قدية نسبيا فى بريطانيا تمثل فرصة عظيمة للمستثمرين والمصدرين الصينيين.
وأضاف ان الصين تمتلك مميزات كثيرة فى قطاعات مثل الطاقة النووية والسكك الحديد فائقة السرعة بفضل التكنولوجيا المتقدمة التى طورتها وفعالية تقدير التكاليف التنافسية لمنتجاتها.
الصين واليونان: حضارتان قديمتان وشريكتان جديدتان
ان العلاقات الطيبة بين الصين واليونان تظهر جليه فى الدعم القوى الذى قدمته اليونان للصين خلال السنوات الأخيرة فى القضايا التى تتعلق بالمصالح الرئيسية للصين.
ففي عام 2011، عرضت اليونان تقديم المساعدة للصين فى إجلاء مواطنيها من ليبيا التى مزقتها.
وقبل ذلك، دعمت اليونان، كمكان ميلاد الالعاب الاوليمبية، بقوة دورة الألعاب الأوليمبية فى بكين عام 2008.
وأشار تسوي هونغ جيان، مدير البحوث الأوروبية بمعهد الدراسات الدولية فى الصين، ان زيارة رئيس مجلس الدولة لي القادمة لليونان تؤكد مدى التعاون الواسع بين البلدين.
وخلال الزيارة، سيقوم رئيس مجلس الدولة ونظيره اليوناني انتونيس ساماراس بجولة تفقدية لميناء بيرايوس بالقرب من اثينا، حيث تدير جزء منه عملاق الشحن البحري الصيني مجموعة "تشاينا اوشن شيبينج" المملوكة للدولة بموجب عقد ايجار مدته 35 عاما وقع فى عام 2009.
وتعد هذه هي المرة الأولى التى تحصل فيها شركة صينية على حقوق تشغيل لميناء خارج الصين. وأظهرت الاحصاءات الأخيرة ان قدرة تشغيل الميناء السنوية ارتفعت من 685 ألف وحدة مكافئة لعشرين قدما فى 2010 إلى 2.52 مليون العام الماضي.
ويقول الخبراء ان الميناء قد عاد بالنفع على السكان المحليين من خلال جذب الاستثمار وخلق وظائف، كما انه نموذج ناجح لمحاولات الشركات الصينية "الاتجاه إلى الخارج" وتعزيز تنافسيتها الدولية والصادرات.
ومن المتوقع بشكل كبير ان توسع الزيارة أنشطة التعاون العملي بين الصين واليونان فى مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والشحن والنفط والغاز والسياحة والشئون البحرية.
وسيحضر لي خلال الزيارة منتدى حول التعاون البحري بين الصين واليونان وسيلقى خطابا يوضح فيه وجهات نظر الصين حول القضايا البحرية.
وقال تسوي "انه حدث يأتي فى الوقت المناسب، حيث انه من المهم جدا للحكومة الصينية توضيح موقفها (حول القضايا البحرية) فى بلد ينظر اليه باعتباره أصل الحضارة البحرية."
ويقول الخبراء انه يتعين على الصين، وهى دولة تتمتع بمساحة بحرية كبيرة، ان تتحرك بحزم فى حماية حقوقها البحرية، فى الوقت الذى تسعى فيه بشكل مستمر نحو طريق التنمية السلمية.
وأصبحت الصين، التى التزمت بحل النزاعات من خلال الطرق السلمية، قوة هامة فى تدعيم السلام والتنمية اقليميا ودوليا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn