القاهرة 8 يونيو 2014 / أدى الرئيس المصري المنتخب عبدالفتاح السيسي اليوم (الأحد) اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية في مراسم قصيرة تلاها حفل تنصيب بحضور دولي وقع فيه وثيقة تسليم وتسلم للسلطة لأول مرة في تاريخ مصر.
وتلا السيسي القسم خلال مراسم نظمت لفترة قصيرة بمقر المحكمة الدستورية في ضاحية المعادي جنوب القاهرة، بثها التلفزيون الرسمي، قائلا " أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه".
وشهد أداء القسم الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور.
كما حضر رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب وأعضاء حكومته، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ومفتي الديار المصرية شوقي علام، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وجرت مراسم أداء اليمين وسط إجراءات أمنية مشددة بضاحية المعادي، حيث منعت حركة السير وانتشرت دوريات أمنية بالمنطقة، فيما حلقت مروحيات في سمائها.
ولم تمنع هذه الاجراءات تجمع مئات المصريين قرب مقر المحكمة الدستورية للاحتفال بتنصيب السيسي رئيسا للبلاد.
وبعد أداء اليمين الدستورية غادر السيسي مقر المحكمة الدستورية العليا متوجها إلى قصر الاتحادية الرئاسي في حي مصر الجديدة الراقي شرقي القاهرة، حيث أقيم حفل رسمي بتنصيبه بحضور وفود رسمية عربية وافريقية وغربية.
وفور وصوله إلى قصر الاتحادية، أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية للرئيس الجديد وعزف السلام الوطني ثم تفقد حرس الشرف قبل أن يستقبله عدلي منصور لدى سلم القصر لتحيته.
وعقب ذلك استقبل السيسي ملوك ورؤساء الدول والوفود المشاركين في مراسم الاحتفال بتنصيبه رئيسا للبلاد.
ومن أبرز المشاركين في حفل تنصيب السيسي، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورؤساء فلسطين وقبرص وتشاد ومالي واريتريا وغينيا الاستوائية والصومال.
وشارك أيضا ولي عهد السعودية الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، ونواب رؤساء العراق والسودان وجنوب السودان وجزر القمر، ورئيسا وزراء ليبيريا وسوازيلاند، ورئيس البرلمان الروسي ووزير الصناعة والتكنولوجيا الصيني.
وشاركت الولايات المتحدة الأمريكية التي أكدت أنها ستعمل مع الرئيس المصري المنتخب لدفع المصالح المشتركة، بوفد ترأسه توماس شانون، مستشار وزارة الخارجية.
ووقع السيسي ومنصور خلال الحفل وثيقة تسليم وتسلم السلطة، وذلك لأول مرة في تاريخ مصر.
وقبيل توقيع الوثيقة ألقى منصور كلمة أعقبتها كلمة للسيسي.
وفي كلمته، قال السيسي ان "رئاسة مصر شرف عظيم ومسؤولية كبيرة"، متعهدا ان "تشهد مرحلة البناء المقبلة نهوضا شاملا على المستويين الداخلي والخارجي لنعوض ما فاتنا ونصوب أخطاء الماضي".
واعتبر السيسي أن هذه المناسبة "غير المسبوقة وغير المعهودة توثق بداية حقبة تاريخية جديدة من مصير أمتنا وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع".
وأضاف "سنؤسس لمصر المستقبل دولة قوية محقة عادلة سالمة آمنة مزدهرة تنعم بالرخاء تؤمن بالعلم والعمل" ، مشيرا الى انه "سيتواكب مع بناء الداخل اعادة احياء لدورها الرائد اقليميا والفاعل دوليا".
وأكد أن "مصر الجديدة ستضطلع برسالتها (...) الا وهي الاسهام المباشر في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وأمتنا العربية".
وأعرب عن تقديره للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمبادرته التي وصفها بـ"النبيلة" بالدعوة لعقد "مؤتمر أشقاء وأصدقاء مصر" ، وقال "انني اتطلع لمشاركة كافة أصدقاء مصر في هذا المؤتمر للاسهام في بناء مصر الجديدة ومشاركة الشعب المصري آماله وطموحاته".
وفي وقت سابق اليوم، قال ولي العهد السعودى الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فور وصوله إلى مطار القاهرة، " نأمل بإذن الله أن يكون انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي إيذانا بدخول مصر في عهد جديد، (..) إنه يوم فاصل بين مرحلتين، بين الفوضى والاستقرار، ولا تبني الأمة مستقبلها ولا تقيم عزتها دون استقرار ".
وتابع أنه " لا شك بأن تولي فخامته (السيسي) قيادة أرض الكنانة وشعبها الكريم سيحقق لشعب مصر تطلعاته التي يصبو إليها ".
من جانبه، قال الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، في كلمته مخاطبا السيسي " إننى على ثقة في أنكم ومن خلال هذا الدعم الشعبي الكبير ستنجحون في تحقيق امال وتطلعات المصريين، وأرجو من الله أن يلهمك الصواب وحسن اتخاذ القرار وان يعينك على مواجهه كافة التحديات ويجعلك لهذا الوطن مغنما ".
وفاز السيسي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أواخر مايو الماضي بعدما حظي بأصوات نحو 24 مليون ناخب بنسبة 96.9 في المائة من الأصوات، فيما حصل منافسه الوحيد حمدين صباحي على 3.09 في المائة بواقع 757 ألفا و511 صوتا.
وسيعود منصور بعد تنصيب السيسي إلى منصبه السابق رئيسا للمحكمة الدستورية العليا.
وبعد كلمتي منصور والسيسي وقع الرجلان وثيقة تسليم وتسلم السلطة.
وجاء في نص الوثيقة "باسم الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات ومفجر الثورة..ثورة 25 يناير لعام 2011 وما حملته من طموحات وآمال وتطلعات . . وثورة 30 يونيو لعام 2013 المكملة التي صوبت المسار واستعادت الوطن. .وتنفيذا للاستحقاق الثاني لخارطة مستقبل الشعب المصري وبناء على قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية رقم 36 لعام 2014 باعلان فوز عبدالفتاح سعيد خليل السيسي في الانتخابات الرئاسية التي عقدت خارج البلاد خلال الفترة من 15 الى 19 من شهر مايو لعام 2014 وداخل البلاد خلال الفترة من 26 الى 28 من شهر مايو لعام 2014 وعقب أداء سيادته اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا.. تسلم السيد عبدالفتاح السيسي مقاليد السلطة في البلاد من المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت".
وشهد محيط قصر الاتحادية وميدان التحرير وسط القاهرة تجمع مئات من مؤيدي الرئيس المصري المنتخب يحملون صوره والعلم المصري للإعراب عن فرحتهم بتوليه مقاليد السلطة في البلاد.
وكانت الحكومة المصرية، التي من المقرر أن تقدم استقالتها للرئيس السيسي، قد قررت اعتبار اليوم أجازة رسمية للعاملين بالدولة والقطاع الخاص لتسهيل الإجراءات الأمنية.
وأقام السيسي مأدبة غداء للوفود العربية والدولية التي شاركت في حفل تنصيبه.
ومن المقرر أن يشهد قصر القبة مساء اليوم احتفالية ضخمة يحضرها 1200 مدعو يمثلون مختلف أطياف الشعب المصري ومحافظات مصر، يلقي خلالها المستشار عدلي منصور كلمة قصيرة، يوجه بعدها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خطاباً إلى الأمة.
ويأتي تنصيب عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع السابق رئيسا لمصر بعد ما يقرب من عام من عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في الثالث من يوليو الماضي بعد احتجاجات حاشدة طالبت برحيله.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn