مضمون الخطاب
استهل الرئيس بينغ خطابه كما جرت العادة بالترحيب بالوفود المشاركة في المنتدى وبعدها مباشرة تحدث بطريقة ودية معرباً عن روح الصداقة مع العرب "كلما التقيت مع الأصدقاءالعرب،شعرت وكأني أجتمع مع الأصدقاء القدامى." وبذلك سعى الرئيس بينغ ذإلى التأكيد على مدى عمق الجانب الانساني في العلاقات المشتركة والذي يمهد لفتح آفاق أرحب لتتوسع هذه العلاقات حتى تستوعب التبادل في كافة المجالات الأخرى بما يحقق المنافع المتبادلة. وقد استدل على ذلك بشواهد التاريخ، حيث ذكر مجهودات الرحالة القدماء قان ينغو تشنغ خه وابن بطوطة الذين أسسوا للتواصل"عبر الصحاري والبوادي..ويبحرون بسفنهم الشراعية في البحار الشاسعة..كسفراء الصداقة والتواصل بين الجانبين الصيني والعربي."
وأشار الرئيس الصيني بينغ في خطابه إلى التعهد الذي قطعته الصين قبل 60 سنة في مؤتمر باندونج للدول العربية بدعم نضال الشعب الفلسطيني، وبالمقابل ذكر المساندة العربية للصين "قبل 40 سنة،صوتت 13 دولة عربية مع الأصدقاء الأفارقة لصالح إعادة المقعد للصين الجديدة في الأمم المتحدة."وذكر كذلك المساعدات العربية الانسانية للصين بعد تعرضها للزلزال المدمر في محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان.
وتضمن خطاب الرئيس بينغ الحديث عن مفهوم الحلم الصيني باعتباره من المفاهيم المستحدثة في الخطاب الصيني الرسمي، وهو من الغايات التي تنشدها الحكومة الصينية في النهضة ليس فقط بمجتمعها الداخلي فحسب بل يشمل ذلك الشركاء الآخرين، وهو ما يتسق مع المبادئ الموجهة لسياسة الصين الخارجية. "وضعنا تخطيطا عاما لتعميق الإصلاح على نحو شامل،وتمثل ركيزة من ركائز هذا التخطيط في تعزيز التعاون الدولي في أبعاد شاملة وعلى مستويات متعددة،وتوسيع دائرة القواسم المشتركة والمصالح المتبادلة والكسب المشترك مع مختلف الدول والمناطق بنظام اقتصادي منفتح أكثر استكمالاً ونشاطاً."
دلل خطاب الرئيس بينغ على أن القيادة السياسية في الصين تدرك التغييرات والتطورات السياسية في المنطقة العربية، وجاءت الاشارة في الصدد إلى أن التغيير والإصلاح يجب أن يكون بإرادة مستقلة. "... مازالت الدول العربية تقوم باستكشاف طرقا لتغييروالإصلاح بإرادتها المستقلة."
أشار الرئيس بينغ في خطابه الاختلاف بين الحضارات لا يحول دون تعزيزالتبادلات لتعظيم الفوائد للشعوب. مستشهداً في ذلك بالمثل الصيني القديم"تكامل الألوان يزيد من جمالها،وتناغم الألحان يزيد من هدوئها". والمقصود من ذلك أن اختلاف النظم الاجتماعية والمعتقدات والديانات والتقاليد الثقافية يجب أن لا يقف عائقاً أمام تأسيس علاقات التعاون بل يجب أن ينظر إليه كعنصر ثراء وتنوع. "ظل الجانبان الصيني والعربي يلتزمان بموقف منفتح وجامع للتعامل مع بعضهما البعض..الأمر الذي يشكل نموذجاً للتعايش المتناغم بين الدول التي تختلف عن بعضها البعض."
أشار الرئيس بينغ إلى أن الصين تسعى إلى التنمية المشتركة ونبه لضرورة تطوير حجم التبادل المشترك مؤكداً أن الفرصة متاحة للدول العربية للتنمية من خلال الفرص المتوقعة والتي ستنشأ جراء اتجاه الصين في الخمس سنوات القادمة لاستيراد سلع وبضائع بقيمة إجمالية تتجاوز 10 تريليون اتدولار، كما ستتوفر لديها أكثرمن 500 مليار دولار للاستثمار المباشر. وأكد أن هناك امكانية لزيادة التعاون لتستفيد الدول العربية من هذه الفرصة لتعزيز قدراتها الصناعية وزيادة نسبة التوظيف بما يدفع تنميتها الاقتصادية.
وأشار الرئيس الصيني إلى دعم بلاده لعملية السلام في الشرق الأوسط وتدعم إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكد أن الصين تحترم مطالب الشعب السوري المشروعة وتدعم التنفيذ السريع لمقررات مؤتمر جنيف من أجل تحقيق الحل السياسي للمسألة السورية. كذلك أكد دعم الصين للأوضاع الإنسانية في سوريا وتقديم دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين المتواجدين في الأردن ولبنان وغيرهما من الدول من أجل تخفيف الكارثة الإنسانية.
إن حضور الرئيس الصيني لأعمال المنتدى ومخاطبته يحمل دلالة قوية على اهتمام الصين بتطوير التعاون مع الدول العربية لتحقيق المصالح المشتركة، ويعزز ذلك الاستنتاج الزخم الاعلامي الكبير الذي حظي به هذا المنتدى من خلال التغطيات الاعلامية المختلفة من قبل الوسائط الصينية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn