الصفحة الرئيسية >> العلوم والتكنولوجيا

الصين تستغل عائدها الديمغرافي وتحوله إلى عائد لأفضل المواهب على مستوى العالم

/مصدر: شينخوا/   2024:04:08.16:45
الصين تستغل عائدها الديمغرافي وتحوله إلى عائد لأفضل المواهب على مستوى العالم
في مختبر لشركة مواد جديدة في مدينة جيوجيانغ بمقاطعة جيانغشي، تُجري إحدى الباحثات تجربة على منتج لهذه الشركة. وو جيانغ / صورة الشعب

مع تخرج خمسة ملايين طالب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) كل عام، أصبحت الصين تحتل الريادة العالمية لخريجي هذه العلوم المذكورة أعلاه.

ووفقا لمراكز الفكر العالمية، يتم تدريب ما يقرب من 50% من رواد البحث في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم في الجامعات الصينية، مما يجعل الصين أكبر مزود لنخبة المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

وراء هذه البيانات والأرقام يكمن انتقال الصين من العائد الديموغرافي إلى عائد المواهب. بعد سنوات من الجهود الحثيثة ارتفع متوسط عدد سنوات التعليم بالنسبة للصينيين لمن هم في سن العمل بشكل مطرد إلى 11.05 سنة، وهذا ما جعل الصين تحتل الآن المرتبة الأولى في العالم من حيث حجم مجموعة المواهب والموارد البشرية في مجال العلوم والتكنولوجيا والعدد الإجمالي للباحثين، مما دعم بقوة الابتكار العلمي والتكنولوجي وعزز التحول الصناعي والارتقاء به، وجعل ثاني أكبر اقتصاد في العالم يتمتع بمزيد من الثقة في التنمية.

وبإعطاء الأولوية للمواهب باعتبارها موردها الرئيسي، تلتزم الصين ببناء دولة قوية في مجال التعليم، حيث أنها تعتبر تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) مفتاحا لتنمية المواهب المبتكرة والمتعددة التخصصات، لذلك فإنها تعزز باستمرار تنمية الموارد البشرية واستخدامها مما جعلها تحقق العديد من الإنجازات الجديدة في هذا الصدد.

من سنة 2012 إلى غاية سنة 2022 زاد الإنفاق المالي الوطني على التعليم من 2.2 تريليون يوان إلى 4.85 تريليون يوان، بمتوسط معدل نمو سنوي قدره 8.23٪. هذا ويبلغ عدد السكان في سن العمل في الصين ما يقرب من 900 مليون نسمة، وارتفع متوسط عدد سنوات التعليم للقوى العاملة الجديدة إلى 14 عاما. كما يوجد 3074 مؤسسة للتعليم العالي في البلاد مسجل بها 47631900 طالب في مختلف مجالات التعليم العالي. لقد أصبحت الصين أكبر وأشمل دولة في العالم من حيث الموارد البشرية مع ما مجموعه أكثر من 200 مليون عامل ماهر بما في ذلك أكثر من 60 مليون موهبة عالية المهارة.

وتبين الدراسات ذات الصلة أنه بالنسبة للبلدان النامية، فإن رأس المال البشري الذي يتكون من عدد المواهب رفيعة المستوى والجودة الشاملة وحيوية الابتكار لهذه المواهب، يمكن أن يكون له تأثير مضاعف للكفاءة على تحقيق قفزة في التنمية. والنبأ السار هنا هو رؤية مثل هذه النتائج الإيجابية تتشكل في الصين.

انطلاقا من تطوير أول نظام قياس ومراقبة بالكمبيوتر الكمومي في الصين إلى أول نظام تشغيل كمبيوتر كمي وصولا إلى أول برنامج لتصميم الرقائق الكمومية، قاد قوه قوه بينغ نائب مدير المختبر الرئيسي للمعلومات الكمومية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، فريق البحث والتطوير لتحقيق اختراق تلو الآخر في أبحاث الحوسبة الكمومية في السنوات الأخيرة، مما ساعد الصين على أن تصبح ثالث دولة في العالم لديها القدرة على تقديم أجهزة الكمبيوتر الكمومية الكاملة.

لقد تجاوز إجمالي موظفي البحث والتطوير في الصين في الوقت الحاضر 6 ملايين شخص، ليحتل بذلك المرتبة الأولى في العالم، كما تحتل الصين المرتبة الثانية في العالم لسنوات عديدة في مجال الاستثمار في البحث والتطوير. وقد أشارت مجلة "نيكاي اليابانية" على موقعها الإلكتروني بأن أولئك الذين لديهم نظرة متشائمة للاقتصاد الصيني يتجاهلون القدرة الابتكارية التي زرعتها الصين بقوة. وستساعد الزيادة المستمرة في استثمارات الصين في الابتكار على تعزيز الإنتاجية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام طويل الأجل. ووفقا لتقديرات البنك الدولي، حافظ معدل مساهمة رأس المال البشري الصيني في النمو الاقتصادي على اتجاه تصاعدي وتجاوز الآن 36%.

كما أصبح التفاؤل بشأن إمكانات رأس المال البشري الصيني وتقاسم "عائدات المواهب" في الصين خيارا للمزيد من المؤسسات والشركات الدولية.

لقد حققت شركة شنايدر إلكتريك وهي شركة متعددة الجنسيات تقدما سريعا في الصين في عام 2023، حيث باتت تطلق مشروعا جديدا للبحث والتطوير كل شهرين تقريبا. وبالتالي أصبحت الصين واحدة من أربع قواعد بحث وتطوير لهذه الشركة في العالم.

في إجابة على السؤال المتعلق بتوسيع وجود هذه الشركة في مجال البحث والتطوير في الصين ردّ يين تشنغ، نائب الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك بأن ميزة المواهب في الصين هي العامل الرئيسي، وقال بأن الشركة تواصل توسيع فريق الابتكار المحلي لديها، حيث زاد عدد موظفي البحث والتطوير في الصين بنسبة 30% في السنوات الثلاث الماضية ولديها الآن أكثر من ألفي باحث. كما أضاف: "سنواصل تعزيز قدراتنا في مجال البحث والتطوير في الصين، وإنشاء المزيد من المؤسسات البحثية، وتعزيز الابتكار لدعم الصين في تطوير قوى إنتاجية جديدة ذات جودة عالية، ومشاركة المزيد من الحكمة الصينية مع بقية العالم".

يعتقد جيانغ هاو نائب رئيس شركة رولاند بيرجر للاستشارات الإدارية الكبرى في الصين أنه في السنوات الأخيرة تسارعت وتيرة الاستثمار الأجنبي في مراكز البحث والتطوير في البلاد بشكل كبير، وفي هذا السياق قال: "لقد جذب العدد الكبير من المواهب الإدارية الاستثنائية والمهندسين المهرة في الصين انتباه الشركات الأجنبية، مما أدى إلى زيادة الاستثمار في بناء مراكز البحث والتطوير في الصين".

صور ساخنة