بكين   مشمس جزئياً 28/16 

2014:06:04.08:37    اطبع

تعزيز بناء المنتدى وصياغة "النسخة المطورة" للعلاقات الصينية العربية

加强论坛建设,打造中阿关系“升级版” 

وانغ يي، وزير الخارجية الصيني

《 人民日报 》( 2014年06月04日 21 版)


6月5日,我们将在北京迎接阿拉伯国家和阿拉伯国家联盟的代表,隆重召开中国—阿拉伯国家合作论坛第六届部长级会议,并庆祝论坛成立十周年。这是新形势下中国政府面向整个阿拉伯世界采取的一项重大外交行动,也是中阿关系发展史上的一件盛事,具有承上启下、继往开来的重要意义。


  2004年1月,着眼新世纪中阿关系的长远发展,中国与阿拉伯国家在开罗阿盟总部共同宣布成立中阿合作论坛。这是双方政治互信持续发展和务实合作日臻成熟后的新需求,可谓水到渠成;这也是双方顺应全球化浪潮和区域合作大势的新举措,可谓应运而生。成立论坛,基础是传统友好,动力是互利合作,目标是共同发展,反映了中阿双方的战略意志和共同抉择。



  十年风雨兼程,十年春华秋实。中阿合作论坛已经建立起部长级会议、高官会、企业家大会暨投资研讨会、中阿关系暨中阿文明对话研讨会、友好大会、能源合作大会、新闻合作论坛、卫生高官会、互办艺术节等十余项合作机制,极大地丰富了中阿友好交往的内容,有力地拓展了中阿互利合作的模式,成为引领中阿关系发展的重要品牌。



  
这十年,中阿政治互信走向成熟。2010年,论坛第四届部长级会议发表《天津宣言》,宣布在论坛框架下建立“全面合作、共同发展的中阿战略合作关系”,把中阿集体对话与合作推向一个新台阶。此外,中国还同埃及、阿尔及利亚、沙特阿拉伯、阿联酋等国建立了战略关系,同海湾阿拉伯国家合作委员会建立了中国—海合会战略对话机制。中国一如既往地支持阿拉伯国家自主探索符合自身国情的发展道路,支持阿拉伯国家恢复包括巴勒斯坦独立建国在内的民族合法权利。阿拉伯国家也在涉及中国重大利益和核心关切问题上给予中国宝贵支持,并在中国遭受汶川地震等灾害时慷慨相助。十年来,阿拉伯国家联盟外长理事会多次通过关于加强阿中各领域友好关系的决议,发展对华合作已成为阿拉伯国家的普遍共识。






  这十年,中阿经贸合作实现飞跃。中阿双边贸易额从255亿美元跃升至2389亿美元,年均增长超过25%;中国从阿拉伯国家进口原油从4058万吨增至1.33亿吨,年均增长超过12%;中国企业在阿拉伯国家新签承包工程合同额从每年26亿美元增至291亿美元,年均增长达27%;中国企业对阿非金融类直接投资年度增量从1725万美元增至20.4亿美元。目前,中国已是阿拉伯国家第二大贸易伙伴,成为9个阿拉伯国家的最大贸易伙伴。阿拉伯国家是中国第七大贸易伙伴,更是中国最主要的能源合作伙伴、重要的工程承包和海外投资市场。近年来,中阿在金融、航天、新能源等新兴领域的合作也呈现出蓬勃发展的良好势头。





  这十年,中阿人文交流精彩纷呈。现在,中国20多所大学开设有阿拉伯语相关专业,在8个阿拉伯国家设有11家孔子学院和1个广播孔子学院课堂,全年在华学习的阿拉伯国家学生超过了1万人。8个阿拉伯国家已成为中国公民出国旅游目的地国,每周有145个航班往来于中阿之间,每年双方人员往来超过83万人次。十年间,中国为阿拉伯国家培训各类专业人员达15676人次,向9个阿拉伯国家共派遣医疗队队员5338名,为阿拉伯国家各项事业发展提供了有力的智力支撑。可以说,中阿友好比以往任何时候都更加深入人心、深得人心。



  总结过去十年中阿合作论坛和中阿关系发展的经验,就是双方始终坚持真诚相待、彼此信赖,把握战略合作的大方向;始终坚持务实高效、互惠互利,通过共享机遇促进共同发展;始终坚持开放包容、求同存异,在相互借鉴中拉近双方人民的感情;始终坚持与时俱进、开拓进取,实现了双边合作与集体合作相互促进、一体发展。





  当前,世界多极化、经济全球化深入发展,文化多样化、社会信息化持续推进,各领域科技革命孕育新突破。作为发展中国家的重要成员,中国和阿拉伯国家都处于转型发展的关键时期。十八届三中全会作出了全面深化改革的战略部署,中国人民正在朝着实现“两个一百年”奋斗目标、实现中华民族伟大复兴的中国梦而迈进。中东也正在经历前所未有的大变动大调整大转型,阿拉伯国家加快了自主探索变革的步伐。13亿中国人民和3亿阿拉伯人民需要抓住机遇,携手合作,共迎挑战,共同发展。




  第六届部长级会议上,中阿双方将通过“北京宣言”、“2014年至2016年行动执行计划”和“2014年至2024年发展规划”,为未来十年中阿关系和论坛建设绘制宏伟蓝图。中方也将阐述新形势下对阿拉伯国家的政策,并就加强务实合作提出新设想、新举措。会议不仅将开启论坛建设更加辉煌的新十年,也将为打造中阿关系“升级版”吹响集结号。




  ——深化中阿战略合作关系,基础要坚如磐石。双方应继续保持高层交往势头,搞好论坛框架内部长级会议、高官会等多层次会晤机制,就全球政治、经济、安全等领域议题开展对话和磋商,体现双方关系的战略水平。要在彼此关心的核心和重大利益问题上相互支持,在国际和地区事务中加强协调配合,推动国际力量对比朝着有利于发展中国家方向发展,维护双方的共同利益。





  ——深化中阿战略合作关系,源头要活水涌流。阿拉伯国家是“丝绸之路经济带”和“21世纪海上丝绸之路”的西端交汇地区,是中国建设“一带一路”的天然和重要合作伙伴。中国希望同阿拉伯国家加强在能源、经贸、基础设施等传统领域及核能、航天、新能源等新兴领域的合作,分享发展成果、促进共同繁荣。阿拉伯国家也希望以“东向”战略对接中国向西开放,发挥比较优势,为自身赢得更多发展机遇和空间。双方要把共建“一带一路”作为规划未来十年关系发展的基本遵循,使其成为中阿关系的源头活水。这个源头汪洋浩淼、生机勃勃,中阿互利合作才能泽远流长、成大气象。




  ——深化中阿战略合作关系,人文滋养要深厚盈实。双方要继续办好文明对话研讨会、新闻合作论坛、友好大会、中阿艺术节等机制性活动,扩大教育、卫生、科技、旅游、人力资源培训等领域合作,同时用好青年代表团、专家学者代表团和精英代表团“三驾马车”机制,进一步夯实中阿友好的社会基础。中华文明与阿拉伯文明底蕴深厚,自成体系,各具特色,又都高度重视精神层面的作用,这对当前及今后人类文明进步具有特殊和积极价值。中阿加强人文交往,可以为不同文明和谐共处贡献更多“东方智慧”,可以为全球治理体系的价值塑造贡献更多“东方思想”。





  “志合者,不以山海为远”。2000多年前,我们的祖先就超越了民族、文化、地域的限制,在古代丝绸之路上共同描绘了中阿友好交往的和谐图景。今天,我们共建“一带一路”,振兴现代丝绸之路,将为中阿关系发展打开新的机遇之门。中国愿同阿拉伯国家一道,把握历史机遇,秉持共赢理念,发挥创新精神,在深化中阿合作的过程中实现民族复兴的伟大梦想!让我们以中阿合作论坛成立十周年为新的起点,携手努力,乘势而上,共同迎接中阿关系和论坛更加美好的未来!

  (作者为中国外交部部长)

صحيفة الشعب اليومية - الصادرة يوم 4 يونيو عام 2014 الصفحة الرقم 21

سوف نستقبل الممثلين من الدول العربية وجامعة الدول العربية في بكين في يوم 5 يونيو الحالي لعقد الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي والاحتفاء بالذكرى العاشرة لإنشاء المنتدى، ويعد ذلك خطوة دبلوماسية هامة تتخذها الحكومة الصينية تجاه العالم العربي في ظل الظروف الجديدة، كما يعتبر حدثا كبيرا في مسيرة العلاقات الصينية العربية يكتسب أهمية كبيرة لاستعراض الإنجازات الماضية واستشراف الآفاق المستقبلية.

تأسس منتدى التعاون الصيني العربي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة في يناير عام 2004 بالإعلان الصيني العربي المشترك وذلك آخذا في الاعتبار التطور الطويل المدى للعلاقات الصينية العربية في القرن الجديد، ويمثل المنتدى متطلبا جديدا جاء نتيجة طبيعية للتطور المستقر للثقة السياسية المتبادلة والنضوج المتزايد للتعاون العملي بين الجانبين، كما يعتبر خطوة جديدة اُتخذت أمرا مطلوبا من قبل الجانبين لمواكبة تيارات العولمة والإلتحاق بمسيرة التعاون الإقليمي. فإن المنتدى يقوم على الصداقة التاريخية ويتطور بقوة دافعة جاءت من التعاون المتبادل المنفعة ويهدف إلى التنمية المشتركة، ويعبر عن الإرادة الاستراتيجية والخيار المشترك للجانبين الصيني والعربي.

عشر سنوات مضت وهي مليئة بالجهود والمنجزات، فتمت إقامة في إطار المنتدى أكثر من عشر آليات تعاون تشمل الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين ومؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب وندوة الاستثمارات وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة ومؤتمر التعاون في مجال الطاقة وندوة التعاون في مجال الإعلام واجتماع كبار المسؤولين في مجال الصحة ومهرجانات الفنون المتبادلة، مما أثرى بشكل كبير مضامين التبادل الودي بين الصين والدول العربية واكتشف مزيدا من أنماط التعاون الصيني العربي على أساس المنفعة المتبادلة، وبالتالي جعل المنتدى علامة مهمة ترشد العلاقات الصينية العربية.

عشر سنوات مضت وأصبحت فيها الثقة السياسية الصينية العربية المتبادلة أكثر نضوجا وبلوغا. أصدر الاجتماع الوزاري الرابع للمنتدى في عام 2010 إعلان تيانجين أعلن فيه عن إقامة "علاقات التعاون الاستراتيجي الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة" في إطار المنتدى، الأمر الذي ارتقى بالحوار والتعاون الجماعيين بين الصين والدول العربية إلى مستوى جديد. كما تمت إقامة العلاقات الاستراتيجية بين الصين وكل من مصر والجرائز والسعودية والإمارات، وأنشئت آلية الحوار الاستراتيجي بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. تدعم الصين دائما وأبدا جهود الدول العربية الرامية إلى استكشاف طرق تنموية تتناسب مع ظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة، كما تدعم المساعي العربية لاستعادة حقوقها ومصالحها الوطنية المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطين المستقلة. أما من الجانب العربي، فيقدم دعما ثمينا للصين في القضايا المتعلقة بمصالحها الحيوية وهمومها الكبرى، وقدم مساعدات سخية للصين لما تعرضت للزلزال المدمر في محافظة ونتشوان الصينية وغير ذلك من الكوارث، ناهيك عن أن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اعتمد لمرات في العشر سنوات الماضية قرارات تقضي بتعزيز العلاقات الصينية العربية الودية في كافة المجالات، وأن دفع التعاون مع الصين أصبح رؤى مشتركة تسود العالم العربي.

عشر سنوات مضت وحقق فيها التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي قفزة وطفرة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري الصيني العربي من 25.5 مليار دولار إلى 238.9 مليار دولار بزيادة بمعدل يتجاوز 25% سنويا، وازداد حجم الواردات الصينية للنفط الخام من الدول العربية من 40.58 مليون طن إلى 133 مليون طن بمعدل نمو سنوي يتجاوز 12%، ووصلت قيمة العقود الجديدة المبرمة بين الشركات الصينية والدول العربية للمقاولات الهندسية من 2.6 مليار دولار سنويا إلى 29.1 مليار دولار سنويا بزيادة سنوية تتجاوز 27%، وأما الزيادة السنوية للاستثمارات المباشرة غير المالية التي استثمرتها الشركات الصينية في الدول العربية، فازدادت من 17.25 مليون دولار إلى 2.04 مليار دولار. وقد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي، وأكبر شريك تجاري لتسع دول عربية. وفي المقابل، تعتبر الدول العربية سابع أكبر شريك تجاري للصين، وأهمّ شريك لها للتعاون في مجال الطاقة وسوقا مهمة للمقاولات الهندسية والاستثمارات الصينية. وفي السنوات الأخيرة، شهد التعاون الصيني العربي زخما طيبا للتطور في مجالات جديدة تشمل المالية والفضاء والطاقات الجديدة.

عشر سنوات مضت وشهد فيها التواصل الإنساني والثقافي الصيني العربي تنوعا وتعددا. إلى غاية الآن، تم فتح التخصصات المتعلقة باللغة العربية في أكثر من 20 جامعة صينية، وأقيمت 11 معهد كونفوشيوس وفصلٌ إذاعي لمعهد كونفوشيوس في 8 دول عربية، ويدرس في الصين أكثر من 10 آلاف طالب عربي في سنة. وأصبحت 8 دول عربية مقاصد سياحية للمواطنين الصينيين، ويبلغ عدد الرحلات الجوية التي تربط بين الصين والدول العربية 145 رحلة أسبوعيا. ويتجاوز عدد المسافرين بين الجانبين 830 ألف فرد/ مرة سنويا. وخلال العشر سنوات الماضية، قامت الصين بتدريب 15676 فردا عربيا من مختلف التخصصات، وأرسلت فرقا طبية يبلغ عدد أعضائها 5338 فردا إلى 9 دول عربية، مما قدم دعما فكريا قويا لتطوير مختلف القطاعات في الدول العربية. ويمكننا القول بأن الصداقة الصينية العربية أصبحت أكثر رسوخا وعمقا في قلوب الناس من أي وقت مضى.

وإذا أردنا تلخيص التجارب من تطور منتدى التعاون الصيني العربي والعلاقات الصينية العربية في العشر سنوات الماضية، فسنجد أنها تكمن في التزام الجانبين الدائم بمعاملة بعضهما البعض بالصدق والإخلاص والثقة والتمسك بالتعاون الاستراتيجي كالاتجاه العام، وتكمن في التزام الجانبين الدائم بالعمل بروح العملية والكفاءة والمصلحة المتبادلة وتدعيم التنمية المشتركة من خلال تقاسم الفرص، وتكمن في التزام الجانبين الدائم بالانفتاح والتسامح والسعي إلى أرضية مشتركة مع ترك الخلافات جانبا، وتحقيق التقارب فيما بين شعوب الجانبين من خلال الاستفادة المتبادلة، وتكمن في التزام الجانبين الدائم بمسايرة العصر والإبداع والإنجاز، مما حقق التكامل والتطور المشترك للتعاون الثنائي والجماعي.

في الوقت الراهن الذي تتعمق فيه التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية، ويتعزز التنوع الثقافي والمعلوماتية الاجتماعية وتولد من رحم الثورة التكنولوجية في مختلف المجالات اختراقات جديدة، تمر كلتا الصين والدول العربية كونها عضوا مهما في العالم النامي بمرحلة حاسمة من التحول والتنمية. ووُضعت في الصين تخطيط استراتيجي لتعميق الإصلاح على نحو شامل في الدورة الكاملة الثالثة من اللجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، ويتقدم الشعب الصيني حاليا نحو تحقيق هدفي "مئة سنة" والحلم الصيني للنهضة العظيمة للأمة الصينية، بينما تشهد الشرق الأوسط تطورات وتعديلات وتحولات كبيرة غير مسبوقة، وتسرع الدول العربية في خطواتها لاستكشاف طرق الإصلاح والتغيير. فينبغي للشعب الصيني البالغ عدده 1.3 مليار نسمة والشعوب العربية البالغ عددها 3 مليارات نسمة اغتنام الفرصة الظاهرة والتعاون المشترك ومجابهة التحديات سويا، بما يحقق التنمية المشتركة.

في الدورة السادسة من الاجتماع الوزاري، سيعتمد الجانبان الصيني والعربي "إعلان بجين" و"البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي بين عامي 2014 – 2016" و"الخطة التنموية لمنتدى التعاون الصيني العربي خلال الفترة 2014 و2024"، بما يرسم خطة طموحة لتطوير العلاقات الصينية العربية وبناء المنتدى في السنوات العشر المقبلة. كما سيوضح الجانب الصيني سياسته تجاه الدول العربية في ظل الظروف الجديدة ويطرح تصورات وإجراءات جديدة لتعزيز التعاون العملي مع الجانب العربي. فإن هذا الاجتماع لا يدشن فقط عقدا جديدا أكثر ازدهارا في مسيرة بناء المنتدى، بل سيطلق صفارة البداية للنسخة المطورة من العلاقات الصينية العربية.

-- ضرورة وضع أساس صلب مثل الحديد من أجل تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي الصينية العربية. ينبغي للجانبين مواصلة الحفاظ على زخم التواصل الرفيع المستوى وحسن توظيف الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين وغيرهما من آليات اللقاء المتعدد المستويات في إطار المنتدى لإجراء الحوار والتشاور حول القضايا العالمية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، بما يجسد الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين الجانبين. ويتعين على الجانبين تبادل الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والحيوية التي تهم بعضهما البعض، وتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية، بما يدفع موازين القوى الدولية نحو ما يخدم الدول النامية ويحمي المصالح المشتركة لكلا الجانبين.

-- ضرورة ضمان المصدر الحيوي الذي لا ينضب من أجل تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي الصينية العربية. إن الدول العربية شريك طبيعي ومهم للصين في بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري في القرن الـ21" كونها تقع في منطقة تلاقي غربية لـ"الحزام" و"طريق". فتأمل الصين في تعزيز التعاون مع الدول العربية في المجالات التقليدية مثل الطاقة والاقتصاد والتجارة والبنية التحتية، وكذلك في المجالات الناشئة مثل الطاقة النووية والفضاء والطاقات الجديدة، وتقاسم ثمار التنمية وتحقيق الازدهار المشترك. كما ترغب الدول العربية في أن تقابل انفتاح الصين على غربها بـ"استراتيجية التوجه نحو الشرق"، وتوظف مزاياها النسبية، بما يوفر لنفسها مزيدا من الفرص والمجالات للتنمية. وينبغي على الجانبين التمسك بالتشارك في بناء "الحزام مع الطريق" كمسار أساسي لتخطيط العلاقات بينهما في السنوات العشر المقبلة، حتى يصبح مصدرا حيويا للعلاقات الصينية العربية، إذ لا يقدر التعاون الصيني العربي المشترك على تحقيق إنجازات كبيرة ومستدامة بدون هذا المصدر الواسع والنابض.

-- ضرورة ضمان تغذية ثقافية وإنسانية وافرة لتعميق علاقات التعاون الاستراتيجي الصينية العربية. ينبغي على الجانبين مواصلة إنجاح آليات ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية وندوة التعاون الصيني العربي في مجال الإعلام ومؤتمر الصداقة الصينية العربية ومهرجانات الفنون الصينية والعربية وغيرها، وتوسيع التعاون في مجالات التربية والتعليم والصحة والعلوم والتكنولوجيا والسياحة وتطوير الموارد البشرية وغيرها، بالتزامن مع حسن توظيف دور وفد الشباب ووفد الخبراء والباحثين ووفد النخب التي تُعرف جميعها كالمجموعة بـ"آلية الترويكا" لزيادة ترسيخ الأسس الاجتماعية للصداقة الصينية العربية. تتميز الحضارة الصينية والحضارة العربية بالأصالة العريقة والمنظومة المستقلة والسمات الفذة والاهتمام البالغ بدور الروح المعنوية، الأمر الذي يتحلى بمغزى فريد لتقدم حضارة الإنسان في عصرنا اليوم والعصور القادمة. فإن تعزيز التبادل الإنساني والثقافي الصيني العربي سيغذي التعايش المنسجم بين مختلف الحضارات بمزيد من "الحكمة الشرقية"، ويغذي قيمة نظام الحوكمة الدولية بمزيد من "العقلية الشرقية".

يقول قول صيني: "إن الذين يتقاسمون الأهداف لا تفصلهم الأجبال." كان أجدادنا تجاوزوا القيود العرقية والثقافية والجغرافية ورسموا معا صورة متناغمة للتواصل الودي الصيني العربي في طريق الحرير القديم قبل أكثر من 2000 عام. واليوم، سيتم فتح باب فرص جديدة لتطوير العلاقات الصينية العربية في تشاركنا في بناء "الحزام والطريق" والنهوض بطريق الحرير الحديث. إن الصين تحرص على بذل جهود مشتركة مع الدول العربية للتمسك بالفرصة التاريخية والعمل بروح الكسب المشترك والإبداع لتحقيق أحلامنا العظيمة للنهوض بأمتينا من خلال تعميق التعاون الصيني العربي. فلنتخذ الذكرى العاشرة لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي كنقطة انطلاق جديدة للعمل يدا بيد من الحسن إلى الأحسن لاستشراف آفاق أكثر إشراقا للعلاقات الصينية العربية ولمنتدى التعاون الصيني العربي!

(بقلم وزير الخارجية الصيني)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات

  • إسم