مزارع في منغوليا الداخلية يجرب تربية الدجاج في الصحراء

19 إبريل 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "بعت هذا الشتاء 2000 دجاجة، إلى جانب بيع 1000 بيضة يوميا"، يقول هوهتوغا، الذي يربي آلاف فراخ الدجاج في الحضيرة بمنغوليا الداخلية.

تمتلك عائلة هوهتوغا 120 هكتار من الأراضي العشبية، وهي أوسع مساحة من الأراضي العشبية وسط المناطق الصحراوية. وقد عمل الرعاة لوقت طويل هنا، على تطوير نمط عيش متناغم مع الطبيعة. وبالنسبة لهوهتوغا، فقد اختار تربية الدجاج، حيث يمثل مورد رزق له، وكذلك آلية لمقاومة الرمال.

"حتى الآن، لا يعتبر البعض تربية الدجاج من ضمن مهن الرعي. ويظنون أن الرعي يقتصر على تربية الماشية"، يقول هوهتوغا. ويضيف قائلا: "بعد تربية الدجاج لما يزيد عن 10 سنوات، أستطيع أن أرى فوائد اقتصادية واضحة وتحسّن في المراعي."

في عام 2009، نُقلت محطة "هونشان داكه" للأبحاث البيئية التابعة لمعهد علم النبات بالأكاديمية الصينية للعلوم إلى مكان قريب من منزل هوهتوغا. وبعد الأبحاث التي أجراها العلماء على المنطقة، توصّلوا إلى أن المنطقة ملائمة لتربية الدجاج. فاغتنم والد هوهتوغا هذه الفرصة وبدأ تربية الدجاج.

تعد تربية الدجاج بشكل إنتاجي في الأراضي العشبية الرملية أمرا جديدا بالنسبة للمزارعين في هذه المنطقة، وتستوجب منهم الحذر في التربية. فكثرة الدجاج قد تتسبب في موت العديد من الفراخ بسبب الزحام، كما تؤثر على المراعي. كما كان الدجاج فريسة للعديد من الحيوانات البرّية، مما ألحق خسائر جسيمة بعائلة هوهتوغا في البداية.

بعد إرسال تقارير عن هذه الحوادث إلى العلماء، وإجراء العديد من التجارب، توصل العلماء إلى فائدة تربية الدجاج في مجموعات صغيرة، الشيء الذي يقلل كثافة التكاثر من 2000 طائر/المو(حوالي 667 متر مربع) كما كان سابقا، إلى 30-50 طائر/المو الواحد. كما اعتماد تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في تصميم وبناء حظائر الدجاج. مما قلل من نسبة موت الفراخ أو تعرضها للافتراس من الحيوانات البرية. إضافة إلى ذلك، توصل العلماء إلى أن عدة أنواع الدجاج مناسبة للتربية في الأراضي هذه العشبية.

الآن، أخذت أعمال هوهتوغا تسير على الطريق الصحيح تدريجيا. وفي حديثه عن فوائد مهنته، قال هوهتوغا، إن تربية الدجاج"تتميز بدورة تغذية قصيرة ونتائج سريعة، ويمكن أن تكون مكملاً مفيدًا لتربية الحيوانات التقليدية في الأراضي العشبية. علاوة على ذلك، يمكن للدجاج في الأراضي العشبية أن يأكل العديد من الطفيليات والحشرات، وبفضل المراعي الطبيعية، تكون جودة اللحم والبيض أفضل.

نتيجة لتربية الدجاج، شهدت مراعي هوهتوغا تغيرات هائلة خلال السنوات الأخيرة. وتراجعت مساحات الأراضي الرملية، ونمت النباتات في المراعي أكثر وأكثر. حيث ارتفعت كميات العشب في المراعى مما يقل عن 30 كغ للمو الواحد إلى ما يزيد عن 400 كغ الآن.

"نجري حاليًا تجربة لخلط روث الدجاج وروث البقر، لنتعرف ما إذا كان سيساعد ذلك في زيادة مستوى تحلّل روث البقر داخل التربة"، يقول هوهتوغا، الذي لا يتوقف عن إجراء التجارب والمحاولات لتحسين إنتاجية حظائر الدجاج والمزرعة. ويعلق على محاولاته قائلا: "أريد أن أوظّف جهودي لاستكشاف الطريقة المثلى لتربية الحيوانات هنا، ومساعدة المزارعين المحليين. "