بكين 26 أبريل 2024 (شينخوا) التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في قاعة الشعب الكبرى في بكين بعد ظهر اليوم (الجمعة).
وفي معرض إشارته إلى أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، قال شي إن تلك العلاقة واجهت عقبات وعثرات على مدار الـ45 عاما الماضية، مضيفا أن الجانبين يمكنهما استخلاص بعض الدروس المهمة من ذلك.
وتابع شي قائلا إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة أن تكونا دولتين شريكتين لا متنافستين، وأن تعملا على مساعدة بعضهما البعض على النجاح بدلا من إيذاء بعضهما البعض، والبحث عن أرضية مشتركة واحتواء الخلافات بدلا من الدخول في منافسة شرسة، والوفاء بوعودهما من خلال الأفعال بدلا من قول شيء وفعل شيء آخر.
ولفت شي إلى أنه اقترح أن يكون الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، هي المبادئ الثلاثة الشاملة، إذ أنها تمثل دروسا مستفادة من الماضي ودليلا إرشاديا نحو المستقبل.
وأكد أنه في مكالمته الهاتفية مع الرئيس جو بايدن قبل ثلاثة أسابيع، أطلعه على أفكاره بشأن كيفية تحقيق الاستقرار في العلاقات الصينية-الأمريكية وتطويرها في عام 2024، وشدد على أنه ينبغي على الجانبين تقدير السلام وإعطاء الأولوية للاستقرار والتمسك بالمصداقية.
وقال شي إنه شدد ذات مرة على أن "التفاصيل الدقيقة ستبدو في مكانها الصحيح عندما يتم تنسيقها مع الصورة الأكبر"، مشيرا إلى أن العالم اليوم يشهد تحولا لم يسبق له مثيل منذ قرن من الزمان، وأن كيفية الاستجابة لهذا التحول تمثل سؤال العصر والعالم.
وقال إن جوابه على هذا السؤال هو بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وهي الدعوة التي أصبحت شعارا للسياسة الخارجية للصين ورحبت بها العديد من الدول.
وأضاف شي أن كوكب الأرض ذو حجم محدد، وأن البشرية تواجهها العديد من التحديات المشتركة، لافتا إلى أن المثل الصيني القديم يقول "على ركاب القارب نفسه مساعدة بعضهم البعض".
وقال: "اليوم، كما أرى، ينبغي على سكان الكوكب نفسه مساعدة بعضهم البعض. إننا نعيش في عالم يعتمد بعضه على بعض وننهض ونسقط معا. ومع تشابك مصالح جميع الدول بشكل عميق، فإنها تحتاج إلى بناء أقصى قدر من التوافق من أجل تحقيق نتائج مربحة للجميع. هذه هي نقطة الانطلاق الأساسية التي تنظر من خلالها الصين إلى العالم وإلى العلاقات الصينية-الأمريكية".
وشدد شي على وجهة نظره بأن الدول الكبرى ينبغي أن تتصرف بطريقة تليق بمكانتها وأن تتصرف بعقلية واسعة الأفق وشعور بالمسؤولية.
وأضاف شي أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة وضع نموذج يُحتذى به في هذا الصدد، وتحمل مسؤوليات السلام العالمي، وخلق فرص لتنمية جميع الدول، وتقديم منافع عامة للعالم، ولعب دور إيجابي في تعزيز الوحدة العالمية.
وأكد شي أنه في اجتماعه مع الرئيس بايدن في سان فرانسيسكو، اقترح خمس ركائز للعلاقات الصينية-الأمريكية، تتمثل في تطوير تصور صحيح بشكل مشترك، وإدارة الخلافات بشكل مشترك وعلى نحو فعّال، ودفع التعاون متبادل المنفعة بشكل مشترك، وتحمل المسؤوليات بشكل مشترك كدولتين كبيرتين، وتعزيز التبادلات الشعبية بشكل مشترك.
وقال شي إن هذه الركائز ينبغي أن تكون بمثابة الأساس الذي يقوم عليه صرْح العلاقات الصينية-الأمريكية، مشيرا إلى أنه عندما يتم إقرار المبادئ الشاملة، ستصبح معالجة القضايا المحددة أسهل.
وأضاف أن "الصين مستعدة للتعاون، لكن التعاون ينبغي أن يكون طريقا ثنائي الاتجاه. الصين لا تخشى المنافسة، لكن المنافسة ينبغي أن تدور حول التقدم المشترك بدلا من الخوض في لعبة محصلتها صفر".
وقال شي إن الصين ملتزمة بعدم الانحياز، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تشكل تكتلات صغيرة، مضيفا أنه بينما يمكن لكل من الجانبين أن يكون له أصدقاؤه وشركاؤه، يتعين على كل من الجانبين عدم استهداف الجانب الآخر أو معارضته أو إلحاق الضرر به.
وأشار إلى أن "الصين ترحب برؤية ولايات متحدة واثقة ومنفتحة ومزدهرة وقوية، وتأمل في أن تنظر الولايات المتحدة أيضا إلى تنمية الصين من منظور إيجابي".
وشدد شي على أنه كما يقول المثل الصيني "عدم التقدم يعني التراجع"، فإن ذلك ينطبق أيضا على العلاقات الصينية-الأمريكية.
وفي معرض الإشارة إلى أن اتجاه الاستقرار في العلاقات الصينية-الأمريكية لم يتحقق بسهولة، أعرب شي عن أمله في أن يواصل الفريقان العمل بنشاط لإنجاز رؤية سان فرانسيسكو التي توصل إليها رفقة الرئيس بايدن، من أجل تحقيق الاستقرار في العلاقات الثنائية وتحسينها والمضي قدما بها على نحو حقيقي.
بدوره، نقل الوزير بلينكن تحيات الرئيس بايدن إلى الرئيس شي، لافتا إلى أنه منذ لقاء الرئيس بايدن والرئيس شي في سان فرانسيسكو، حققت الولايات المتحدة والصين تقدما جيدا في تعاونهما في مجالات مثل التفاعلات الثنائية ومكافحة المخدرات والذكاء الاصطناعي والتبادلات الشعبية.
وقال بلينكن إن كثرة التحديات التي يواجهها العالم وتعقيدها يتطلبان من الولايات المتحدة والصين العمل معا، مضيفا أن الأمريكيين من جميع مناحي الحياة الذين التقى بهم خلال زيارته للصين أعربوا جميعا عن أملهم في رؤية تحسن في العلاقات الأمريكية-الصينية.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة، ولا تسعى إلى تغيير نظام الصين، ولا تسعى إلى عرقلة التنمية في الصين، ولا تسعى إلى تنشيط تحالفاتها ضد الصين، وليست لديها أي نية للدخول في صراع مع الصين.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة تلتزم بسياسة صين واحدة، معربا عن أمل بلاده في الحفاظ على التواصل مع الجانب الصيني، وإنجاز ما اتفق عليه الرئيسان في سان فرانسيسكو، والسعي لمزيد من التعاون، وتجنب سوء التفاهم وسوء التقدير، وإدارة الخلافات بشكل مسؤول، وتحقيق تنمية مستقرة للعلاقات الأمريكية-الصينية.
وطلب الرئيس شي من بلينكن نقل تحياته إلى الرئيس بايدن.
وشارك وانغ يي في الاجتماع.