محطة الشعيبة تضع أساس التعاون الصيني السعودي في الطاقة الجديدة (2)

7 يونيو 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قال شيونغ قاشيا، نائب المدير العام لشركة هندسة الطاقة الصينية الدولية ومدير مشروع محطة الشعيبة، إن المملكة العربية السعودية تبذل قصارى جهدها لدفع التنوع الاقتصادي وتعزيز تحول الطاقة. وفي هذا الإطار تم إطلاق مشروع محطة الشُعيبة للطاقة الكهروضوئية. وفي موقع المشروع تغزو الألواح الشمسية الصحراء على امتداد البصر، وتبدو مثل بحيرة زرقاء وسط الرمال.

أكبر مشروع طاقة شمسية قيْد الإنشاء

يقع مشروع محطة الشعيبة للطاقة في الصحراء على بعد حوالي 80 كيلومترًا جنوب مدينة جدة. وتم إطلاقه بشراكة بين مجموعة "تشاينا إنيرجي كونستركشن إنترناشيونال" وشركة قوانغدونغ للطاقة الحرارية ومعهد نورثويست لتصميم الطاقة الكهربائية.

ويبلغ إجمالي القدرة المركبة للمشروع حوالي 2.6 جيجاوات، مما يجعله أكبر مشروع للطاقة الكهروضوئية قيد الإنشاء في العالم. وبعد اكتماله من المتوقع أن يصل إجمالي قدرة توليد الطاقة خلال 35 عامًا إلى حوالي 282.2 مليار كيلووات/ساعة، أي ما يعادل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 245 مليون طن.

يغطي المشروع مساحة تقارب 53 كيلومتر مربع، ويحتوي على مايزيد عن 810 آلاف قاعدة خرسانية، وأكثر من 5 ملايين لوحة كهروضوئية.

"وفقًا للخطة، سيتم ربط المرحلة الأولى المدرة سعتها بـ 600 ميجاوات بالشبكة في 31 يوليو من هذا العام. وفي الوقت الحالي، سنحقق هذا الهدف قبل الموعد المحدد. على أن يتم استكمال العقد في 30 نوفمبر 2025". يقول كبير مهندسي المشروع شيويه يونغ فونغ.

يشغّل المشروع 7000 شخص، وقال تسنغ تسيتشانغ، نائب مدير المشروع، إن المشروع يولي أهمية كبيرة لإجراءات السلامة الروتينية. وحقق إلى حد الآن 12 مليون ساعة عمل آمنة.

الموائمة بين إستراتيجيات التنمية

ويعمل في المحطة خلال الوقت الحالي، أكثر من 50 مقاولًا وموردًا من أكثر من 10 دول. وتساهم المعدّات والتكنولوجيا الصينية في بناء منصة للتعاون الدولي بين مختلف الشركات. وقال شيونغ قاشيا إن معظم هياكل الدعم المستعملة في المحطة قد صنّعت من قبل شركة إسبانية، فيما تم تصنيع معدات مكافحة الحرائق في ألمانيا، وتم إنتاج نظام المراقبة من قبل شركة سعودية.

بات التحول الأخضر ومنخفض الكربون اتجاه العصر في الوقت الحالي، وتطبق محطة الشعيبة للطاقة الكهروضوئية التقنيات الرقمية والذكية على نطاق واسع، وبعد تشغيلها سوف يمكنها تحقيق التشغيل الآلي. وقال مدير العقود في المشروع محمد سعد، إن المملكة العربية السعودية تعمل بقوة على تطوير الطاقة الجديدة ولديها فرص سوقية واعدة، مضيفا بأن الشركات الصينية تتمتع بمزايا فريدة في مجال الابتكار التكنولوجي والبنية التحتية والإدارة في صناعة الطاقة الجديدة.

وأشار محمد سعد إلى أن الشركات الصينية تركز على توفير فرص التنمية لجميع الأطراف المشاركة في التعاون وتعزيز المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين. ومعتبرا أن البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" يحظى بترحيب واسع النطاق في الدول العربية.

وقال ماجد السلمي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة الشعيبة القابضة، إن الشركات الصينية لديها قدرة قوية على تنفيذ العقود، مؤكدا على أن العلاقات السعودية الصينية تشهد تطورا مطردا، وتتعمّق في مختلف المجالات.

وبحسب ماجد السلمي، فقد وضعت "رؤية 2030" خطة طويلة المدى لتطوير الطاقة الجديدة. "علاقتنا مع الشركة الصينية ليست مجرد علاقة مالك ومقاول، بل فريق له نفس الهدف. نحن جميعًا ملتزمون بوضع معيار للتعاون الجديد في مجال الطاقة بين المملكة العربية السعودية والصين، بدءاً من شراكات محددة على مستوى المؤسسات والمساهمة في التعاون الودي بين السعودية والصين في مجموعة واسعة من المجالات." يقول ماجد.