التقاعد في الصين، انطلاقة جديدة لحياة مفعمة بالحيوية

7 مايو 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يستكشف المسنّون الصينيون في الوقت الحالي، أنماطا جديدة لقضاء التقاعد، تكون أكثر استجابة لحاجياتهم الروحية وتطلعاتهم من الحياة.

السيّدة تشن تشن، 63 عامًا، من مدينة كونمينغ على سبيل المثال، باتت شخصية مشهورة على الإنترنت مؤخرا، بسبب إصرارها على ممارسة الرياضة والحفاظ على جسم سليم ونمط حياة صحّي. وتقول تشن تشن، " أواظب على ممارسة الرياضية 5 مرات في الأسبوع منذ 8 سنوات، وأتابع درسين كل أسبوع."

أما السيدة خه جيو شيان، 63 سنة، فتحب ممارسة الملاكمة، وقد أحبت هذه الرياضة بالمصادفة، حينما تعرفت إلى بعض الملاكمين الشباب. وتقول خه جيو شيان بأن ممارستها للرياضة قد انعكست بشكل جيد على وضعها الصحي، ولم تعد تتردّد على المستشفى. كما أصبحت تسافر مع أصدقائها لمشاهدة مباريات الملاكمة حول العالم.

هذا العام، شاركت خه جيو شيان في أول مباراة استعراضية لملاكمة الهواة. وقالت بأنها لم تتوقع أن تتمكن بصفتها إمرأة ريفية، أن تكون حياتها أثناء التقاعد مليئة بهذا الصخب والمتعة. " أشارك أنشطتي في التدرب على الملاكمة على وسائل التواصل الاجتماعي، لأشجّع المزيد من الناس على تغيير أفكارهم عن سن التقاعد."

تشن تشن وخه جيو شيان ليستا استثناء، بل إن المزيد والمزيد من كبار السن اليوم يجددون حياتهم من خلال الرياضة. وفي الهواء الطلق، حيث ظهرت مجموعات لركوب الدراجات، ومجموعات المشي لمسافات طويلة، وغيرها من مجموعات المسنّين. ولم يعد بناء الأجسام ورفع الأثقال في قاعات الرياضة حكرا على الشباب. حيث يقول يوي شياو فنغ، مندوب المبيعات في إحدى قاعات الرياضة بمدينة كونمينغ، إن كبار السن يمثلون فئة الزبائن الرئيسية من الساعة العاشرة إلى السادسة مساء في أيام العمل، كما تحظى الرياضات المختلفة مثل اليوغا والرقص والتدريب الشخصي بشعبية كبيرة بين المسنّين.

هناك بعض المسنين الذين يختارون هوايات أخرى لإثراء حياة التقاعد. الجدة تشانغ جيا مينغ، 78 سنة، تحب ضرب الطبل. وفي عام 2023، التحقت بإحدى مراكز تعليم موسيقى قبيلة دونغدا، لتتعلم ضرب الطبل. وتقول الجدة تشانغ "سمح لي الضرب على الطبول بالتنفيس على مشاعري والشعور بالراحة".

بالتوازي مع الرياضة والفنون، يتيح العالم الافتراضي مساحة واسعة لكبار السن لممارسة الأنشطة والترفيه عن النفس. حيث تحتوي جميع المنصات الرئيسية على غرف البث المباشر على الانترنت، غرفات لكبار السن، الذين يحضرون لتعلم المعارف الصحّية والتسوق عبر الإنترنت وغيرها من الأنشطة.

ومن أجل الاستجابة للحاجيات الروحية والثقافية للمسنين، تقدم جامعات الصين للمسنين مجموعة متنوعة من الخدمات التعليمية. ووفقا لبيانات الرابطة الصينية لجامعات المسنين، توجد 76 ألف جامعة (مدرسة) للمسنين من جميع المستويات والأنواع في جميع أنحاء البلاد إلى حدود عام 2023..

جامعة يوننان للمسنين على سبيل المثال، قدّمت لطلابها المسنين هذا العام 55 تخصّصا، وقامت بتسجيل أكثر من 5600 طالب، بزيادة سنوية قدّرت بـ 18.6%. وقال تشن ليانغ، رئيس جامعة يوننان للمسنين، إن التخصصات الجديدة تراعي احتياجات العصر بالنسبة للمسنين. على غرار التصوير الفوتوغرافي بالهاتف المحمول، وتصوير الفيديوهات القصيرة، ومعالجة الصور والفيديو وغيرها. كما تقدّم الجامعة دروسا في عروض الأزياء والتاي تشي، وغيرها.

وقال لي يان هوا، الأستاذ المساعد في كلية الإثنولوجيا وعلم الاجتماع بجامعة يوننان، إن الاحتياجات المتنوعة والشخصية للمسنين قد حفّزت تطوير أسواق استهلاكية جديدة، وأسهمت في ظهور أنماط أعمال جديدة مثل التعليم والتدريب والترفيه والرعاية الصحية.

وتتوقع مجموعة أبحاث اقتصاد "الشعر الفضي" التابعة لجامعة فودان، وهي مؤسسة تُعنى بدراسة فئة كبار السن، إن حجم اقتصاد كبار السن قد ينمو إلى 19.1 تريليون يوان بحلو عام 2035، وهو ما يمثل 27.8٪ من إجمالي الإستهلاك العام، و9.6% من الناتج المحلي الإجمالي.