هانوي 13 ديسمبر 2023 (شينخوا) قال شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني، هنا اليوم (الأربعاء)، إنه يتعين على الصين وفيتنام الإبحار معا على سفينة الاشتراكية نفسها.
وفي اجتماعه مع رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، قال شي إنه يتعين على الجانبين التيقظ لأي محاولات تهدف إلى إفساد منطقة آسيا-الباسيفيك ومعارضة تلك المحاولات، وتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية، والعمل معا من أجل الحفاظ على بيئة خارجية مواتية.
وفور وصوله إلى مقر الاجتماع، حظي موكب شي بترحيب حار من عدة مئات من الشباب الفيتنامي وممثلين من مختلف القطاعات، حيث اصطفوا في الشوارع ولوحوا بالأعلام الوطنية للصين وفيتنام.
وفي الاجتماع، أشار شي إلى أن العلاقات الصينية-الفيتنامية تحقق تقدما مطردا. وفي معرض إشارته إلى مراسم توقيع العشرات من وثائق التعاون التي شهدها هو والأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ يوم الثلاثاء، لفت شي إلى أن الوثائق تشمل نطاقا واسعا من التعاون بين الحزبين والبلدين، كما توضح على نحو كامل سعة وعمق العلاقة الثنائية.
وذكر أن الصين وفيتنام تتمتعان بمُثل وقناعات مشتركة وبمصير مشترك.
وقال شي إنه وترونغ أعلنا بشكل مشترك بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وفيتنام يحمل أهمية استراتيجية، ما يمثل استهلالا لفصل جديد في العلاقات الثنائية في العصر الجديد.
وتابع قائلا إن ذلك سيحقق منافع أكبر للشعبين، وسيقدم إسهامات إيجابية في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن التحديث صيني النمط جلب فرصا غير مسبوقة للدول حول العالم وسيعزز جهود فيتنام في تسريع عملية التصنيع والتحديث لديها.
وذكر شي أن الاقتصادين الصيني والفيتنامي متكاملان للغاية ومرتبطان بشكل وثيق، مشيرا إلى أن توقيع خطة التعاون بشأن التضافر بين مبادرة الحزام والطريق وخطة "ممران ودائرة اقتصادية واحدة" فتح آفاقا جديدة لزيادة التعاون العملي بين البلدين.
ولفت إلى أن الصين ستستورد المزيد من المنتجات الفيتنامية عالية الجودة، وستقوي ارتباطها بفيتنام بشأن سلاسل الصناعة والإمداد، وستعزز الارتباطية، وستزيد تعاونها مع فيتنام في المجالات الصاعدة مثل الطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي.
وأكد شي إمكانية زيادة الجانبين للتبادلات بشأن العمل الأيديولوجي والنظريات الحزبية، وكذا تشارُك الخبرات بشأن حوكمة الحزب والدولة.
وقال أيضا إنه من المهم للجانبين زيادة التبادلات الشعبية والتعاون لتعميق الصداقة بين الشعبين وإعداد جيل الشباب لتولي مسؤولية الصداقة الصينية-الفيتنامية في وقت مبكر.
وذكر شي أنه في الوقت الذي تكون فيه الإنجازات الملحوظة في الإصلاح والانفتاح في الصين و"دوي موي" (التجديد) في فيتنام نتيجة للعمل الجاد من البلدين، فإنها ترجع أيضا إلى عالم سلمي ومستقر بوجه عام ومنطقة آسيا-باسيفيك منفتحة وشاملة، بوجه خاص.
من جانبه، أعرب فام مينه تشينه، نيابة عن الحكومة الفيتنامية، عن ترحيبه الحار بزيارة شي إلى فيتنام، قائلا إن فيتنام والصين دولتان تقدران المُثل نفسها وتتبعان مسارات مماثلة.
وقال إن كل زيارات الرئيس شي إلى فيتنام وتصريحاته المهمة عززت التقدير لفيتنام نظريًا وعاطفيًا، وعمقت الصداقة والثقة المتبادلة، كما عززت الصداقة والتقارب بين البلدين.
وفي معرض إظهارهما لرؤيتهما الاستراتيجية، اتفق ترونغ وشي على توصيف جديد للعلاقات الثنائية يوم الثلاثاء، البناء المشترك لمجتمع مصير مشترك صيني-فيتنامي يحمل أهمية استراتيجية، وفقا لما قال تشينه، مضيفا أن هذا يمثل علامة بارزة تاريخية في العلاقات بين الحزبين والبلدين، ما يرسم المسار ويضخ زخما جديدا في العلاقات الفيتنامية-الصينية للمضي قدما.
وأوضح أن فيتنام تُقدر الإنجازات التاريخية لفكر شي جين بينغ بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد في تكييف المبادئ الرئيسية للماركسية مع الواقع الخاص والثقافة التقليدية الممتازة في الصين، وتُثمن التقدم الضخم الذي حققته الصين في الإصلاح والانفتاح لديها، بما في ذلك تنمية منطقة شيونغآن الجديدة وميناء هاينان للتجارة الحرة، كما ستواصل التعلُم من تلك الإنجازات.
وذكر أنه يتفق بالكامل مع وجهات النظر المهمة التي كتبها الرئيس شي في مقاله الذي نشر في صحيفة فيتنامية، مضيفا أن مواصلة تعزيز علاقات فيتنام مع الصين أولوية قصوى وخيار استراتيجي للحزب الشيوعي الفيتنامي والحكومة الفيتنامية، وكذلك رغبة قوية للشعب الفيتنامي.
وقال إن فيتنام تظل متمسكة بسياسة صين واحدة، لافتا إلى أن بلاده تدعم الصين في تحقيق تنمية وقوة على نحو أكبر ولعب دور أكثر أهمية في الشؤون الدولية كما تدعم المبادرات العالمية التي طرحها الرئيس شي.
وبناء على التفاهمات المشتركة المهمة التي توصل إليها الأمينان العامان واتباعا لرؤية إحراز تقدم على ست جبهات، ستعمل فيتنام مع الصين للحفاظ على التبادلات الوثيقة عالية المستوى، وتعزيز التعاون الشامل في التجارة والاقتصاد والتبادلات المحلية والشعبية والدفاع والأمن، وتكثيف التنسيق على المستوى متعدد الأطراف، ومواصلة تعميق الثقة السياسية المتبادلة، ومواصلة إثراء الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام والصين.
وفي معرض إشارته إلى أن العلاقات الثنائية صمدت أمام اختبار الزمن والتاريخ، أعرب تشينه عن إيمانه بأن هذه العلاقات لن تتأثر بأي قوة خارجية تحاول بث الفتنة أو التسبب في اضطراب، وبأن بناء مجتمع مصير مشترك فيتنامي-صيني سيعود بالنفع على الشعبين وسيسهم في السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.