الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

من كشك صغير إلى السوق العالمية، زوجان صينيان يحولان واقيات الشاشة إلى صناعة بحجم 600 مليون وحدة سنويا (2)

من كشك صغير إلى السوق العالمية، زوجان صينيان يحولان واقيات الشاشة إلى صناعة بحجم 600 مليون وحدة سنويا

25 ديسمبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بعد أكثر من 21 عملية تقطيع وتنظيف وتلميع ولصق، يخرج واقي شاشة زجاجي مقوى للهواتف المحمولة من خط الإنتاج في شركة مينغيهو للتكنولوجيا الذكية المحدودة بمدينة يونغتشو بمقاطعة هونان، ليُشحن إلى كازاخستان بآسيا الوسطى، على بعد مسافة تزيد عن 4000 كيلومتر عن قاعدة الإنتاج.

وقالت لي هونغ مي، وهي سيدة أعمال تنحدر من أقلية ياو العرقية ومؤسسة الشركة التي تدير مجموعة من الشركات العائلية: "في النصف الأول من هذا العام، طلب عملاء من كازاخستان وخمس دول أخرى 20 مليون واق للشاشة. وقد سلمنا بالفعل أكثر من 12 مليونا، والملايين القليلة المتبقية على وشك الشحن". وتنتج المجموعة 600 مليون واق للشاشة سنويا، وتغطي منتجاتها 72 دولة ومنطقة، مستحوذة على نحو 30% من حصة السوق العالمية.

بدأت القصة في عام 2000، عندما تركت لي هونغ مي وزوجها وانغ يونغ هونغ وظائفهما في المصنع وانتقلا إلى بلدة تشانغآن في دونغقوان لبدء بيع سلع بسيطة في كشك على جانب الطريق. وتقول لي هونغ مي: "خلال سنوات قليلة، تحوّلنا من بائعين تجزئة إلى تجار جملة، كنا نبيع كل شيء، من الولاعات إلى مقصات الأظافر والأجهزة المنزلية الصغيرة".

في عام 2005، قدم وانغ يونغ هونغ للي هونغ مي هاتفًا محمولا كهدية عيد ميلاد ثمينة. تقول لي هونغ مي: "كانت الشاشة صغيرة نوعا ما، وكنت أخشى خدشها لدرجة أنني نمت أحتضن الهاتف ليلتين متتاليتين". ولمساعدة زوجته على حماية الشاشة، استخدم قطعة من البلاستيك الشفاف اللاصق وقصّها لتناسب حجم الشاشة، فصنع أول واقٍ للشاشة. ومن هنا ولدت الفكرة التجارية: "لم أكن أشك أن الهواتف المحمولة ستنتشر سريعا، وسيزداد الطلب على واقيات الشاشة".

بعد بحث دقيق، اكتشف الزوجان أن أفضل مادة لصنع الواقيات آنذاك هي صفائح بلاستيكية شفافة من مادة البولي إيثيلين. فاستثمرا معظم مدخراتهم في شراء المادة، وفي منزل صغير في قوانغتشو، صنع الزوجان ووالدة لي هونغ مي نحو 2000 واق بتكلفة 2 يوان للقطعة.

مع تزايد الطلب، أسس الزوجان في 2006 شركة متخصصة بإنتاج واقيات شاشة الهواتف المحمولة، وارتفعت الطاقة الإنتاجية والمبيعات السنوية إلى أكثر من 10 ملايين وحدة خلال عامين فقط. ورغم تراجع الطلب في الأسواق الخارجية خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، وجدت لي هونغ مي فرصة للتوسع خارج الصين، إذ سافرت إلى أربع دول في شهرين لتأمين طلبات العملاء.

تتقن لي هونغ مي ست لغات كافية لإدارة أعمالها، مما يساعدها على استغلال منصات التجارة المحلية بشكل جيد، فمثلا في معرض كانتون هذا العام، وقّعت طلبات شراء بقيمة 12.65 مليون يوان مع عملاء جدد من خمس دول في آسيا الوسطى. وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، وسعت الشركة نشاطها الخارجي ليشمل 103 دول ومناطق، وأقامت مستودعات في نيجيريا وكينيا، ومصنعا في إثيوبيا.

وفي أفريقيا، بلغ حجم مبيعات نوع واحد من واقيات الشاشة الزجاجية المقواة أكثر من 130 مليون وحدة خلال أكثر من عشر سنوات. وتفخر الشركة أيضا بتقديم أكثر من 500 طراز من المنتجات القياسية، مع القدرة على تصنيع واقيات شاشات بسماكات مختلفة تتراوح بين 0.5 مم وأقل من 0.1 مم.

إلى جانب الإنتاج، تستثمر الشركة في البحث والتطوير، مع أكثر من 50 طلب براءة اختراع ذات صلة، وعملت على تحديث سلسلة الإنتاج بالكامل، بما في ذلك الزجاج، ومادة اللصق AB، ومعدات الطلاء. كما أطلقت الشركة مؤخرا واقيا مبتكرا للشاشات القابلة للطي في اليابان وكوريا الجنوبية، بعد تطوير تقنية ربط لاصق AB الخالي فائق الرقة بسماكة 0.03 مم، ما جعلها الأولى في هذا المجال.

ويقول وانغ يونغ هونغ: "في البداية، خططنا لإطلاق دفعة صغيرة لاختبار السوق، لكن الإنتاج تجاوز توقعاتنا، إذ وصلنا إلى إنتاج عشرات الآلاف شهريا".

واليوم، وبالاعتماد على سلسلة التوريد المحلية القوية، تتجه شركة مينغيهو الصغيرة المبتكرة نحو مزيد من الابتكار التكنولوجي، مثبتة نجاحها في تحويل فكرة بسيطة إلى قصة نجاح عالمية في صناعة واقيات شاشة الهواتف المحمولة.

صور ساخنة