تقرير إخباري: تحذيرات من مخاطر تصاعد العنف ضد الكوادر والمرافق الصحية بالفاشر غربي السودان (2)

الخرطوم 23 يونيو 2024 (شينخوا) مع استمرار المواجهات المسلحة بمدينة الفاشر بغربي السودان، تتعالي التحذيرات من مخاطر تصاعد العنف ضد الكوادر والمرافق الصحية بالمدينة.

وحذرت منظمة أطباء بلا حدود، وهي إحدى المنظمات الإنسانية الدولية القليلة التي تواصل العمل في المدينة، من استمرار الهجمات على المستشفيات وعدم تمكن أي مساعدة خارجية من الوصول إلى المدينة بسبب شدة العنف.

وقال رئيس عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، في بيان صحفي حصلت عليه وكالة أنباء شينخوا اليوم (الأحد) "في الفاشر، نشهد سلسلة من الهجمات والهجمات المضادة التي لا تستثني المستشفيات".

وأضاف "قتل أكثر من 260 شخصا وجرح أكثر من 1630 آخرين منذ بدء القتال قبل ستة أسابيع، وكان بينهم نساء وأطفال، لا نعلم إذا كانت المستشفيات تستهدف بصورة متعمدة، ولكن حمايتها تبقى ضرورة حتمية ويجب احترامها".

ودعا لاشاريتيه الأطراف المتحاربة إلى حماية المدنيين والمستشفيات وإتاحة الوصول الآمن إلى المنطقة والتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدة المنقذة للحياة للسكان في الفاشر.

وقال "نحن بحاجة ماسة إلى جلب المزيد من الإمدادات والطواقم للاستجابة لهذه الأزمة لكن القتال يحول دون تمكننا من ذلك".

واتهم مدير عام وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر قوات الدعم السريع بممارسة استهداف ممنهج للكوادر والمرافق الصحية بمدينة الفاشر.

وقال خاطر، في تصريح خاص لـ ((شينخوا)) اليوم إن "الاستهداف الممنهج من قبل الدعم السريع للخدمات الصحية هدفه خروج المؤسسات الصحية أو خروج النظام الصحي، وهذا هدف غير أخلاقي".

وأضاف "هذا الاستهداف أدى إلى توقف العديد من المستشفيات عن الخدمة، وتبقي مستشفي وحيد ما يزال يعمل وهو المستشفي السعودي، وقد تم استهدافه أيضا قبل يومين، ولكن المستشفي ما يزال يعمل".

وخلال الـ72 ساعة الماضية شهد السودان تصعيدا كبيرا في العنف ضد الكوادر الطبية والمرافق الصحية، حيث قتل طبيبان وصيدلانية ومتطوع طبي في حوادث منفصلة.

ووفقا للجنة التمهيدية لأطباء السودان (غير حكومي) فقد اغتالت قوات الدعم السريع المدير الطبي لمستشفى أم ضوبان الدكتور عمر السيد مصطفى بمنزله بشرقي العاصمة الخرطوم.

كما قتل الطبيب ملهم محمد إمام في مدينة الهدى بوسط السودان نتيجة قصف لقوات الدعم السريع للمدينة، بينما قتل المتطوع الطبي أشرف أبو المجد داخل مستشفى النو بمدينة أم درمان إثر قصف مدفعي لقوات الدعم السريع.

وأسفر الهجوم الأخير لقوات الدعم السريع على المستشفي السعودي بمدينة الفاشر أمس (السبت) عن مقتل الدكتورة الصيدلانية آمنة أحمد بخيت داخل المستشفى.

وقالت اللجنة التمهيدية لأطباء السودان "إن مقتل الأطباء والمتطوعين يعد حلقة جديدة في سلسلة من الانتهاكات ضد الكوادر الطبية والمرافق الصحية في السودان".

وأضافت "تشكل الهجمات على العاملين في المجال الطبي انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي الطواقم الطبية والمرافق الصحية في النزاعات المسلحة".

وفي وقت سابق، وصف مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، الهجمات على مرافق صحية بالسودان كمستشفى النو في أم درمان بأنها "مروعة"، وحذر من أنها "تحرم مجتمعات بأكملها من الرعاية الصحية المنقذة للحياة".

وقال أدهانوم في منشور عبر منصة ((إكس)) الخميس الماضي "الهجمات المستمرة على مرافق الرعاية الصحية في السودان مروعة".

وأضاف "أن هذا العنف يؤثر على مجتمعات بأكملها، ويحرمها من الرعاية الصحية المنقذة للحياة التي تعتبر بالفعل نادرةً بسبب الصراع".

وطالب بوقف الهجمات على المرافق الصحية، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي، والعمل من أجل السلام في السودان.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلفت نحو 13 ألفا و100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.

ولم تفلح وساطات قادها الاتحاد الإفريقي ومنظمة (ايغاد) ، وكل من السعودية والولايات المتحدة، في إنهاء الصراع المسلح الذي دخل عامه الثاني.

وقرر الاتحاد الأفريقي مؤخرا تشكيل لجنة رئاسية، يقودها الرئيس الأوغندي، يوري موسيفيني، وعضوية عدد من رؤساء وقادة الدول، لتسهيل اللقاءات المباشرة بين قادة الجيش السوداني والدعم السريع، في أقصر وقت ممكن، وطالب بوقف إطلاق النار من دون قيد أو شرط.

وتسبب النزاع المستمر في السودان، في فرار نحو 8.8 مليون شخص من منازلهم، وفقا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

ونزح ما يقدر بنحو 6.8 مليون شخص قسرا داخل البلاد، فيما عبر نحو مليوني شخص الحدود إلى دول مجاورة منها جنوب السودان وتشاد ومصر وإثيوبيا.