غزة 10 أكتوبر 2023 (شينخوا) ينتشر الموت في قطاع غزة بشكل صادم وغير مسبوق مع تكثيف إسرائيل هجماتها الجوية على مدار اللحظة تقريبا في أعنف جولة قتال منذ سنوات.
ويقول مسعفون ومسؤولون طبيون إن عائلات بكامل أفرادها تم قتلها جراء استهداف منازل وشقق سكنية في مناطق متفرقة من القطاع فوق رؤوس ساكنيها.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف مواقع لحركة حماس ردا على إطلاقها هجومها غير المسبوق تحت اسم "طوفان الأقصى" يوم السبت الماضي، والذى أدى إلى مقتل 1000 إسرائيلي وإصابة 2800 أخرين، وفقا للقناة ((12)) الإسرائيلية.
ولجأ الجيش إلى إصدار تحذيرات لسكان أحياء بالإخلاء العاجل قبل استهدافها.
لكن السكان يشكون من عدم وجود ملجأ آمن لهم من الغارات.
إذ أن حي الرمال وسط غزة الذي يوصف بأنه أرقى أحياء القطاع والمكتظ بالأبراج والبنايات والمحلات التجارية تحول إلى ركام متناثر بفعل كثافة هجمات إسرائيل.
ويقول محمد القيشاوي في نهاية الأربعينيات من عمره لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن خمسة أفراد على الأقل من أقاربه قضوا بفعل قصف منزلهم فيما ما زال أربعة آخرين مفقودين.
ويضيف القيشاوي أنهم كانوا يحسبون أنفسهم في أمان داخل منزلهم وسط المدينة بعيدا عن الأطراف الحدودية المشتعلة عادة، لكن ذلك كان مجرد وهم.
في شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، قال محمد أبو دقة إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت ثلاثة منازل متجاورة دون سابق إنذار في منطقة سكنه ما تسبب بقتل أكثر من 11 فردًا من العائلة.
وذكر الرجل بنبرات غاضبة أن أطقم الدفاع المدني مكث لساعات لإخراج جثامين القتلى من نساء وأطفال من تحت الأنقاض.
في حادثة مماثلة، أغارت طائرات إسرائيلية على منزل لعائلة النباهين شرق مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع، على رؤوس ساكنيه.
كان المنزل بحسب الجيران يتكون من أربعة طوابق، وأسفر استهدافه عن تدميره بشكل كلي، ومنزل مجاور مما أدى إلى مقتل 13 شخصا، بينهم 10 أطفال وسيدتان.
وفي بلدة بيت حانون على أطراف شمال قطاع غزة كان جميل الزعانين (66 عاماً) مصابا بحالة هيستيرية وهو يحاول البحث بين الأنقاض بيديه بحثا عن ناجين من عائلته.
وقال الزعانين إن الطيران الإسرائيلي قصف بدون سابق إنذار منزل عائلته الواقع المكون من 4 طوابق وتقطنه 4 عائلات، ما أدى إلى تدميره.
وكانت النتيجة كما يشرح الرجل المكلوم، إذ قتل جميع من كان بداخل المنزل لحظة القصف وعددهم 20 شخصا من بينهم 5 نساء و11 طفلاً.
وشهدت منطقة جباليا المجاورة أمس (الاثنين) ما وصف بالحادثة المروعة بعد أن أغارت طائرات إسرائيلية على منزل في سوق شعبي مكتظ ما أسفر عن أكثر من 40 قتيلا.
في اليوم نفسه، قصفت طائرات إسرائيلية مسجدا في مخيم الشاطئ للاجئين ما أدى إلى قتل 11 شخصا من بينهم أطفال.
وحتى اللحظة، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع إجمالي حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 830 والمصابين أكثر من 4 آلاف جراء هجمات إسرائيل.
ويحذر مسئولون طبيون من أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بشدة في ظل استمرار عشرات المفقودين تحت الأنقاض.
كما يعتقد أن عشرات الجثامين ما تزال على أطراف شرق قطاع غزة ولم تتمكن سيارات الإسعاف من انتشالها.
ومعروف أن قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد عن مليوني و300 ألف نسمة يفتقد لأي ملاجئ محصنة من الهجمات.
وتبلغ مساحة قطاع غزة حوالي 365 كيلو مترًا مربعًا ويعد من أشد المناطق كثافة سكانية في العالم.
وكان مجلس الوزراء السياسي الأمني للحكومة الإسرائيلية أقر السبت حالة الحرب على قطاع غزة وإطلاق عمليات عسكرية واسعة، ردًا على بدء حماس هجومها غير المسبوق.
بموازاة ذلك، فرضت إسرائيل إغلاقا شاملا على قطاع غزة الذي تحاصره بالأصل منذ العام 2007.
وبموجب تشديد الإغلاق، منعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والمياه والمواد التموينية عن قطاع غزة ما دفع للتحذير من كارثة إنسانية وشيكة.
وبحسب الأمم المتحدة فإن وتيرة النزوح الجماعي داخل قطاع غزة تتصاعد بفعل هجمات إسرائيل المتواصلة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) في تقرير إن عدد النازحين في قطاع غزة وصل إلى أكثر من 200 ألف شخص، ومن المتوقع أن تتزايد أكثر.
وبحسب التقرير، يلجأ أكثر من 137 ألفا من النازحين إلى 83 مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يعمل بعضها كملاجئ للطوارئ.
وذكر التقرير أنه منذ بدء تصعيد الأعمال القتالية، تعرضت أربع مدارس وثمانية مرافق للرعاية الصحية في غزة لأضرار بفعل هجمات إسرائيل.
وبحسب التقرير، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 41 ألف نازح داخليًا، دمرت منازلهم أو تضررت، في وقت أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء للمجتمعات الفلسطينية في المنطقة الوسطى من غزة وفي خان يونس.
في غضون ذلك، صرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ بأن القيادة الفلسطينية تجري اتصالات مكثفة مع كل زعماء العالم، لوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة فورا.
وذكر الشيخ أن الاتصالات جارية لوقف "شلال الدم النازف والتدمير المذهل والتهجير القسري" للسكان في غزة، على حد تعبيره.