القاهرة أول مارس 2024 (شينخوا) أكد الدكتور ناصر عبدالعال الخبير في الشأن الصيني أن الصين نجحت في تحقيق "التنمية الشاملة" في البلاد، ورأى أن ثمار التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق ظهرت في الكثير من الدول.
وقال عبدالعال، وهو أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس ومدير معهد كونفوشيوس بالجامعة، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، إنه
منذ أن شرعت الصين في تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح قبل أكثر من 40 عاما، تسارعت وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها وحققت البلاد معدلات نمو مرتفعة.
وذكر أن الصين طرحت مبادرة التنمية العالمية بعد أن حققت البلاد نجاحا تنمويا في الداخل وأصبحت تحتاج إلى شركاء في التنمية، خاصة أن الرؤية الاقتصادية الصينية تسعى إلى بلورة نظام عالمي عادل، وبالتالي كان لابد من إطلاق هذه المبادرة الاقتصادية وإطلاق العنان للمؤسسات الاقتصادية الكبرى في الصين من أجل الاستثمار في الخارج.
وأشار الخبير في الشأن الصيني إلى وجود عدة تحديات تواجه الاقتصاد الصيني، منها الحرب التجارية التي شنتها الولايات المتحدة وتسعى من خلالها إلى تشوية صورة الصين الاقتصادية على مستوى العالم.
وتابع قائلا إن الصين والولايات المتحدة هما أكبر شريكين في التجارة العالمية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستغني أحدهما عن الآخر وكلاهما يقدر بشدة دور الآخر في الاقتصاد العالمي، والعالم الآن وحدة واحدة وأي إخفاق أو انهيار اقتصادي في أي منطقة في العالم سيؤثر على العالم أجمع.
وأوضح أن منطلق الصين الاقتصادي ليس البحث أو السعي نحو مسمى "القوة العظمى في العالم"، لأن الصين بعد أن تحسن اقتصادها تنظر إلى العالم نظرة أخرى، وهي أن يكون هناك تعاون وبناء مشترك، ومن أجل ذلك أطلقت مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي.
وسلط الضوء على أن مبادرة الحزام والطريق هي جوهر سياسة الصين المتمثلة في تحقيق التنمية المشتركة من خلال التعاون الاقتصادي والشراكات المربحة للجميع مع الشركاء الخارجيين.
وأكد عبدالعال أنه "لا أحد ينكر أن ثمار هذا التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق قد ظهرت في الكثير من الدول، وأن التجربة في مصر دليل على ذلك إذ شاركت الكثير من الشركات الصينية في عملية التنمية خلال السنوات العشر الماضية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين".
وأضاف أن الصين تساهم بقدر من المشروعات التنموية في كل الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، ولذلك أسست البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وشاركت في تأسيس روافد جديدة مثل مجموعة بريكس.
ومن ناحية أخرى، نوه إلى أن مفهوم الصين لحقوق الإنسان يختلف عن مفهوم الغرب حيث ترى الصين أن حقوق الإنسان من وجهة نظرها هي أن توفر حياة رغدة للمواطن الصيني، لذلك فإن الهدف الأساسي للصين هو رفاه مواطنها.
وأشار الخبير المصري إلى أن المواطن الصيني أصبح ينعم بثمار التنمية، وأن الصين تتبنى "الدبلوماسية من أجل الشعب"، والتي تعني أن الحكومة الصينية في خدمة المواطن داخل وخارج الصين.