9 سبتمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أقامت سفارة المغرب لدى الصين في يوم 6 سبتمبر الجاري، حفل استقبال للدراج المغربي المشهور كريم موسطا الذي نجح مؤخرا في إكمال رحلة بالدراجة الهوائية لمسافة 15000 كيلومتر من المغرب إلى الصين.
انطلقت مغامرة كريم موسطا، البالغ من العمر 70 عاما، من الدار البيضاء في فبراير هذا العام، واستمرت على مدار 200 يوم، عبر خلالها ثلاث قارات تشمل أفريقيا وأوروبا وآسيا و15 دولة بما فيها فرنسا وتركيا وكازاخستان وغيرها من الدول الأخرى، وصل أخيرا إلى مقصد رحلته بكين في نهاية أغسطس، محققا حلمه للسير على خطى الرحالة المغربي ابن بطوطة وإعادة رحلته على طريق الحرير. وقال موسطا إنه فعل ذلك لممارسة روح ابن بطوطة لاستكشاف العالم والصين، وتشجيع الشباب في المغرب والصين على تحقيق أحلامهم بشجاعة.
لقد ترك السفر بالدراجة لمدة أكثر من شهر داخل الصين انطباعا عميقا لموسطا، حيث شاهد العادات العرقية المميزة لمدينة كاشغر القديمة في شينجيانغ، توربينات الرياح والألواح الكهروضوئية في صحراء غوبي بمنغوليا الداخلية، جدران شانشي داتونغ القديمة المهيبة وكهوف يونقانغ المدرجة على قائمة التراث الثقافي العالمي، ومحور بكين المركزي العريق، وما إلى ذلك، مما يجعله يشعر بالسحر التاريخي والثقافي الفريد للصين وإنجازاتها في تنمية الاقتصاد الأخضر.
لقى موسطا ترحيبا كبيرا وحفاوة كبيرة من قبل الشعب الصيني، حيث قال:"عندما وصلت إلى الصين، كان قلبي مليئًا بالفرح، الشعب الصيني ودودون للغاية، وقدموا الكثير من المساعدة لي، مثل توفير الطعام والماء وإجابة على أسئلتي بعناية، وأشكرهم كثيرا." وأشار موسطا إلى أن الصين والمغرب لديهما صداقة عميقة، آملا في تقديم المساهمة الخاصة به في زيادة التبادلات والصداقة الشعبية بين البلدين من خلال ممارسته كرسول الصداقة. وفي وقت نفسه، دعا المزيد من الصينيين لزيارة المغرب مثله لإجراء المزيد من التبادلات والتواصل في المستقبل.
وفي هذا السياق، قال السفير المغربي لدى الصين عبد القادر الأنصاري لمراسل صحيفة الشعب اليومية أونلاين: "قام الرحالة ابن بطوطة برحلة إلى الصين مشياً وعن طريق الحصان والبواخر الشراعية، وفي العصر الحديث، وبالرغم من أن هناك امكانية السفر بالطائرة والسفر والقطار، إلا أن موسطا بعزيمته القوية وشجاعته اختار الدراجة الهوائية في رحلة من المغرب إلى بكين، وهذا ربما أحسن تجسيد للعلاقات الإنسانية بين المغرب والصين التي تجذرت منذ عدة قرون."
وأضاف السفير قائلا، إن هذا الدراج كريم موسطا جسّد مبادرة الحزام والطريق بالدراجة، حيث أن أهداف مبادرة الطريق والحزام هو ربط الاتصالات من خلال بناء بنيات تحتية بين الدول مثل بناء الطرقات والمطارات والموانئ والسكك الحديدية، ولكن الدراج هو عملها بشكل آخر وهو عن طريق الدراجة لبناء جسر جديد للتبادلان الإنسانية بين البلدين، آملا أن يقوم الشباب الصينيين برحلات بهذا الشكل أو وسيلة أخرى إلى المغرب للتعرف أكثر على المغرب التي تتمتع بالحضارة العريقة والثقافة المتنوعة، لاستمرار دفع التبادلات الشعبية والثقافية بين البلدين.