تحليل إخباري : ليبيا تتطلع للاستفادة من خبرات الصين في مجال التنمية والاقتصاد

طرابلس 5 يونيو 2014 / يعتقد عدد من الخبراء والمحللين المهتمين بالشأن الليبي ، أن السلطات الليبية تتطلع وبشكل كبير للاستفادة من خبرات جمهورية الصين الشعبية على المستوى التنموي والاقتصادي ، خاصة وأنها تشارك في فعاليات الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي المنعقدة في بكين .

ويرى محمود الشريف الباحث الليبي في الشؤون الأفروآسيوية ، أن السلطات الليبية تبحث وتحاول بشكل جدي ، الاستفادة من خبرات جمهورية الصين الشعبية ومدى تقدمها ، خاصة في مجال التنمية بشتى فروعها .ويضيف الشريف في تصريحه لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (الخميس) ، " ليبيا تتطلع وبشكل جدي إلى الاستفادة من خبرات الصين المتعددة ، خاصة على مستوى التنمية الشاملة في القطاع الصناعي وخدمات البنية التحتية ، كونها تمثل قوة اقتصادية عالمية يحترمها الجميع ، وصارت تشكل عملاقاً صناعيا". وعن الوجه الذي يمكن من خلاله ليبيا الاستفادة من هذه الخبرات ، يعلق الباحث الليبي في الشؤون الأفروآسيوية ، " كثيرة هي المجالات التي يمكن الاستفادة منها محليا ، فالصين لديها تاريخ حافل بالتقدم والازدهار على المستوى الصناعي والتنموي وخصوصية الصين كبلد آسيوي مشابه لخصوصية البلدان الأفريقية ، لذا فإن فرص ليبيا كبيرة في تحقيق التقدم على المستوى التنموي والاقتصادي ، في حال توفر الاستقرار الأمني والمالي في البلاد".

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد افتتح اليوم ، أعمال الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة من الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي ، والتي تشارك فيها جامعة الدول العربية وعدد من وفود رؤوساء ووزراء الدول العربية . ويتوقع أنه في ختام أعمال الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني - العربي ، تبني الجانبين إعلانا وخطة عمل للفترة ما بين عامي 2014 و 2016 ، وخطة تنمية للفترة ما بين2014 و2024 . ويشارك وفد ليبي في أعمال هذه الاجتماع ، برئاسة محمد الزناتي مدير إدارة الشؤون الاسيوية واستراليا وعمر تنتوش القائم باعمال سفارة ليبيا لدى بكين ، بجانب مسؤولين من إدارة التعاون الدولي بالوزارة ، وهما محمد مصطفى وفرج هويدي .

من جهته ، يرى المتحدث باسم الخارجية الليبية سعيد الأسود ، أن لدى بلاده فرصة كبيرة للاستفادة على شتى الصعد ، ويقول " العلاقات الليبية - الصينية علاقات جيدة وتتطور مع الوقت ، ونحن سجلنا مع الصين تبادلا تجاريا تجاوزت قيمته 3 مليارات دولار عام 2013 ، وهذا الرقم من وجهة نظرنا ليس بالكبير ، ولا يعكس تطلعاتنا لزيادته من خلال الانفتاح الاقتصادي على أكبر اقتصاد عالمي من وجهة نظرنا " . ويتابع ، " نتوقع من خلال علاقاتنا مع الصين خلال الأعوام المقبلة ، أن نستفيد من خبراتها على جميع مستويات وأشكال التنمية، حيث أن الصين تمثل لنا صديقاً قبل كل شيء ، وشريكا اقتصاديا وتنمويا في المستقبل القريب".وتتولى الشركات الصينية إنشاء أكثر من 66 ألف وحدة سكنية في مختلف أنحاء ليبيا، حسب رئيس جهاز مشروعات الاسكان والمرافق في ليبيا محمد عجاج. يشار إلى أن الشركات الصينية العاملة في مجال البناء والتشييد المعماري اضطرت إلى تعليق أعمالها مؤقتا في مدينة بنغازي، شرق ليبيا، منذ اندلاع ثورة "17 فبراير"، حيث عاد آلاف العمال الصينيين إلى بلادهم هربا من القتال الذى كان يدور آنذاك بين الثوار والكتائب الأمنية الموالية لمعمر القذافي.