رام الله 15 مايو 2024 (شينخوا) أحيا الفلسطينيون اليوم (الأربعاء) الذكرى الـ76 للنكبة بفعاليات وتظاهرات شعبية بمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، مؤكدين على حقهم بالعودة وفق قرارات الشرعية الدولية.
ويحيي الفلسطينيون في 15 من مايو كل عام ذكرى "النكبة" التي جرت عام 1948، حيث طرد ونزح من الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل حوالي 957 ألف فلسطيني، أي ما نسبته 66 في المائة من إجمالي الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في (فلسطين التاريخية).
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بإعادة النكبة من جديد من خلال حربها على قطاع غزة التي أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 35 ألف شخص، بجانب دمار هائل في المباني السكنية، ومحاولة إلغاء عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وفي مسيرة مركزية وسط مدينة رام الله انطلقت من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، رفع آلاف المشاركين بدعوة من الفصائل الفلسطينية، الأعلام الفلسطينية ورايات سوداء وضع عليها صورة "مفتاح العودة".
وأقيم مهرجان في دوار الساعة وسط المدينة، بمشاركة قادة الفصائل الفلسطينية وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، إلى جانب المؤسسات الرسمية.
وقال نائب رئيس حركة (فتح) محمود العالول خلال كلمة في المهرجان إن إسرائيل منذ 76 عاما، وهي تحاول تطويع الشعب الفلسطيني إلا أنه متمسك بأرضه وحقوقه تماما.
وأضاف العالول "الآن تتم جريمة جديدة ربما أقسى بكثير من النكبة عام 1948، وهي حرب الإبادة" على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس.
وتابع "هناك تدمير وقتل وتهجير في القطاع وفي الضفة، حيث نرى المستوطنين الذين يعتدون على التجمعات والقرى، هؤلاء الذين ينفذون الاعتداءات في القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وفي كل مكان".
ومضى قائلا إن كافة الأعمال تجري "بشراكة أساسية من أمريكا سواء سياسيا باستعمال حق النقض (الفيتو) أو عسكريا من خلال الطائرات والصواريخ والقذائف ضد الشعب الفلسطيني"، مصيفا بأن لديهم (أمريكا وإسرائيل) رغبة في حسم الصراع بالقوة والقتل والتدمير.
ووقف المشاركون لمدة 76 ثانية (عدد سنوات النكبة) مع تفعيل صافرات الإنذار تعبيرا عن الحداد ورفض النكبة الفلسطينية.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي إن التصعيد الميداني الإسرائيلي في غزة والضفة والقدس يترافق معه "هجمة" على الأونروا بسبب تمسك الفلسطينيين بحق العودة وفقا للقرار 194.
وأكد أبو هولي في كلمة ضرورة مواصلة الأونروا عملها في قطاع غزة لأنها المؤسسة الوحيدة القادرة على العمل فيه، داعيا الدول التي علقت تمويلها للوكالة الأممية إلى إعادة دعمها لأنها بتعليقه تشارك في حرب "الإبادة والتجويع" ضد الشعب الفلسطيني.
وفقدت الأونروا الجزء الأكبر من الدعم المالي بعدما أعلنت الولايات المتحدة وعدة دول غربية أخرى تعليق تمويلاتها للوكالة الأممية بعد اتهامات إسرائيلية بمشاركة بعض موظفيها في هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.
من جهته، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبو يوسف أن قضية اللاجئين وحق العودة سيبقيان في مقدمة الثوابت الفلسطينية رغم "حرب الإبادة الجماعية" المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وقال أبو يوسف على هامش المهرجان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ذكرى النكبة تأتي في ظل استمرار محاولات تهجير مستمرة من قبل إسرائيل للفلسطينيين سواء من الضفة والقدس أو الحرب الجارية في قطاع غزة.
واتهم إسرائيل بمحاولة تهجير الشعب الفلسطيني من خلال استهداف وجوده وتدمير كافة إمكانياته سواء بتدمير المخيمات في غزة أو عمليات تهجير وطرد من مناطق الضفة الغربية والقدس.
وشدد أبو يوسف على أن الفلسطينيين متمسكون بحق عودتهم وبأرضهم وصولا لإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
ووفق أرقام وزارة الأشغال الفلسطينية فقد دمرت إسرائيل البنية التحتية في مخيمات شمال الضفة الغربية خلال شهر أبريل الماضي فقط، مشيرة إلى أنه في جنين دمرت 8960 مترا مربعا من شبكة الطرق، فيما دمرت 45000 متر مربع في مخيم طولكرم ومخيم نور شمس بمدينة طولكرم.
ولم تجر أية أنشطة وفعاليات في قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، بالمناسبة التي تحل هذا العام وسط الحرب المتواصلة بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.
وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس أودت بحياة أكثر من 35 ألف فلسطيني في قطاع غزة وخلفت دمارا واسعا وأزمة إنسانية.
وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي.