الصين تحتل الريادة العالمية من حيث حجم قدرات الحوسبة الذكية

24 نوفمبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ اعتمادًا على أحدث نظريات الذكاء الاصطناعي واستخدام بنية حوسبية متقدمة، توفر قدرة الحوسبة الذكية دعمًا قويًا لتطوير الذكاء الاصطناعي.

تشير بيانات وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات في الصين إلى أنه حتى نهاية يونيو من هذا العام، وصل إجمالي حجم رفوف مراكز الحوسبة العاملة في الصين إلى 10.85 مليون رف قياسي، ووصل حجم الحوسبة الذكية إلى 788 إكسافلوب عملية في الثانية، وتجاوز حجم التخزين 1680 إكسابايت، وتم إصدار 1509 نماذج كبيرة، محتلةً مكانة متقدمة على مستوى العالم. في الوقت نفسه، تتجه تطبيقات الحوسبة الذكية نحو العمق، وتعزز التكامل مع مختلف الصناعات بشكل مستمر، لتصبح قاعدة جديدة للاقتصاد الرقمي.

إن الاستفادة من قوة الحوسبة الذكية تسهم في تحقيق تدريب نماذج واستنتاج فعال، مما يُسرّع بشكل كبير ابتكار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال البحث العلمي. وتعمل الجامعات والمؤسسات البحثية وشركات الحوسبة في الصين على تسريع خطوات التعاون بين الصناعة والجامعات والمعاهد الأكاديمية والبحث العلمي، لدفع تطبيق قوة الحوسبة الذكية في مجال البحث العلمي.

في مختبر نظم الحوسبة الذكية بجامعة نانكاي الصينية، استخدم الباحثون إطار ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر عالي الكفاءة لتعزيز سرعة الاستدلال في تحليل صور قاع العين بمقدار 2.4 مرة في دراسات تقسيم الأوعية الدموية، مما يسهل الجدوى السريرية لتقنيات تصوير الشبكية. أما في مدينة شنغهاي، فقد تعاون مختبر شنغهاي للذكاء الاصطناعي مع مختبر لينغانغ وجامعة شنغهاي جياو تونغ، وجامعة فودان لتحديد والتحقق من هدفين جديدين للسرطان خلال شهرين فقط، مما يبرز تسارع وتيرة الاكتشاف العلمي الذي يتيحه الحوسبة الذكية. وفي الوقت نفسه، قامت مختبرات بنغتشنغ بدمج وحدات الحوسبة من أكثر من 20 مدينة عبر شبكة الحوسبة الصينية. وبدعم من " مخ بنغ تشينغ السحابي II"، أصبحت المنصة الآن تدعم عشرات الآلاف من الباحثين على مستوى البلاد.

بالنسبة لسون ماوسونغ، النائب الدائم لرئيس معهد بحوث الذكاء الاصطناعي بجامعة تسينخوا، من المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي أداة مهمة لدفع ابتكار نموذج علمي جديد. في التحول الذي يقوده الذكاء الاصطناعي في أنماط البحث العلمي، يجب الاستفادة من القدرة الحسابية الذكية لاكتشاف "المشكلات الجذرية"، مثل توقعات النماذج الكبيرة لهياكل البروتين، حيث أن "حلها قد يجلب تغييرات جذرية في هذا المجال".

يقع وادي إيلي الحديث للصحة الذكية في هوهيهوت بمنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم، حيث تمتلك الأبقار في المزارع "ملفات صحية" خاصة بها. استنادًا إلى قدرات الحوسبة الذكية التي توفرها "سحابة علي بابا" ونظام التشغيل أبسارا، أنشأت إيلي بنية تحتية للحوسبة الذكية، توفر بيئة نشر مستقرة ومرنة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما دمجت خوارزميات اتخاذ القرار والنماذج التوليدية الكبرى في مجالات الإنتاج وسلسلة التوريد.

قام تشنغ قوه تشيانغ، المدير العام للتقنيات الرقمية بمركز تكنولوجيا المعلومات في مجموعة إيلي، بتقديم شرح قائلاً: "الاعتماد على المراقبة اليدوية لصحة الأبقار يقلل من الكفاءة ويعتمد بشكل كبير على الأشخاص، أما الآن من خلال التعرف على خصائص عيون الأبقار باستخدام ذكاء الحاسوب، يمكننا مراقبة صحة الأبقار في الوقت الفعلي وإدارة التغذية بدقة، مما يحسن بشكل فعال من جودة الحليب."

قال جيا تشاوهوي، المدير الأول لحلول علي بابا السحابية: "حتى الآن، قامت شركة إيلي بتطوير أكثر من 800 وكيل ذكي. تغطي النماذج الكبيرة نحو 70% من سيناريوهات سلسلة التوريد بما في ذلك تنفيذ الطلبات، دوران المخزون، وكفاءة اللوجستيات، مما يقلل بشكل ملحوظ من مخاطر انتهاء صلاحية المواد الخام والمكدسة والنقص". ووفقًا لكلامه فإنه منذ إطلاق أول نموذج مفتوح المصدر في عام 2023، تجاوز عدد تنزيلات نموذج علي "كوين"(Qwen) الكبير 600 مليون مرة على مستوى العالم، وتجاوز عدد النماذج المشتقة 170 ألف نموذج.

مع استمرار رفع مستوى سرعة القطارات عالية السرعة، أصبح تصميم الشكل الهوائي نقطة محورية في البحث والتطوير. قامت مجموعة سي أر أر سي بالاعتماد على البيانات الموجودة من المحاكاة والتجارب لبناء قاعدة بيانات قياسية للأحمال الهوائية للقطارات عالية السرعة، واستعانت بمنصة بايدو "PaddlePaddl" للتعلم العميق ومجموعة أدوات الحساب العلمي الخاصة بها، لبناء نموذج محاكاة ذكي للديناميكا الهوائية.

مقارنة بالطرق التقليدية للمحاكاة، تحقق النماذج الكبيرة دورة محاكاة تقصر من أيام باستخدام موارد الحوسبة الفائقة إلى حوالي 10 ثوانٍ على بطاقة رسومات فردية، مع زيادة إجمالية في كفاءة المحاكاة بأكثر من 30 مرة، وانحراف نتائج أقل من 5%، مما يدفع لاختيار ذكي وتحسين سريع لشكل قطارات السكك الحديدية فائقة السرعة.

في رأي الخبراء الصناعيين، من خلال التصميم المشترك للبرمجيات والأجهزة والتحسين العميق المستمر، يمكن دفع الابتكار والتحفيز في بنية الحوسبة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مما يعزز بشكل أكبر التكامل العميق لتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل النماذج الكبيرة والوكيل الذكي مع الاقتصاد الواقعي، ويجعل الذكاء الاصطناعي قوة ابتكارية تمكّن جميع القطاعات الصناعية.

قال هونغ يوان، الرئيس التنفيذي للمنتجات في شركة تاي شو (ووشي) للتكنولوجيا الإلكترونية المحدودة: "لا يمكن تحقيق الابتكار في القوة الحسابية الذكية بدون التعاون بين الصناعة والأكاديمية والبحث العلمي ودعم المواهب". وقد قاموا بتشكيل فرق بحث وتطوير مشتركة مع جامعة هونان، وجامعة نانجينغ للبريد والاتصالات، وجامعة سوتشو، وغيرها لإجراء أبحاث علمية مشتركة. بالإضافة إلى ذلك، بنوا منصة تعليمية وتدريبية تعتمد على بطاقة تسريع الذكاء الاصطناعي المطورة ذاتيًا وتنسيق البرمجيات والأجهزة، لتدريب عدد كبير من الشباب النشطين والمتمكنين من الممارسة العملية. حالياً، قامت الشركة بإطلاق مجموعة الحوسبة الذكية المبردة بالسائل عالي الكثافة، والذي يخدم أكثر من 200 جامعة وشركة، ويدعم احتياجات الحوسبة ذات النقطة العائمة بسرعة تزيد عن 1200 بيتافلوب في الثانية.