الرياض 10 سبتمبر 2024 (شينخوا) بحماس كبير، حضر تيم محمد عكرمة، وهو طالب في مدرسة الوليد بن عبادة المتوسطة في العاصمة السعودية الرياض، أول حصة دراسية للغة الصينية، بعد تعلم بعض كلماتها منذ فترة عبر الإنترنت.
ويعد تيم، والذي يبلغ من العمر 12 عاما، واحدا من بين عدد متنام من الطلاب السعوديين الذين يلتحقون بفصول تعلم اللغة الصينية، وهو توجه يعكس العلاقات العميقة التي تجمع السعودية والصين.
وتوصلت الصين والمملكة في عام 2023 إلى اتفاق لتعزيز التعاون في تعليم اللغة الصينية. وقد أدرجت السلطات التعليمية السعودية تعليم اللغة الصينية في نظام التعليم المدرسي في البلاد.
وفي أواخر شهر أغسطس، وصلت الدفعة الأولى من مدرسي اللغة الصينية، والذين يبلغ عددهم 175 مدرسا، إلى السعودية لبدء تعليم اللغة الصينية، بينما في مدرسة الوليد بن عبادة، حيث يدرس تيم، استقبلت المؤسسة التعليمية أول مدرس صينيا.
وقال مدير المدرسة غرم الله الزهراني إن رغبة الطلاب والمجتمع في تعلم اللغة الصينية تتزايد يوما بعد يوم، مشيرا إلى أن اللغة الصينية من اللغات الرئيسية في العالم.
وشدد الزهراني على الاهتمام المتزايد باللغة الصينية بسبب التبادل الثقافي والمجتمعي بين المملكة والصين.
وفي الفصل الدراسي، كان شي شياو، والذي تخرج في جامعة سيتشوان في الصين وحصل على درجة الماجستير في التعليم الدولي للغة الصينية، يعلم الطلاب العبارات الصينية اليومية، بينما كان عكرمة وزملاؤه يستمعون باهتمام، ويقرأون بصوت عال.
وأبدى صالح سعيد الأحمري، والذي يبلغ من العمر 12 عاما، نشاطا كبيرا في تعلم اللغة الصينية في الفصل، وقال إن "تعلم اللغة الصينية لا يعرضني للغة جديدة فحسب، بل لثقافة جديدة أيضا".
وأصبح الأحمري مرتبطا بالصين منذ عامين، حيث سافر إلى الصين مع والده في عام 2022. وعن ذلك يقول "لقد سافرنا إلى شنغهاي وتذوقنا كثيرا من الأطعمة الصينية.. الصين بلد جميل وثقافتها جميلة، وسكانها لطيفون".
وترك حماس الطلاب السعوديين للغة والثقافة الصينية انطباعا قويا لدى شي، وبعد الدرس، وجد نفسه محاطا بالطلاب المتحمسين.
وعن تجربته، قال شي "لقد تأثرت حقا بحماس الطلاب هنا. كلما صادفوني في المدرسة، حاولوا تحيتي باللغة الصينية".
وشهدت السنوات الأخيرة ازدهارا في العلاقات بين المملكة والصين، وتميزت بالتبادلات الثقافية والشعبية الغنية بشكل متزايد. ويجسد الاهتمام السعودي باللغة الصينية هذا الارتباط المتنامي.
وفي وقت مبكر من عام 2022، أطلقت أربع جامعات في المملكة برامج للغة الصينية. وبحلول عام 2023، افتتح معهد كونفوشيوس في جامعة الأمير سلطان بالرياض.
وبحسب تشانغ شينينغ المديرة الصينية لمعهد كونفوشيوس بجامعة الأمير سلطان، شهد الالتحاق بالمعهد منذ إنشائه قبل عام واحد فقط ارتفاعا كبيرا، حيث تضاعف عدد الطلاب السعوديين الذين يدرسون اللغة الصينية في هذا الفصل الدراسي ثلاثة أضعاف مقارنة بالفصل السابق.
وقالت تشانغ "نتطلع إلى استعراض سحر اللغة والثقافة الصينية للشعب السعودي".
وقال يوسف الشيخ، وهو طالب في معهد كونفوشيوس بجامعة الأمير سلطان "عندما تتعلم لغة جديدة، فإنها تفتح لك أبوابا لمعلومات جديدة. لقد فتح تعلم اللغة الصينية لي بوابة جديدة لثقافة مذهلة".
وتعج شوارع المملكة في الوقت الحاضر، بعدد متزايد من الصينيين.
وبالنسبة للشيخ، فإن الانخراط في عالم اللغة الصينية لا يقتصر على التواصل مع الصينيين وتوطيد العلاقات بين البلدين فحسب، بل إنه يمكنه أيضا من تجربة النسيج الغني للثقافة الصينية على مستوى أعمق، وقال إن "تعلم اللغة الصينية يمثل فرصا، وأخطط لمتابعة الدكتوراة في الصين".