يلعب العالم العربي المؤلف من 22 دولة ، كقوة هامة في الدول النامية، دورا هاما لا يمكن الاستغناء عنه او استبداله على المسرحين السياسي والاقتصادي الدوليين. وظلت الصين محافظة على علاقاتها الطيبة مع العالم العربي، والاتصالات بين قادة الطرفين مكثفة، ودائما ما يتبادلون الاّراء ووجهات النظر حول الاوضاع الدولية والاقليمية، وهناك تعاون وتنسيق بين الطرفين في بعض الشؤون الدولية والاقليمية. وفي القرن الجديد أيضا آخذت العلاقات الصينية ـ العربية بعض التدابير لتعكس التطلع المشترك لتعزيز علاقاتهما الودية ودعم الاحترام المتبادل والتطوير المستقر وتعمق التفاهم والصداقة بين شعبى الصين والعرب. وقد تأسس منتدى التعاون الصينى العربى (المشار اليه فيما بعد باسم " المنتدى") فى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة فى يناير عام 2004، ويعد المنتدى منصة رئيسية للحوار الجماعي والتعاون بين الصين والدول العربية، ويعكس مدى اهتمام السياسة الخارجية الصينية بتنمية العلاقات مع الدول العربية، كما يعكس ايضا مدى اهتمام الدول العربية بتطويرعلاقاتها مع الصين، والتطور الاقتصادي الذي حققته الصين ، ودور المهم الذي تلعبه الصين على المسرح الدولي. وقد دفع انشاء " المنتدى " مواصلة تعزيز العلاقات الصداقة والتعاون بين الصين والعرب، اثراء محتواها، توسيع وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة. كما لا يكمن هدف" المنتدى" في تعزيز اقامة التعاون الرسمي وإنما ايضا لتعزيز التبادلات غير الحكومية والاقتصادية والثقافية والطاقة وحماية البيئة وغيرها من الجوانب الاخرى.
إن التنمية السلسة للعلاقات الصينية ـ العربية خلال النصف قرن وما حققه منتدى التعاون الصيني العربي من نتائج مثمرة كثيرة خلال 10 سنوات مضت يرجع الى اسس القوة المستركة بين الجانبين :ـ
أولا، التاييد المتبادل بين الصين والدول العربية في مكافحة الامبريالية والاستعمار القديم والجديد من أجل نيل استقلالها الوطني. وقد اعلن شو ان لاى رئيس مجلس الدولة ورئيس الوفد الصينى في المؤتمر الاسيوى والافريقى بمدينة باندونغ فى اندونيسيا فى ابريل عام 1955 عن تأييد الصين لنضال الشعب العربى من اجل الاستقلال الوطنى وحمايته واتصل بالعديد من زعماء الدول العربية، واجتمع معهم لمناقشة تطوير علاقات الصداقة بين الطرفين ومسائل ذات اهتمام مشترك، وذلك ما عزز التفاهم والصداقة بين الطرفين، مما ارسى اساسا طيبا لاقامة علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية. ويحرص الشعب الصيني والعربي على الحرية والسيادة وكرامة الامة التي يتمتعون بها اليوم بعد التعرض للظلم والاستبداد.
ثانيا، الصين والدول العربية دول نامية و تربطها علاقات صداقة متينة و تطلعات مشتركة. كما يواجه الطرفان مهمة حماية السيادة الوطنية والتنمية، ويحتاج التعاون السياسي والتكامل الاقتصادي بين الطرفين والسعي لتحقيق التنمية المشتركة الى بيئة دولية سليمة من اجل تحقيق الاهداف الانمائية لمصلحة الشعوب.
ثالثا، الدعم والاحترام المتبادل بين الصين والدول العربية في القضايا التي يهتم بها الطرف الآخر. حيث تؤكد الدول العربية أن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأسرها وأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، وتأكيد رفضها لانضمام ومشاركة سلطات تايوان تحت أي مسمى من المسميات أو بأي شكل من الأشكال في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات والمؤتمرات الدولية التي تقتصر عضويتها على الدول ذات السيادة وتأكيد دعمها لجهود الصين حكومة وشعبا في تدعيم التطور السلمي للعلاقات عبر مضيق تايوان. ومن جانبها، تدعم الصين دائما القضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر القضايا في الشرق الاوسط، ولانها قضية العالم الاسلام يوالعربي وليست قضية دولة واحدة فقط.
رابعا، الصين والدول العربية تشتركان فى وجهات نظر متطابقة او متماثلة ازاء مختلف القضايا الدولية الهامة. لقد اعلن الجانبان في بيان انشاء " المنتدى" عام 2004 حول القضايا الدولية ما يلي:ـ تاكيد على مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي وعدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجانب الآخر والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي لتدعيم ديمقرطة العلاقات الدولية وبناء عالم متناغم واحترام قرار كل دولة في طريقـة حفـظ أمنهـا الوطـني وسلامتها الإقليمية، وبما لا يتعارض مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وغيرها من قواعد القانون الدولي المتعارف عليها.
خامسا، التطور المستمر للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الطرفين. على سبيل المثال، كان حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية عام 2004 حوالي 36.7 مليار دولار، وفي عام 2013 تجاوز 238.862 مليار دولار محققا زيادة قوية. وبرغم الهياكل الصناعية الصينية العربية المختلفة، إن التكامل الصناعي بين الجانبين قوي، ولا سيما في مجال الطاقة.
وسوف تستثمر 10 سنوات من الانجازات الايجابية في دفع العلاقات الثنائية الى امام. وطبعا، فإن التحديات لم توقف زخم تطور العلاقات الصينية ـ العربية. وإن الاضطرابات التي تشهدها بعض دول الشرق الاوسط منذ ثلاث سنوات بسبب الانكماش الاقتصادي وظهور مشكلة الوحدة العربية أثر سلبا على العلاقات الصينية العربية. كما أن ظهور مواقف غير متسقة في ظل التغيرات الكبيرة في الوضع السياسي في الشرق الاوسط امر طبيعي. والصين مصرة على موقفها الثابت والقائم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتسوية النزاعات عبر الوسائل السلمية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn