بكين 30 مايو 2024 (شينخوا) أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ، محادثات مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في بكين اليوم (الخميس).
وأشار شي إلى أن الإمارات شريكة استراتيجية شاملة مهمة بالنسبة للصين، وخلال السنوات القليلة الماضية، حافظت العلاقات بين الصين والإمارات على زخم سليم للتنمية، لتقدما بذلك نموذجا جيدا للعلاقات بين الصين والدول العربية في العصر الجديد.
وقال إن العام الجاري يوافق الذكرى السنوية الـ40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مضيفا أن العام الجاري يمثل منعطفا مهما للعلاقات بين الصين والإمارات للبناء على إنجازات الماضي والمضي قدما إلى المستقبل.
وأعرب شي عن استعداد الصين للعمل مع الإمارات لمواصلة فهم الاتجاه العام للعلاقات الثنائية من منظور استراتيجي طويل الأمد، وضمان تنمية قوية للشراكة الاستراتيجية الشاملة الثنائية.
وقال شي إن الصين تدعم الإمارات في اتباع مسار تنمية مستقل وحماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، وعلى استعداد لتوطيد الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التعاون مع الإمارات من أجل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأضاف أن الصين على استعداد للعمل مع الإمارات لمواصلة تعزيز التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق، وتعزيز التضافر بين استراتيجيات التنمية، واغتنام تأسيس اللجنة العليا للتعاون الاستثماري بين الصين والإمارات فرصةً للدفع من أجل تحقيق المزيد من النتائج في التعاون الثنائي.
ودعا شي الجانبين إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل التجارة والطاقة والبنية التحتية، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات التكنولوجيا الفائقة مثل تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة، وتعزيز التعاون في إنفاذ القانون والأمن.
وذكر شي أنه رد حديثاً على رسائل من متعلمي اللغة الصينية في الإمارات، وشجعهم على إتقان اللغة ومعرفة المزيد عن الصين، والإسهام في تعزيز الصداقة بين البلدين.
وقال إن الصين على استعداد لمواصلة دعم مشروع "مائة مدرسة" لتعليم اللغة الصينية، والمضي قدما في تشييد مركز ثقافي صيني في الإمارات، وتعزيز التبادلات الشعبية، ودعم التفاهم والصداقة المتبادلين.
وفي معرض إشارته إلى أنه في الوقت الحاضر لا يمكن إيقاف الاتجاه نحو عالم متعدد الأقطاب، أوضح شي أن تعدد الأقطاب يجب أن يعني في جوهره الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الحضارات والأنظمة والمسارات المختلفة.
وقال شي إن دول الشرق الأوسط جزء مهم من الدول النامية وقوة مهمة في التعددية القطبية في العالم، مضيفا أن الصين تدعم دول المنطقة في مواصلة اتباع مساراتها التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية، واتباع مسار الوحدة والقوة والسلام والمصالحة بحزم وثبات، وحل الخلافات من خلال الاتصال والتشاور، وتحديد مستقبلها ومصيرها بأيديها.
وأضاف أن الصين على استعداد للعمل مع الإمارات والدول العربية الأخرى لاستضافة القمة الصينية-العربية الثانية وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي.
وأضاف شي أن الصين على استعداد لتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الإمارات، وتوسيع التعاون متعدد الأطراف، وحماية المصالح المشتركة لدول الجنوب العالمي.
وقال الشيخ محمد إنه سعيد للغاية بزيارة الصين مرة أخرى، وطنه الثاني، وحضور مراسم افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي مع الرئيس شي.
وأضاف أن علاقات الدول العربية والخليجية مع الصين تتمتع بأساس متين، مؤكدا أن تعميق العلاقات مع الصين وتنميتها يتفقان مع التطلعات المشتركة والمصالح الأساسية لشعوب الدول العربية والخليجية.
وأوضح أن العلاقات الإماراتية-الصينية قائمة على الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وقد وصل التعاون في مختلف المجالات إلى مستوى استثنائي.
وقال الشيخ محمد إن الإمارات تولي أهمية كبيرة لتنمية العلاقات مع الصين، وتضع الصين على رأس أولوياتها الدبلوماسية، وتعتبر الصين شريكا استراتيجيا طويل الأمد ويمكن الاعتماد عليه، مضيفا أن الإمارات على استعداد لانتهاز الذكرى السنوية الـ40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية فرصة لتعميق وتوسيع التعاون بشكل أكبر في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة.
وأوضح أن حكومة الإمارات تلتزم بشدة بسياسة صين واحدة، وتعارض ما يسمى "استقلال تايوان" بأي شكل من الأشكال، وتدعم جهود الصين لتحقيق إعادة التوحيد الوطني.
وأضاف الشيخ محمد أن الإمارات تقدر بشكل كبير وتدعم بنشاط مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، تلك المبادرات التي اقترحها الرئيس شي، وستواصل المشاركة بنشاط في البناء المشترك للحزام والطريق، مؤكدا استعداد بلاده للعمل الوثيق مع الصين في التواصل والتنسيق متعددي الأطراف من أجل تعزيز السلام والتنمية والازدهار في المنطقة والعالم بأسره.
وتبادل الجانبان أيضاَ وجهات النظر بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وشدد شي على أن الأولوية القصوى هي وقف إطلاق النار ووقف القتال على نحو شامل لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية، وأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يدعم بالإجماع التوصل إلى تسوية تفاوضية مبكرة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
وذكر شي أن الصين والإمارات تتخذان الموقف نفسه بشأن القضية الفلسطينية، ويجب أن تعملا معًا للضغط من أجل تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية.
عقب المحادثات، شهد رئيسا الدولتين توقيع عدد من وثائق التعاون الثنائي في مختلف المجالات منها الاستثمار، والبناء المشترك للحزام والطريق، والعلوم والتكنولوجيا، والاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتعليم اللغة الصينية، والثقافة والسياحة.