بكين 4 يونيو 2014 / إن منع تدخل أطراف ثالثة تتدخل غالبا من أجل تحقيق مكاسب خاصة، وإنهاء التوتر حول حفار التنقيب عن النفط في بحر الصين الجنوبي سيظهر كيف تنظر الصين وفيتنام لبعضهما البعض.
وكما هو الحال في العلاقات الشخصية كلما زاد التقارب بين البلدين زاد تعقيد العلاقات بينهما.
والعلاقات بين الصين وفيتنام قديمة جدا ويجمعهما تاريخ متداخل تمتزج فيه الصداقة والخلافات. والآن مع ذلك فإن الاستفزازات الفيتنامية المتكررة ضد العمل الطبيعي لشركة نفط صينية بالقرب من جزر شيشا خلفت أسوأ حالة توتر بين البلدين على مدار الأعوام القليلة الماضية.
وما حدث لا يمكن أن يتغير، لكن ما تفعله البلدان من الآن فصاعدا لن يؤثر فقط على العلاقات الثنائية بينهما وانما أيضا على الاستقرار والأمن في المنطقة.
وأوضحت الصين تماما ما تنوي عمله.
وخلال القمة الرابعة لمؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا الذي عقد في شانغهاي فى الشهر الماضي ،دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الى استراتيجية أمن مستدام مشتركة وتعاونية وشاملة في آسيا.
وتم التأكيد على هذا المنهج في حوار شانجري-لا في سنغافورة الأسبوع الماضي.
ومن منظور المباريات الصفرية ،لابد أن تشعر فيتنام بالقلق من تنامي قوة جارة كبيرة مثل الصين.
لكن الأمر ليس لعبة تلعبها الصين. ووصف الرئيس الصيني الأمر بأنه عقلية الحرب الباردة.
وقال خلال قمة مؤتمر التفاعل وبناء الثقة "لا يجب أن تسعى أية دولة للأمن المطلق لنفسها على حساب الآخرين. لا يمكننا أن نوفر الأمن لدولة أو لبضعة دول ونترك بقية الدول غير آمنة".
ومن منطلق مفهومها الأمني تلتزم الصين بالمساواة والشمولية والتعاون في آسيا.
وكما اقترح شي ،فإنه لابد أن يتم حل المشكلات الأمنية في آسيا عن طريق الآسيويين أنفسهم عن طريق التعاون. وهذا النزاع في بحر الصين الجنوبي يجب أن تتعاون الصين وفيتنام في حله.
والسؤال هو ما إذا كان لفيتنام العقل المتفتح والرؤية لمشاركة هذا المفهوم الأمني الجديد مع الصين.
إن البلدين تختلفان في الحجم والتعداد السكاني والقوة السياسية ولديهما آراء مختلفة تجاه بعض الموضوعات. لكنهما تتشابهان في التقاليد والثقافة والسياسة ولديهما اهتمامات مشتركة. ولابد أن تقرر فيتنام هل ستركز على الاختلافات أم أوجه التشابه.
إن المواجهة ليست في مصلحة فيتنام والصدام مع الصين ،أقرب شريك اقتصادي لها ،كلفها الكثير وأثار حالة من انعدام الأمن وأدى لانتشار البطالة وتقويض سمعتها في أعين المستثمرين الدوليين.
وبالنسبة لبعض الدول ،يعد التوتر في بحر الصين الجنوبي فرصة لفرض سيطرتهم على منطقة نائية. وتلك الفوضى المستمرة تخدم احتياجاتهم.
أما بالنسبة للصين وفيتنام فإن الحياة اليومية للطرفين تضررت . وكلما خفت حدة التوتر في أقرب وقت ممكن أمكنهما التركيز على القضايا الفعلية الهامة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn