الرياض 13 سبتمبر 2024 (شينخوا) شهدت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي عقدت في الرياض أخيرا عروضا لشركات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم، حيث قدمت النسخة الثالثة من القمة لمحة عن تحديات ومستقبل الذكاء الاصطناعي.
وبقيادة الصين، توصلت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إجماع تاريخي يهدف إلى مساعدة جميع البلدان، وخاصة البلدان النامية، على الاستفادة بشكل متساوٍ من تطوير الذكاء الاصطناعي، وسد الفجوة الرقمية، وتحسين حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، وتسريع تحقيق جدول أعمال الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
والقت القمة الضوء على العديد من برامج الذكاء الاصطناعي، منها كلب روبوتي يحي المارة بحركات مختلفة، ومعدات الواقع الافتراضي التي تساعد الشركات على تخفيض تكلفة عمليات التدريب على المهارات المختلفة، وتطبيق موسيقى متنقل تم تصميمه من خلال تحليل البيانات الذكية.
وتميزت القمة بالإمكانات الهائلة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة البشرية.
وتضمنت القمة التي أقيمت من الثلاثاء إلى الخميس الماضي عروضا لشركات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم لأحدث التطورات التي توصلت إليها، مع تسليط الضوء على السرعة الملحوظة لتطوير الذكاء الاصطناعي والانتشار المتزايد لتطبيقاته المختلفة.
ففي جناح شركة الذكاء الاصطناعي البريطانية Luminous XR، كان ممثلوها يدعون الزوار إلى التدريب على الواقع الافتراضي والمختلط على طاولة مجهزة بأدوات مثل المفاتيح والكماشة، حيث ارتدى المستخدمون سماعات وتلاعبوا بالأدوات في الهواء للمشاركة في التدريب عبر سيناريوهات افتراضية مختلفة.
وقال بن بينيت، الرئيس التنفيذي لشركة Luminous XR، إن هذا النظام يستخدم حاليًا لتدريب القوى العاملة المحلية للشركة في المملكة العربية السعودية.
أما في جناح شركة Siemens الألمانية، كانت هناك محادثة بين الإنسان والآلة، حيث سأل أحد الفنيين "هل تعمل بشكل جيد الآن؟"، بينما جاوبت الآلة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي: "أنا بخير، وأعمل بشكل طبيعي".
وبحسب العاملين في الجناح، يمكن الاستفادة من نظام التفاعل بين الإنسان والآلة، لاستخدامه لأي جهاز مزود بوحدة تحكم قابلة للبرمجة، مما يسمح للمستخدمين بالتحقق من حالة الجهاز، دون الحاجة إلى عمليات فحص أو برمجية.
وأوضح ممثلو الشركات لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن معظم الشركات ركزت بشكل أساسي على الأسواق الأوروبية وأمريكا الشمالية، مما يجعل خدمات الذكاء الاصطناعي تبدو بعيدة المنال بالنسبة للعديد من البلدان النامية، وخاصة تلك التي تعاني من صعوبات مالية.
وبحسب ديمة اليحيى، الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي ومقرها الرياض، فإن مشاريع الذكاء الاصطناعي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة، وأشارت إلى أن معالجة قيود الطاقة التي تعوق تطوير الذكاء الاصطناعي تشكل تحديًا حتى بالنسبة للدول المتقدمة، ناهيك عن الدول الفقيرة التي لا تستطيع تأمين إمداداتها اليومية من الكهرباء بشكل منتظم.
وقالت "إن المشهد الرقمي غير المتساوي يهدد بخلق فجوة في مجال الذكاء الاصطناعي تتضخم بسبب الفجوة الرقمية القائمة، مما يؤدي إلى شكل جديد من أشكال الإقصاء، لذا نحن بحاجة إلى إجراءات تعاونية لضمان سد الذكاء الاصطناعي لهذه الانقسامات بدلاً من جعلها أسوأ".
بينما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت سابق، "نحن بحاجة إلى تنسيق عالمي لبناء ذكاء اصطناعي آمن وشامل يمكن للجميع الوصول إليه".
في الأول من يوليو الماضي، توصلت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين إلى إجماع تاريخي من خلال اعتماد قرار بقيادة الصين بشأن تعزيز التعاون الدولي لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي، حيث حصدت القرار موافقة أكثر من 140 دولة.
يحدد هذا القرار سلسلة من التدابير العملية لتعزيز التعاون الدولي، بهدف مساعدة جميع البلدان، وخاصة البلدان النامية، على الاستفادة بشكل متساوٍ من تطوير الذكاء الاصطناعي، وسد الفجوة الرقمية، وتحسين حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، وتسريع تحقيق جدول أعمال الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
كما قال فيلاس دار، رئيس جمعية ((باتريك جيه ماكغفرن))، وهي مؤسسة غير ربحية تركز على الذكاء الاصطناعي، "يجب أن يكون مستقبل الذكاء الاصطناعي ملكًا للبشرية جمعاء".