الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

بعد مرور 60 عاما...لا تزال العلاقات الصينية الفرنسية تفيد السلام والاستقرار العالميين (3)

/مصدر: شينخوا/   2024:01:29.14:37
بعد مرور 60 عاما...لا تزال العلاقات الصينية الفرنسية تفيد السلام والاستقرار العالميين
موسيقيون صينيون وفرنسيون يشاركون في حفل موسيقي احتفالا بالعام الصيني الجديد في المركز الثقافي الصيني في باريس، فرنسا، في 25 يناير 2023. (شينخوا)

بكين 29 يناير 2024 (شينخوا) يوافق عام 2024 الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا. وقد صمدت هذه العلاقات أمام تحديات عديدة، وعادت بالفائدة على الدولتين والعالم بأسره.

إن التاريخ الفريد للعلاقات الصينية الفرنسية شكَّل "الروح الصينية الفرنسية" التي تتسم بالاستقلالية والتفاهم المتبادل وبعد النظر والمنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين، وفقا لما ذكره الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس في خطاب بالفيديو ألقاه في حفل استقبال أقيم في بكين احتفالا بالذكرى الـ60 هذه.

لقد مَثَّلت بداية العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا قبل ستة عقود لحظة محورية في العلاقات الدولية. بمنتهى الحكمة والشجاعة، فتح الزعيم ماو تسي تونغ والجنرال شارل ديغول الباب أمام التبادلات والتعاون بين الصين والغرب، ما جلب الأمل للعالم وسط الحرب الباردة.

ومنذ ذلك الحين، وعلى الرغم من أوجه التفاوت في النظم الاجتماعية والخلفيات التاريخية والثقافات، ظلت الصين وفرنسا تظهران على نحو ثابت الاحترام المتبادل، وانخرطتا في التعلم المتبادل، وعززتا التعاون القائم على مبدأ إيجاد أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا. كما تُشكل شراكتهما الدائمة نموذجا للتعايش السلمي والمنفعة المتبادلة.

خلال العقود الستة الماضية، شهدت العلاقات الصينية الفرنسية العديد من المعالم التاريخية البارزة.

تعد فرنسا أول دولة غربية كبرى تضفي الطابع الرسمي على العلاقات الدبلوماسية مع الصين، الأمر الذي شكَّل عاملا محفزا للتحول نحو الحوار والتعاون العالميين.

فمن الريادة في إنشاء أول خط جوي مدني بين الصين والغرب إلى الشروع في إقامة مشروعات مشتركة لاستكشاف أسواق الطرف الثالث، تجسد هذه المبادرات الرائدة "الروح الصينية الفرنسية" الدائمة وتأثيرها التحويلي على العلاقات الثنائية.

وفي مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق لوران فابيوس إن الصين وفرنسا ملتزمتان بالاستقلالية فضلا عن التعددية والسلام.

وذكر "نحن لا نريد سياسة تكتلات، في ضوء ما تنطوي عليه من مخاطر نشوب صراعات".

بتوجيه من "الروح الصينية الفرنسية"، أصبحت أوجه التعاون الاقتصادي والتبادلات التجارية بين البلدين أوثق، حيث تعد فرنسا بالفعل ثالث أكبر شريك تجاري وثالث أكبر مصدر للاستثمار من حيث القيمة الحقيقية في الاتحاد الأوروبي بالنسبة للصين، فيما تعد الصين أكبر شريك تجاري لفرنسا في آسيا وسابع أكبر شريك لها على مستوى العالم.

وقد ارتفع عدد طائرات ايرباص الفرنسية الصنع والموجودة في الخدمة بالصين إلى أكثر من 2100 طائرة، وفقا لما ذكره الموقع الرسمي للشركة، وهذا مَثَّل أكثر من 50 في المائة من السوق بحلول نهاية الربع الأول من عام 2023، في حين يفضل المستهلكون الفرنسيون بشكل متزايد الهواتف المحمولة والمركبات الكهربائية وغيرها من المنتجات الصينية.

وقد بلغت التبادلات الشعبية أيضا آفاقا جديدة حيث أعلنت الصين في أول ديسمبر من العام الماضي أنها ستنفذ سياسة الإعفاء من التأشيرة لمدة 15 يوما للفرنسيين الزائرين القادمين في زيارات قصيرة الأجل إلى الصين، كما أعلنت فرنسا في وقت لاحق أن حاملي درجة الماجستير الصينيين الذين درسوا في فرنسا يمكن الحصول على تأشيرات لمدة خمس سنوات.

ومن المؤكد أن مثل هذه الخطوات ستعزز التبادلات الثقافية بين حضارتي الشرق والغرب.

من جانبه قال رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الصينية التابعة للجمعية الوطنية الفرنسية إريك ألوزيه إن 60 عاما من التعاون بين فرنسا والصين ستوفر الأساس لتطوير العقود الستة المقبلة من العلاقات.

يمر العالم اليوم بلحظة محورية. ويتعين على الصين وفرنسا التمسك بمبادئهما الدبلوماسية المشتركة باعتبارهما من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وهما مسؤولتان عن رسم مسار جماعي نحو السلام والأمن والرخاء والتقدم البشري.

ومن المأمول أن تعمل الصين وفرنسا معا خلال السنوات الـ60 المقبلة لتوطيد علاقاتهما الثنائية، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب، والمساهمة في السلام والاستقرار العالميين.

صور ساخنة