الصفحة الرئيسية >> الصين

في سايهانبا، سور أخضر منيع يحمي البيئة

في سايهانبا، سور أخضر منيع يحمي البيئة

5 أغسطس 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في ذروة فصل الصيف، تبدو سايهانبا بمقاطعة خبي، شمالي الصين، وكأنها لوحة طبيعية نابضة بالحياة، حيث تمتد غابات الصنوبر على مد البصر، مشكلة بحرا أخضر لا حدود له. ومع هبوب نسيم الجبل، يتناغم صوت الأشجار مع نبض الطبيعة، في مشهد يعكس قوة الحياة وتجددها.

لكن هذه المساحة الخضراء لم تكن كذلك دائما. فقد كانت سايهانبا في الماضي صحراء قاحلة، تهيمن عليها الرمال الصفراء إلى حد حجب السماء، فيما لم تجد الطيور ملجأً أو مأوى بين الأشجار.

اليوم، تغطي الغابات في سايهانبا أكثر من 1.151 مليون مو (نحو 767 ألف هكتار)، بمعدل تغطية يصل إلى 82%، وبمخزون غابي يُقدّر بنحو 10.368 مليون متر مكعب.

هذا التحول البيئي اللافت لم يكن ليتحقق لولا جهود ثلاثة أجيال من العاملين في مزرعة سايهانبا للغابات الميكانيكية، الذين كرّسوا أكثر من ستة عقود من العمل المتواصل لتحويل الصحراء إلى واحدة من أبرز النماذج العالمية في إعادة التشجير ومكافحة التصحر في شمال الصين.

تحوّلت هذه المناظر الطبيعية الخضراء النابضة بالحياة اليوم إلى حاجز بيئي منيع، يسهم في حماية التوازن البيئي للمنطقة ويضمن أمنها الإيكولوجي. وتُجسّد هذه الغابات، بقيمتها البيئية الهائلة، المفهوم الصيني المتجذر: "الجبال الخضراء والمياه الصافية ثروة لا تُقدّر بثمن."

ويعكس مشروع سايهانبا مثالا حيا على روح الإصرار والسعي الدؤوب نحو التنمية الخضراء. فقد كرّس سكان المنطقة، بروحهم الجماعية وإخلاصهم الممتد عبر الأجيال، جهودهم في بناء هذا الصرح البيئي والحفاظ عليه. وهي الروح التي تُشكّل قوة دافعة لا تنضب، تواصل كتابة فصل ملهم من فصول التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، وتحمل في طيّاتها رسالة عالمية في زمن تتزايد فيه التحديات البيئية.

صور ساخنة