يتوقع أن تعقد الدورة الـ 16 لقمة مجموعة بريكس في وقت لاحق من هذا الشهر في مدينة قازان الروسية، حيث سكون أول قمة لمجموعة بريكس الموسعة.
تعد آلية تعاون البريكس منصة مهمة للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية. فمنذ تأسيسها في عام 2006، عززت بشكل مستمر آلية تماسكها، وأسس التعاون، ووسعت نطاق تعاونها، وحسنت تأثيرها. ولقد أصبحت قوة إيجابية ومستقرة من أجل الخير في الشؤون الدولية.
وطورت الآلية إطارا متعدد المستويات للتعاون العملي في عشرات المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والمالية والزراعة والثقافة والتعليم والصحة ومراكز الفكر وتنمية المدن الشقيقة، لتصبح قوة بناءة في تعزيز النمو العالمي، وتحسين الحوكمة العالمية، وتعزيز المزيد من الديمقراطية في العلاقات الدولية.
ومنذ يناير من هذا العام، قامت البريكس بتوسيع عدد الدول الأعضاء فيها إلى 10 دول، والتي تمثل ما يقرب من نصف سكان العالم وخمس التجارة العالمية. وقد تجاوز إجمالي ناتجها الاقتصادي إنتاج مجموعة السبع من حيث تعادل القوة الشرائية.
تشترك دول البريكس والجنوب العالمي في رابطة الصداقة الطبيعية والمصالح المشتركة الواسعة. وتدعم الصين دول البريكس في متابعة التنمية والتعاون بعقل منفتح، وترحب بانضمام المزيد من شركاء الجنوب العالمي ذوي التفكير المماثل إلى أسرة البريكس. ويمكنهم معًا أن يكونوا القوة الدافعة الأساسية للتنمية المفتوحة، وفريق بناء الحوكمة العالمية، والدعاة للتبادل بين الحضارات، وبالتالي المساهمة في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
إن تعزيز التضامن والتنمية هو إجماع بين أسرة البريكس. واليوم، بدأت الأحادية والحمائية في الظهور، كما ارتفعت عقلية الحرب الباردة واللعبة ذات المحصلة الصفرية. وتشكل الهيمنة وسياسات القوة تهديدات للسلام والاستقرار العالميين.
وفي ظل هذه الخلفية، يتزايد الطموح المشترك لتعزيز التضامن والتعاون، فضلا عن حماية الإنصاف والعدالة، بين الأسواق الناشئة والدول النامية.
وعقدت دول البريكس معًا قمة افتراضية استثنائية بشأن القضية الفلسطينية-الإسرائيلية، ودافعوا بشكل مشترك عن المصالح المشتركة للعالم النامي في آليات متعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين.
وقد أكدت الصين مرات عديدة على أن التنمية حق غير قابل للتصرف لجميع البلدان، وليست امتيازا محفوظا لعدد قليل من البلدان. وفي مواجهة التحديات، يتعين على دول البريكس أن تكون رفاقا في رحلة التنمية والتنشيط.
تشهد عائلة البريكس تبادلات تجارية أوثق. وفي 22 سبتمبر، قامت شركة كيماويات مقرها مقاطعة جيانغسو شرقي الصين بشحن دفعة من الأصباغ بقيمة 1.76 مليون يوان (249,250 دولار أمريكي) إلى البرازيل. وبفضل آلية البريكس، قامت الشركة بتعميق التعاون مع شركائها البرازيليين. وفي الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، بلغت صادراتها إلى البرازيل 60 مليون يوان. ووفقا لجمارك نانجينغ، حاضرة مقاطعة جيانغسو، بلغ إجمالي صادرات جيانغسو إلى دول البريكس الأخرى 417.23 مليار يوان في الفترة من يناير إلى أغسطس من هذا العام، بزيادة 9.7 في المائة على أساس سنوي.
وفي الربع الأول من هذا العام، بلغ إجمالي تجارة الصين مع دول بريكس التسع الأخرى 1.49 تريليون يوان، بزيادة 11.3 في المائة على أساس سنوي، وهو ما يمثل 14.7 في المائة من إجمالي حجم التجارة الخارجية للصين خلال نفس الفترة.
إن أسرة البريكس ملتزمة بالتعاون العملي. وافق بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة البريكس مؤخراً، على قرض يصل إلى مليار دولار لتمويل تطوير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في جنوب أفريقيا. ومنذ تأسيسه، قدم البنك استثمارات في البنية التحتية والتنمية المستدامة بقيمة حوالي 35 مليار دولار لدول البريكس، حيث تغطي المشاريع الطاقة النظيفة، وكفاءة الطاقة، والبنية التحتية للنقل والمياه والصرف الصحي، وحماية البيئة والبنية التحتية الرقمية، والبنية التحتية الاجتماعية.
علاوة على ذلك، تعمل دول البريكس أيضًا على تعميق تبادلاتها وتعاونها في مجالات الاتصال والفضاء والحفاظ على البيئة وحوار الحضارة.
كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن التعاون يظل هو الخيار الوحيد في عالم مليء بالأزمات والانقسامات الخطيرة. وتعمل الأسواق الناشئة والدول النامية، ممثلة بدول البريكس، بنشاط لتحقيق نتائج مربحة للجانبين وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، لتصبح قوة مهمة لتعزيز السلام واستقرار التنمية وحماية الأمن. ويعتقد أن المزيد من الدول ستنضم إلى هذه القوة.